
فورين بوليسي: الشرع.. التحديات والفرص في بناء سوريا الجديدة
نشرت مجلة "فورين بوليسي" مقالاً مشتركاً لكل من إيتان دانون، المستشار السابق في وزارة الخزانة الأميركية، ودانيال شنايدرمان، الذي عمل على ملفات الشرق الأوسط في وزارتي الخارجية والدفاع ومجلس الأمن القومي والكونغرس خلال السنوات الخمس عشرة الماضية، تناول المقال مستقبل الرئيس السوري أحمد الشرع ودوره في المرحلة الانتقالية، وما يواجهه من تحديات داخلية وخارجية.
أشار الكاتبان إلى أن "الشرع" سيظهر هذا الشهر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ليكون أول زعيم سوري يتحدث من هذا المنبر منذ عام 1967، مؤكّدين أن العالم سيراقب كيفية تعامله مع التنوع الديني والعرقي في بلد ما يزال مثقلاً بصدمة خمسة عقود من حكم آل الأسد.
واعتبرا أن التحديات أمام الشرع هائلة، ومن مصلحة الولايات المتحدة وشركائها مساعدته على النجاح، محذرين من أن أي لجوء للقوة في مواجهة العلويين أو الدروز أو الأكراد سيكون وصفة لكارثة.
ورأى المقال أن استقرار سوريا يتطلب معالجة ملفات العدالة الانتقالية والمصالحة، إلى جانب إعادة بناء المؤسسات التي دمّرها نظام الأسد، واستشهد بتجربتي ليبيا والعراق اللتين واجهتا صعوبات مماثلة بعد سقوط أنظمتهما السلطوية، معتبراً أن الشرع مطالب بالتركيز على تحسين حياة المواطنين اليومية عبر الخدمات والفرص الاقتصادية الملموسة.
كما حذّر الكاتبان من تعقيدات ملف رجال الأعمال الموالين للنظام السابق، مشيرين إلى أن لجنة مختصة تدرس إعادة توزيع الأصول مقابل منح حصانة من الجرائم المالية، وهو ملف دقيق قد يربك مناخ الاستثمار.
واقترح المقال ثلاث خطوات ملموسة ينبغي على واشنطن اتخاذها لدعم الانتقال السوري: إعادة فتح سفارتها في دمشق لمواكبة التحولات من الداخل، تفعيل "قانون الهشاشة العالمية" لتعزيز الاستقرار ومنع النزاعات، وإنشاء صندوق ائتماني متعدد المانحين لتأمين الخدمات الحيوية العاجلة. وأكد أن تقديم الخدمات الاجتماعية بسرعة عنصر حاسم في بناء الشرعية والثقة.
وختم المقال بالتشديد على أن واشنطن استثمرت بالفعل رأسمالاً سياسياً كبيراً في نجاح الحكومة السورية الجديدة، بدءاً من لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرئيس أحمد الشرع في الرياض، وأن عليها الآن مضاعفة جهودها سياسياً ومالياً لضمان أن تكون سوريا مستقرة، قادرة على العيش بسلام مع جيرانها ومع نفسها.