صورة
صورة
● أخبار سورية ٢٨ فبراير ٢٠٢٥

رمضان سوريا بعد سقوط نظام الأسد: أمل جديد في زمن التحديات

يطل شهر رمضان المبارك على الشعب السوري لأول مرة منذ قرابة 50 عاماً، بدون عائلة الأسد، التي استبدت ومارست شتى أنواع القهر والفجور بحق الشعب السوري، فاستباحت دمائه في الشهر الحرام، ليكون رمضان 2025 هو الأول عقب سقوط الأسد، وسط وضع اقتصادي خانق تعيشه سوريا عقب سنوات طويلة من الحرب والدمار.

 شهر رمضان هذا العام، يتنفس فيه السوريون عبير الحرية التي طالما انتظروها بعد سنوات من القمع والظلم، وبعد أربعة عشر عامًا من القهر والظلم، إذ كان نظام الأسد يتقصد تصعيد القصف والقتل والتدمير في شهر رمضان، غير مكترث بحرمة الشهر الفضيل والدماء المعصومة.

وباتت مظاهر رمضان واضحة في المدن والبلدات السورية، حيث تزينت الشوارع بالفوانيس، والمواطنون يتجمعون حول الموائد الرمضانية بروح جديدة لم يعرفها السوريون في ظل النظام البائد، وتخلو المساجد للمرة الأولى من رقابة الأجهزة الأمنية، ويرتفع الأذان في أجواء من الحرية، بينما تعود الشعائر الدينية والاجتماعية إلى مسارها الطبيعي بعيدًا عن القمع.

وعلى الرغم من الأمل الذي يحيط بالشهر الفضيل في بعض المناطق، تعيش آلاف العائلات السورية النازحة واللاجئة في المخيمات وضعًا مختلفًا، حيث يفتقرون لأبسط مقومات الحياة. في مخيمات الشمال السوري، يواجه النازحون تحديات كبيرة في تأمين احتياجاتهم الأساسية، من نقص المواد الغذائية وارتفاع الأسعار، مع الاعتماد الكبير على المساعدات الإنسانية التي تراجعت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.

تظهر الأسواق في عدة مدن سورية، مثل دمشق وحلب وحمص، نشاطًا ملحوظًا قبيل رمضان، إذ تتوافد العائلات لشراء المواد الغذائية رغم الارتفاع المستمر في الأسعار. ولكن مع انخفاض بعض الأسعار مقارنة بالسنوات السابقة، تبقى القدرة الشرائية محدودة بسبب تأخر تسليم الرواتب وعدم وجود زيادات تتناسب مع التضخم.

وافتتحت أسواق خيرية تقدم السلع بأسعار مخفضة في العديد من المدن السورية، كما تنظم بعض الجمعيات الخيرية موائد إفطار جماعية ومبادرات لتوزيع سلال غذائية على العائلات الأكثر احتياجًا، رغم أن هذه الجهود تبقى غير كافية لتلبية احتياجات جميع المواطنين.

ورغم المعاناة والتحديات، يبقى رمضان هذا العام مختلفًا عن سابقيه. مع سقوط النظام، يسعى السوريون لاستعادة حياتهم وبناء مستقبل أكثر استقرارًا وأمانًا. تملأ الأمل قلوبهم، رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة، ويحدوهم الأمل في أن يكون هذا رمضان بداية مرحلة جديدة تضع حدًا لمعاناتهم.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ