
سيف سبيعي وأويس مخللاتي.. أصوات تثير الجدل في مرحلة حساسة
تحتل قناة "لنا" التلفزيونية مساحة بارزة في المشهد الإعلامي السوري، إلا أن محتواها الأخير أثار جدلاً واسعًا بين المتابعين، لا سيما من خلال استضافة شخصيات لها تاريخ طويل من الولاء للنظام البائد ضمن تصريحات ضد الدولة السورية الجديدة.
ومن أبرز هؤلاء الفنان والمخرج "سيف الدين رفيق سبيعي"، الذي أثار اهتمام الرأي العام بتصريحاته الأخيرة حول الرئيس الحالي مشيرًا إلى أن الرئيس قد تغير، لكن النظام لم يسقط بعد.
وأعاد "السبيعي" من خلال حديثه الجمهور إلى تساؤلات حول إرث حافظ الأسد، مستحضرًا ذكريات زمن الخوف والصمت الطويل، مما أثار ردود فعل متباينة بين من رأى في كلامه تحذيرًا مشروعًا وبين من اعتبره هجومًا غير منصف على مرحلة الإصلاح الراهنة.
وفي سياق متصل أثارت مقابلة الممثل "أويس مخللاتي"، على القناة نفسها موجة من الجدل، إذ اتهم فيها أطرافًا بمحاولة استهداف أسرته، وأضاف تصريحات استفزازية حول الثورة وأهدافها، مؤكّدًا أنها كانت من أجل العلمانية والحرية، وهو ما تزامن مع مساندة واضحة من مقدمة البرنامج التي سمحت له بالاسترسال في سرد روايته.
وسبق لن قام "مخللاتي" بنشر أخبار عاجلة عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، مرفقًا بتعليقات وصفها مراقبون بالتصعيدية والتحريضية، متهمًا شخصيات سياسية وتنظيمات مسلحة تاريخيًا، بما في ذلك داعش والقاعدة، بأعمال عنف وجريمة.
من جانبه علق الكاتب السوري "ماجد عبد النور" على هذه الاستضافات، مؤكدًا أن استمرار ظهور هذه الشخصيات في مرحلة غير مستقرة ليس تصرفًا عشوائيًا، بل يمثل جزءًا من سياق دفع المجتمع نحو الانزلاق نحو العنف. واعتبر أن هذه الأفعال تهدد السلم الأهلي، وتشوّه صورة السلطة وتهدد مسار العدالة الانتقالية، معتبرًا أن السماح لأصوات مثل هذه بالظهور الإعلامي يشكّل تهديدًا حقيقيًا للاستقرار المجتمعي ويستفز مشاعر الضحايا نحو الانتقام، مؤكدًا أن حماية حرية الرأي تتطلب استبعاد هذه الأصوات المشوهة والعدوانية.
وكان استطاع رجل الأعمال المقرب من نظام الأسد البائد "سامر الفوز" توسيع نفوذ عائلته الاقتصادي ليصبح لاعبًا محوريًا في مشاريع إعادة الإعمار داخل سوريا، عبر "مجموعة أمان القابضة" التي يديرها، والتي تشمل مشاريع عقارية وإعلامية مثل قناة "لنا" وشركة "صروح الإعمار".
ووفق مراقبون يبقى السؤال الأبرز هو الدور الذي تلعبه هذه القنوات وشخصياتها في تشكيل الخطاب العام، وهل ستستمر في التأثير على مسار الاستقرار المجتمعي، أم أن المجتمع المدني والجهات الرسمية ستتمكن من وضع ضوابط تحول دون استخدام الإعلام كأداة للتحريض والتأجيج خصوصا في المرحلة الحساسة التي تمر بها سوريا.
ويذكر أن غالبية الممثلين الداعمين لنظام الأسد الساقط، أعلنوا عن تحول مواقفهم بعد ان عرفوا بدعمهم للنظام وتبرير جرائمه، وفي تجسيد لموقف الشعب السوري الحر قال الفنان السوري عبد الحكيم قطيفان إنه لن يتصالح على الإطلاق مع الفنانيين الذين دعموا "الإرهاب والقمع والتشريد" الذي مارسه نظام بشار الأسد، وإنه لن يسامح الذين وقفوا ضد الشعب السوري واتهموا المعارضين بالخيانة والعمالة.