
سمير التقي: رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا يتطلب جهودًا دبلوماسية وسياسية واسعة
قال الباحث في معهد شرق الأوسط بواشنطن، سمير التقي، إن رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا يتطلب جهدًا سياسيًا ودبلوماسيًا كبيرًا، مشيرًا إلى أن السوريين يجب أن يتوجهوا إلى الكونغرس الأمريكي لتحقيق هذا الهدف.
وأكد التقي في حديث له مع وكالة "الأناضول" في إسطنبول، على هامش مشاركته في ندوة عن سوريا، أن العقوبات الأمريكية على دمشق التي بدأت في عام 1979، تزداد شمولًا منذ بداية الثورة السورية في 2011.
العقوبات الأمريكية: قضية مرتبطة بالمصالح والخيارات الاستراتيجية
وأوضح التقي أن العقوبات ليست مجرد قضية إقناع، بل مرتبطة بمصالح الولايات المتحدة وبمفاهيم تتعلق بمستقبل سوريا. كما أضاف أن رفع العقوبات يتطلب تحديد موقف سوريا في السياق الإقليمي والاستراتيجي وكذلك تحديد نموذج الدولة الذي ترغب في تبنيه.
واعتبر أن تمويل التعافي في سوريا أمر ممكن، لكن رفع العقوبات المتعلقة بالتعافي المبكر يتطلب جهدًا سياسيًا ودبلوماسيًا كبيرًا.
صعوبات في الكونغرس الأمريكي وتحديات في رفع العقوبات
وأشار التقي إلى أن رفع العقوبات يواجه صعوبات في الكونغرس الأمريكي بسبب القوى المتنفذة داخل المؤسسة التشريعية، التي تحتاج إلى توافق بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وحتى داخل كل حزب على حدة. وأكد على ضرورة القيام بحملة واسعة في الكونغرس من أجل التأثير على القرار، بالإضافة إلى ضرورة تحسين الصورة الإيجابية لسوريا في المستقبل، وتحقيق ضمانات لطمأنة المجتمع الدولي.
المصالحة الوطنية: خطوة أساسية لرفع العقوبات
كما شدد التقي على ضرورة أن تتم المصالحة الوطنية السورية بطريقة سلمية، مؤكدًا أن هذه المصالحة يجب أن تركز على تأمين جميع المكونات في سوريا. وأضاف أن هذه الخطوة ستساعد في تحقيق شروط أفضل لرفع العقوبات الدولية.
الدور الإقليمي: تركيا وقطر تقدم فرصة لسوريا
وفيما يتعلق بالمواقف الإقليمية، أشار التقي إلى دور تركيا وقطر في تقديم فرصة لسوريا لإثبات نفسها، مشددًا على أن هذه الدول لا يمكنها تغيير موقف المجتمع الدولي إذا سارت الأمور باتجاه غير مناسب. وأوضح أن تركيا توظف إمكانيات كبيرة لإعادة تأهيل الدولة السورية، مشيرًا إلى أن هذه الفرصة تستدعي من السوريين تبني تجربة جديدة قائمة على السلم الأهلي والعيش المشترك.
التفاؤل بالمستقبل: بناء دولة جديدة في سوريا
وعبّر التقي عن تفاؤله بالمستقبل رغم التحديات الكبيرة، قائلاً إنه يتمنى أن يبذل السوريون كل ما في وسعهم لمساعدة الحكومة في تحقيق تقدم في بناء الدولة السورية الجديدة. وأضاف أن مستوى الخراب في سوريا هائل، مما يجعل المهمة صعبة للغاية، مشيرًا إلى أن التكاتف بين جميع السوريين هو الحل الوحيد لبناء دولة جديدة.
العقوبات الأوروبية على سوريا: خطوة إيجابية نحو التخفيف
كما أشار التقي إلى أن الاتحاد الأوروبي اتخذ خطوة إيجابية في فبراير الماضي بتعليق بعض العقوبات المفروضة على سوريا، بما في ذلك استثناء بعض البنوك والقطاعات الاقتصادية من العقوبات، بالإضافة إلى السماح بإجراء معاملات إنسانية وإعادة إعمار. ومع ذلك، أكد الاتحاد الأوروبي أنه سيراقب الوضع في سوريا عن كثب وقد يعود لتطبيق العقوبات في حال حدوث تطورات سلبية.