على رأسهم نقيب التشبيح.. سجل ممثلين طالبوا برفع العقوبات وصمتوا بعد انتصار الثورة بسوريا
حاول عدد كبير من الممثلين ممن كانوا وحتى اللحظة الأخيرة يدعمون نظام الأسد البائد، ركوب الموجة والتماهي مع ادعاءات مساندة الثورة السورية، إلا أن عدد منهم حتى الآن لم يكن له أي ظهور بعد انتصار الثورة السورية.
وعلى رأس هؤلاء ممن لا يزالون يحتفظون بموقف داعم للنظام المخلوع، نقيب الفنانين السوريين في عهد النظام السابق، "محسن غازي"، الذي سبق أن أثار ردود واسعة بعد أن اشتهر بمواقفه التشبيحية بعد استلامه النقابة عن "زهير رمضان" الذي اشتهر بلقب "نقيب التشبيح".
وكان لافتا صمت هؤلاء الممثلين وعدم مطالبتهم برفع العقوبات عن الشعب السوري علما بأنهم طالبوا بذلك حين كانت مفروضة على النظام المخلوع، وعرف عن "غازي" أنه اتخذ موقفا معاديا من الفنانين المنحازين للثورة السورية وقام بتجييش ضدهم.
وسبق أن ظهر مع متزعم ميليشيا الدفاع الوطني في مدينة السقيلبية بريف حماة التي يقودها المدعو "نابل العبد الله"، حيث علق الأخير على الصورة بقوله "الأحبة كل التقدير والمحبة"، وذكر عازف الملاهي الليلية "طلال الداعور"، إن الصورة في الغاب بريف حماة الغربي.
وفي وقت سابق نفى "غازي"، بأنه وصل إلى المنصب عبر الواسطة بل عبر انتخابات نزيهة وزعم أنه رشح نفسه بناء على رغبة زملائه الفنانين من مختلف الفئات، حسب تعبيره في أول ظهور وتصريح إعلامي له بعد تعيينه بالمنصب الجديد بالتزكية وفق وثيقة متداولة.
وكذلك لم يعلّق عدد من الفنانين المعروفين بدعمهم المتواصل خلال السنوات الماضية لنظام بشار الأسد عن مواقفهم بعد سقوطه، ومن أبرزهم المطربة ميادة الحناوي وشكران مرتجي التي نشرت قبل أيام عبر حسابها على إنستغرام "سلام لبلاد طعُنت من الخلف ولم تطعن".
ويبدو أن الممثل باسم ياخور، قرر التزام الصمت، مستمر في تمسكه بموقفه الداعم من دون تغيير، ويذكر أن الممثل أثار موجة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي بعد تصريحاته التشبيحية التي دافع فيها عن نظام بشار القاتل، كما تناول مواضيع مثيرة مثل عودة اللاجئين وإنجاب الأطفال في المخيمات.
يضاف له "زهير عبد الكريم" صاحب سليفي مع حذاء ضابط في قوات النظام المجرم المخلوع وكشف عبد الكريم، الذي يلبس ساعة عليها صورة رأس النظام الهارب، وأما "رنا الابيض" المعروفة بممثلة العساكر، ظهرت في عدة مواقف داعمة لنظام الأسد وظهرت في مشاركة لها في مسرحية الانتخابية الرئاسية وقالت: "علمنا الوطن والقائد الأسد أن ننتصر لا أن ننكسر".
وعلى غرار "رنا الأبيض"، كثف الممثل "عارف الطويل"، ظهوره جانب قوات الأسد البائد وكان ظهر في دمشق مع الإعلامي الحربي "حسين مرتضى" بدمشق، واشتهر بصوره وتسجيلاته المصورة التي يظهر فيها بجانب عناصر "الشبيحة" وميليشيات النظام ضمن مناطق انتشارهم وعلى الجبهات التي يحاصرون فيها المدن ويمطرونها بالقذائف.
ومن بين الممثلين أيضًا، معن عبد الحق، الشهير بدور "صطيف الأعمى" في مسلسل "باب الحارة، الذي كرس صفحته الشخصية في فيسبوك، لشكر ي علي خامنئي ودعم النظام المخلوع ورئيسه الهارب بشار الأسد، كما يعد نفسه من "أنصار محور المقاومة" على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولم يصل إلى مستوى النجومية، لكنه اشتهر عربياً بعد تجسيده دور "صطيف الأعمى" في مسلسل "باب الحارة، وعرف موقفه العلني الموالي لنظام الأسد منذ سنوات الثورة الأولى، وفي تصريحات سابقة دعا إلى "التمسك بالإصلاح ودعم بشار الأسد لمواجهة المؤامرة"، وفق زعمه.
وحاول "بسام كوسا" تبرير موقفه السابق المؤيد لنظام الأسد الساقط، وزعم بأنه ليس مؤيدا ولا معارضا، ورأى أن هناك أشخاصا ذهبوا بالمجان، معرباً عن أسفه لسقوط قتلى من كلا الطرفين، وحول قوله "إن كل عسكري شريف يستحق أن أضع حذاءه على رأسي"، صرح أنه لا يزال يقول هذه العبارة لأن "الخسارة هي لكل السوريين"، وفق تعبيره.
وصرح "عباس النوري" أن الفنانون السوريون لم يلتزموا الصمت خلال السنوات الماضية لكن كل عبر بقدر المستطاع، تصريحاتي عرضتني للضغوط الأمنية التي تحملتها رغم أنها وصلت حد الخطر الكبير في بعض المرات، وأما الممثل يزن السيد الذي عُرف أيضا بمواقفه المؤيدة للنظام السوري، قال إنه تعب من الكذب والنفاق، معتبرا أن سوريا انتصرت اليوم، الأمر الذي كرره الممثل المتلون "بشار إسماعيل".
يشار إلى أنّ النقابة التي كان يستحوذ على إدارتها "زهير رمضان" المعروف بمواقفه التشبيحية، قبل وفاته في 17 تشرين الثاني من العام 2021، تحولت إلى فرع أمن تابع لمخابرات النظام، وكان لها دور في نشر التشبيح والتجييش والتحريض ضدَّ المدنيين الأمر الذي نتج عنه تصاعد المجازر الدموية بحق الشعب السوري منذ بداية الثورة السورية التي انتصرت وطردت عصابات الأسد إلى الأبد.
واعتاد عدد من الفنانين تقديم الشكر وفروض الطاعة للقادة الإيرانيين والروس، وبالتحديد خامنئي، ومن أبرزهم الممثل السوري دريد لحام الذي قدم خطاباً بجّل فيه خامنئي العام 2016 في حفل تحت مسمى "لتكريم الشهداء" في العاصمة دمشق، الذي أقيم خصيصا لقتلى ميليشيات الأسد الساقط.
ومنذ بداية الثورة السورية في 2011، التي انتصرت على نظام الأسد عام 2023 أعلن عشرات الفنانين السوريين انحيازهم إلى جانب النظام المخلوع وخرج عدد منهم على الشاشات ليؤكدوا دعمهم المطلق للأسد، أبرزهم دريد لحام، سلاف فواخرجي، زهير عبد الكريم، وائل شرف، عارف الطويل، بشار اسماعيل، جورج وسوف، وآخرين.