
سوريا تدين التصعيد الإسرائيلي في كويا وتدعو الشعب للتمسك بأرضه
أدانت وزارة الخارجية السورية في بيان رسمي “العدوان الإسرائيلي المستمر” الذي وصفته بـ”التصعيد الخطير”، مشيرة إلى أن بلدة كويا تعرضت لقصف مدفعي وجوي مكثف طال الأحياء السكنية والمزارع، ما أدى إلى استشهاد ستة مدنيين على الأقل، مع احتمال ارتفاع عدد الضحايا نظراً للعدد الكبير من الإصابات، بينها حالات حرجة.
الخارجية السورية أكدت أن هذا التصعيد يأتي ضمن “سلسلة من الانتهاكات التي بدأت بتوغلات إسرائيلية في محافظتي القنيطرة ودرعا”، معتبرة ما يجري “انتهاكاً صارخاً للسيادة الوطنية والقوانين الدولية”.
وأكدت رفضها القاطع لهذه الجرائم، ودعت إلى فتح تحقيق دولي حول الجرائم المرتكبة بحق الأبرياء وحول الانتهاكات الإسرائيلية.
وأهابت بأبناء الشعب السوري التمسك بأرضهم ورفض أي محاولات للتهجير أو فرض واقع جديد بالقوة، مؤكدين أن هذه الاعتداءات لن تثني السوريين عن الدفاع عن حقوقهم وأرضهم.
واتهم محافظ درعا، السيد أنور طه الزعبي، جيش الاحتلال الإسرائيلي بتكرار انتهاكاته للأراضي السورية، مشيرًا إلى أن محاولة التوغّل الإسرائيلي في بلدة كويا دفعت مجموعة من الأهالي للاشتباك مع القوة المتوغلة، ما أدى إلى تصعيد خطير تمثل في قصف مدفعي وغارات بالطيران المسيّر من قبل الاحتلال، وأسفر عن سقوط ضحايا في صفوف المدنيين.
وأكد الزعبي أن سلطات المحافظة تحمّل الاحتلال مسؤولية كاملة عن هذه الخسائر البشرية، وتدين انتهاكاته المتكررة وعدوانه المستمر على الأراضي السورية.
من جانبه، دان الأردن بشدة القصف الإسرائيلي على بلدة كويا، حيث وصف الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير سفيان القضاة القصف بأنه “خرق فاضح للقانون الدولي وانتهاك صارخ لوحدة سوريا وسيادتها”، مشيراً إلى أن استمرار الاعتداءات يمثل “تصعيداً خطيراً يُنذر بتفجّر الأوضاع في المنطقة”. وأكد القضاة دعم المملكة الكامل لأمن واستقرار سوريا.
التصعيد الميداني مستمر
كما أدانت حركة حماس العدوان الصهيوني واعتبرته تصعيد خطير ويكشف عن نية حكومة الاحتلال الإجرامية المبيتة تجاه سوريا، وأشادت ببسالة الجنوب السوري وتصديهم البطولي لقوات الاحتلال التي تحاول فرض سيطرتها على أراضيهم
وكانت شهدت بلدة كويا اشتباكات عقب محاولة قوة إسرائيلية اقتحامها واعتقال شبان محليين، ما دفع الأهالي للتصدي، وفق ما أكدته مصادر محلية وشهود عيان، وأسفر الهجوم الإسرائيلي عن موجة نزوح جماعي من البلدة والقرى المحيطة، في وقت وجّه فيه الأهالي نداءات استغاثة نتيجة غياب المرافق الطبية.
وقد أدى القصف والاشتباكات لارتقاء ٦ شهداء (لؤي عقلة، ايهم هايل حمدان، علي محمد الحنيص، جودت حسن سليمان، امين سالم المفلح و محمد قاسم محسن) كما سقط العديد من الجرحى بينهم نساء وأطفال.
وأغلقت المدارس في المنطقة، فيما اضطر الجرحى لتلقّي الإسعافات الأولية داخل صيدليات البلدة لغياب مراكز صحية مجهّزة، في ظل استمرار القصف الإسرائيلي بالدبابات والمدفعية، وتحليق الطائرات المسيّرة فوق المنطقة.
ويأتي هذا التصعيد في سياق عمليات إسرائيلية شبه يومية في الداخل السوري منذ سقوط نظام بشار الأسد نهاية العام الماضي، حيث كثّف الجيش الإسرائيلي من عملياته العسكرية بذريعة منع إعادة تموضع مجموعات مسلّحة يصفها بـ”المدعومة من إيران”. غير أن الحكومة السورية الجديدة، بقيادة الرئيس أحمد الشرع، أكدت في أكثر من مناسبة أن لا وجود لأي تهديد من داخل الأراضي السورية تجاه إسرائيل.
وسبق لوزارة الدفاع السورية أن اتهمت تل أبيب بالسعي لفرض وقائع جديدة في الجنوب السوري و”ترسيخ احتلال المنطقة العازلة”، مطالبةً المجتمع الدولي بالتدخل لوقف ما وصفته بـ”التغوّل الإسرائيلي”.