عبير رمضان.. فدائية تحت راية الأسد ومشاركة في قمع السوريين
عبير رمضان.. فدائية تحت راية الأسد ومشاركة في قمع السوريين
● أخبار سورية ١٦ أبريل ٢٠٢٥

عبير رمضان.. فدائية تحت راية الأسد ومشاركة في قمع السوريين

يراهن بعض من تورطوا في دعم النظام السوري السابق على النسيان، ويعتقدون أن مرور الزمن كفيل بمحو آثار الجرائم والانتهاكات التي ارتكبوها بحق الشعب السوري الثائر. غير أن الذاكرة السورية لم تغب، والشهود لا يزالون يحتفظون بالتفاصيل، كما أن منصات التواصل الاجتماعي أصبحت اليوم أداة توثيق فعالة لما جرى خلال سنوات الحرب.

في هذا السياق، يسلط هذا التقرير الضوء على عبير رمضان، إحدى الوجوه البارزة في صفوف ما عُرف بـ"فدائيات الأسد"، التي اختارت الوقوف إلى جانب النظام رغم عدم وجود ما يفرض عليها ذلك. فخلافاً للرجال، لا يشمل قانون التجنيد السوري النساء، ما يسقط عن روايتها – إن وُجدت – أي ادعاء بالإجبار.

من فنية مخبرية إلى عنصر مسلح في الدفاع الوطني
عبير رمضان، ابنة مدينة حمص التي لقّبها الناشطون بـ"عاصمة الثورة السورية"، اختارت التخلي عن عملها في المجال الطبي لصالح الانخراط في التشكيلات العسكرية الرديفة لقوات الأسد. ورغم أن اختصاصها الأصلي كان في التصوير الشعاعي، فقد تركت المجال الصحي واتجهت بإرادتها إلى حمل السلاح والمشاركة في قمع أبناء مدينتها.

برز اسمها في وسائل الإعلام عام 2013 من خلال تقرير مصوّر تناول فدائيات الأسد، حيث ظهرت عبير لتتحدث بفخر عن انضمامها إلى "كتيبة فدائيات الدفاع الوطني"، مشيرة إلى أنها تلقت تشجيعاً من زوجها للالتحاق بالتشكيل العسكري، في خطوة قالت إنها جاءت "دفاعاً عن الوطن الجريح".

مشاركة في الاعتقالات وترويع المدنيين
وفيما بدأت رمضان حياتها العسكرية بموازاة عملها المدني، فإنها ما لبثت أن تركت مهنتها الأساسية وتفرغت للنشاط الأمني والعسكري. ووفق تقارير محلية وشهادات شهود، فقد شاركت في الحواجز الأمنية داخل مدينة حمص، وتورطت في اعتقال عدد من الفتيات وتسليمهن إلى الأجهزة الأمنية، كما كانت ضمن المجموعات التي شاركت في عمليات القصف والاجتياح للأحياء التي انتفضت ضد النظام في المدينة.

ورغم مشاهد القتل وسياسة الأرض المحروقة التي اعتمدها النظام خلال حملاته العسكرية، عبّرت عبير مراراً عن اعتزازها بدورها في تلك المرحلة، وظهرت في لقاءات إعلامية تصف تجربتها بأنها "خدمة وطنية"، مؤكدة أنها كانت في البداية تخشى الأسلحة وتهاب البقاء بمفردها في المنزل، لكنها سرعان ما وجدت نفسها منخرطة بشكل كامل في العمل العسكري تحت راية النظام.

الذاكرة لن تسامح
قصّة عبير رمضان ليست استثناءً في سجل موالين انخرطوا في قمع الشعب السوري وساعدوا النظام المخلوع في إحكام قبضته الأمنية، لكنها تندرج ضمن ملفات لن تُطوى، وذاكرة لن تنسى. فكما وثّقت الانتهاكات التي مارستها عبير، ستُوثق أفعال غيرها، وستبقى المطالبات بالمحاسبة قائمة حتى تتحقق العدالة لمن طالهم القمع والتنكيل لمجرد معارضتهم للطغيان.

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ