
غيوم اشاعة (١٥- ١) تتبدد و الراحة تدخل القلوب المنهكة من الحصار في مدينة "التل"
عاشت مدينة التل إلى جانب حصارها الخانق ا، لذي بدأ من ١٧٧ يوماً ، حالة من الرعب و الخوف على مدى الـ ٢٠ يوم الماضيين ، بعد انتشار اشاعة مفادها أن النظام ينوي اقتحام المدينة يوم ١٥ الشهر الجاري ( يوم غدٍ) أو تضييق الخناق أكثر فأكثر لتتحول المدينة التي تضم أكثر من مليون ونصف المليون من النازحين من كافة مدن و قرى ريف دمشق ، لتتحول لوضع مماثل لمضايا.
هذه الغيوم التي بقيت مسيطرة على أجواء المدينة و سكانها تبددت اليوم مع اعلان مآذن المدينة أن الاشاعة لاصحة لها ، ليطمئن النازحون ، و يخففون حالات النزوح المكلف جداً ، لاضطرارهم دفع رشى للحواجز للسماح لهم بالاخروج.
وقال الناشط عمر الدمشقي أن الاشاعة انتشرت و سيطرت على الجميع و بات الخوف ظاهراً لدى السكان الذين يعانون الأمرين في تدبير شؤون حياتهم اليومية مع امتداد أيام الحصار و طولها ، مشيراً إلى أن النظام عزز هذه الاشاعة ، التي أطلقها بالأساس ، من خلال منع الموظفين و الطلاب من ادخال الخبز و الأغذية إلى المدينة منذ ٢٠ يوماً.
و أكد الدمشقي في حديثه شبكة شام الاخبارية أن النظام هو من اطلق و عزز هذه الاشاعة ، هي وسيلة سبق و أن اعتمدها في اطار سعيه لزرع الخلاف و الشقاق بين السكان و الثوار .
و أشار الدمشقي إلى أنه خرج الكثير من النازحين من المدينة خوفاً على أطفالهم من تكرار مشاهد مضايا ، لافتاً إلى أن النظام رفض اليوم اخراج أي مواطن كما يوم أمس ، مما تسبب بوقوف المواطنيين لساعات بطابور طويل ، ليقول عناصر الحواجز أن الاشاعة أطلقها "المسلحون" لسرقة منازلهم .
وشدد الناشط المتواجد في المدينة أن الحصار بدأ بدون أي سبب و دون أن تتوضح شروط النظام لفكه ، ليبقي المواطنيين في حالة يرِى لها .
و تعيش مدينة التل حالة حصار خانق منذ ١٧٧ يوماً و منع خلالها ادخال الطعام و الخضار و الطحين ، مما تسبب بارتفاع هائل للاسعار و ندرة المواد ، المدينة التي حضنت غالبية النازحين من مدن و قرى ريف دمشق ، وغالبيتهم من النساء و الأطفال و كبار السن ، وتعمد مدينة التل من خلال مغتربيها على تقديم مراكز الايواء و الاطعام ، التي خفت كثيراً مع بدء الحصار .