صورة
صورة
● أخبار سورية ٧ يناير ٢٠٢٥

"عراقجي: الهزيمة التي لحقت بالجيش السوري كانت "إعلامية ونفسية قبل أن تكون عسكرية

اعتبر وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن "الضربة التي وُجهت للجيش السوري كانت إعلامية ونفسية قبل أن تكون عسكرية"، مؤكدًا أن الهزيمة التي لحقت بجيش النظام البائد كانت قبل بدء المعركة، واصفًا ذلك بـ "جرس إنذار" لإيران.

وأضاف عراقجي خلال مراسم إحياء الذكرى الخامسة لمقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، قاسم سليماني، اليوم الثلاثاء، أن الجيش السوري تعرض للهزيمة قبل أن يدخل المعركة، مشيرًا إلى ضرورة أخذ هذه الأحداث بعين الاعتبار.

ودعا الوزير الإيراني إلى تشكيل حكومة تضم جميع الأطراف السورية، مؤكدًا أهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار في سوريا، فضلاً عن وحدة الأراضي والسيادة السورية ورفض التقسيم، وشدد في الوقت ذاته على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد.

وحث الإدارة المؤقتة على ضرورة احترام جميع القوميات والمذاهب وضمان حقوقهم في ظل التطورات الحالية.

وشهدت الأيام الأخيرة شهدت توترًا بين دمشق وطهران، خاصة بعد تصريحات مسؤولين إيرانيين، من بينهم المرشد علي خامنئي، الذين اعتبروا أن "المقاومة" ستعود مجددًا إلى سوريا، ما اعتبرته السلطة الجديدة في دمشق تدخلاً سافرًا في الشؤون الداخلية للبلاد وسعيًا لإشعال الفتن.


وكان قال "بهروز إثباتي" وهو قيادي كبير في الحرس الثوري الإيراني، اليوم الثلاثاء، إن طهران "خسرت بشدة في سوريا"، موضحاً أن "الفساد في البنية والانهيار الاقتصادي من الداخل كانا سبباً في انهيار حكومة بشار الأسد" التي كانت تعتبر حليفاً استراتيجياً لطهران.

وأوضح إثباتي أن "الشعب السوري انتفض لإزالة نظام فاسد"، مشيراً إلى أن الوضع الداخلي في سوريا كان عاملاً حاسماً في هذه الخسارة، وتطرق قائد الحرس الثوري الإيراني إلى دور روسيا في الأزمة السورية، قائلاً: "روسيا كانت من العوامل الرئيسية في انهيار سوريا ونظام الأسد"، دون تقديم تفاصيل إضافية حول هذه العلاقة.

وتحدث إثباتي عن قدرة إيران على ضرب المواقع الأميركية، ولفت إلى أن "صواريخنا العادية لا تؤثر كثيراً بالمواقع الأميركية"، مضيفاً أن "أميركا سترد إذا هاجمنا مواقعها وستضرب عشرات المواقع لنا".

وتعكس تصريحات قائد الحرس الثوري الإيراني حالة من القلق بعد انهيار النظام السوري، الذي كان يشكل حليفاً استراتيجياً لطهران منذ سنوات طويلة، وكان الحرس الثوري قد دعم الأسد بقوة في سنوات الحرب، حيث أرسل الآلاف من المقاتلين الإيرانيين إلى جانب قوات الأسد، بالإضافة إلى عناصر من حزب الله.
 

واصل المسؤولون الإيرانيون في الآونة الأخيرة إصدار تصريحات متناقضة ومضطربة بشأن الوضع في سوريا، حيث يسعون إلى خلق الفوضى وإثارة النعرات الطائفية عقب انهيار نظام الأسد. هذه التصريحات المتكررة تعكس حالة من التخبط داخل دوائر السياسة الإيرانية، خاصة بعد سقوط النظام الذي أدى إلى تراجع الدور الإيراني في المنطقة وقطع الطريق أمام مشروعها الطائفي.

ولعبت إيران دوراً حيوياً في دعم نظام بشار الأسد، حيث شاركت في الحرب ضد الثوار حتى اللحظات الأخيرة قبل سقوط النظام، عبر ميليشياتها العديدة، ساهمت في تدمير بنية المجتمع السوري وزرع الطائفية والعنف في مختلف أنحاء البلاد، فكانت شريكاً أساسياً في سفك الدم السوري وتنفيذ أعمال قتل وتهجير على أسس طائفية.

كما تدخلت إيران عسكرياً من خلال إرسال قوات الحرس الثوري، حيث شاركت هذه القوات في صفوف النظام السوري. وفي أكتوبر 2015، كشف قائد الحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، عن تشكيل مئة ألف مقاتل ضمن قوات وتشكيلات شعبية في سوريا بحجة الحفاظ على الأمن والاستقرار.

ولم يكن تدخل إيران في سوريا مجرد تكهنات، بل أكده المسؤولون الإيرانيون أنفسهم. ففي نوفمبر 2015، أقر ممثل المرشد الإيراني علي خامنئي في الحرس الثوري، علي سعيدي، بأنه لولا تدخل إيران لكان مصير العراق وسوريا ولبنان وإيران نفسه في خطر، مشيراً إلى أهمية هذا التدخل في ضمان استمرارية النفوذ الإيراني في المنطقة.

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ