
أنقرة تستضيف وزير الداخلية السوري: محادثات لتعزيز الأمن وتنظيم عودة اللاجئين
في زيارة رسمية تُعد الأولى من نوعها منذ أكثر من عشر سنوات، وصل وزير الداخلية السوري أنس خطاب إلى تركيا، حيث أجرى مباحثات موسعة مع نظيره التركي علي يرلي كايا، بحضور معاونيه الدكتور محمد فتوح والعميد باسم المنصور.
اللقاء تناول تعزيز التعاون بين الوزارتين في الجوانب الأمنية والإدارية، مع تركيز خاص على دعم المؤسسات السورية خلال المرحلة الانتقالية. كما ناقش الطرفان ضرورة تحسين أوضاع السوريين المقيمين في تركيا، وتنسيق الجهود المشتركة لتهيئة ظروف آمنة وكريمة لعودتهم.
وأكد الوزير خطاب، بحسب مصادر مطلعة، أن عودة السوريين تتطلب تنسيقًا ثنائيًا شاملاً يأخذ بعين الاعتبار المعايير الإنسانية والسيادية، مشددًا على أهمية تسهيل الإجراءات القانونية التي تعيق بعض العائلات.
من جانبه، أعلن الوزير التركي عبر منصة "X" أن الاجتماع ركّز على فتح آفاق تعاون أمني أوسع وتقديم أشكال الدعم الفني والتقني المطلوبة، ضمن رؤية تُسهم في استقرار سوريا وتعافي مؤسساتها.
تأتي هذه الزيارة في ظل تغيرات إقليمية متسارعة بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024، وضمن مساعي دمشق لإعادة بناء علاقاتها الدبلوماسية والأمنية مع محيطها الإقليمي، وفي مقدمتها أنقرة التي ظلت لاعبًا فاعلًا في الملف السوري منذ اندلاع الحرب.
وتحمل الزيارة طابعًا استراتيجيًا، إذ تُشير إلى رغبة متبادلة في تجاوز مرحلة القطيعة، والانطلاق نحو شراكات أمنية تواكب التحديات المشتركة مثل ضبط الحدود، ومكافحة التهريب، وتنظيم ملفات اللاجئين بالتوازي مع استعادة الدولة السورية زمام المبادرة في إدارة مؤسساتها.