ديفيد هيرست ... بوتين سيفشل في سوريا كما فشل في الشيشان
ديفيد هيرست ... بوتين سيفشل في سوريا كما فشل في الشيشان
● أخبار سورية ٢٢ يناير ٢٠١٦

ديفيد هيرست ... بوتين سيفشل في سوريا كما فشل في الشيشان

قارن الكاتب البريطاني، ديفيد هيرست، بين التدخل الروسي الأخير في سوريا، والتدخل الروسي في الشيشان، مشيرا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيفشل "في إعادة ترتيب البيت المسلم في سوريا، كما فشل في إنجاز ذلك في شمال القوقاز"، على حد قوله.

وتساءل رئيس تحرير موقع "ميدل إيست آي" البريطاني عن دوافع تدخل روسيا في سوريا، بالرغم من عدم تقارب الرئيس الروسي مع رأس النظام السوري بشار الأسد خلال الفترة الأخيرة، إذ "تجاهل الأسد بوتين لخمسة أعوام مؤثراً التنقل بين العواصم الغربية بدلاً من التقارب معه، وحينما جاءت روسيا للتعامل مع الدين السوري تحققت أول زيارة إلى موسكو، وبالمثل، لم تكن سوريا في صميم اهتمامات روسيا إلى أن جاء الربيع العربي وقام الأسد حينها بسحق انتفاضة مدنية غير مسلحة في درعا"، بحسب قوله.

وتابع هيرست: "خسرت روسيا أولى حملاتها في الشيشان وسعت من أجل السلام، وفعلاً تحقق السلام، وإن لم يكن بالأمر اليسير. ولكن، ما لبث الزعيم الشيشاني أصلان ماسخادوف أن نضبت موارده المالية، وبدأ القادة الميدانيون الأفضل تمويلاً وتسليحاً والواقعون تحت تأثير الوهابية بقيادة الزعيم المنافس وأمير الحرب شامل باساييف في السيطرة. حتى بدأ الأجانب يتعرضون للخطف، وتفاقمت الأمور حتى وصلت إلى شن هجوم داخل داغستان وتعرضت روسيا لسلسلة من التفجيرات التي استهدفت شققا سكنية راح ضحيتها ما يزيد عن ثلاثمائة شخص".

وتبنى بوتين في ذلك الحين الخطاب نفسه الذي يتبناه حاليا في سوريا، وهو مكافحة الإرهاب، إذ كان يصرخ: "سوف نتعقبهم في كل مكان، إذا وجدنا إرهابيين في المرحاض فسوف نقضي عليهم داخل المرحاض، وهذا كل ما في الأمر".

وأوضح هيرست بقوله: "ليكن معلوماً أن الحرب التي أشعلها بوتين في عام 2000 لم تفارقه أبدا، إذ تدعي المخابرات العسكرية الروسية اليوم وجود 3 آلاف من مواطني روسيا الاتحادية و4 آلاف من مواطني المناطق التي بقيت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي يقاتلون الأسد في سوريا، وهذا يعني ما مجموعه 7 آلاف مقاتل على أهبة الاستعداد للعودة والقتال في شوارع موسكو".

وقال هيرست إن بوتين: "حينما يرى تنظيم الدولة أو قوى المعارضة السورية فإنه يرى العدو نفسه الذي تقاتله روسيا منذ ثلاثة عقود في شمال القوقاز وفي طاجاكستان في آسيا الوسطى".

وأوضح هيرست أن بوتين "يقاتل أيضاً ضد الربيع العربي بكل الأشكال والوسائل المتاحة لديه، ولا عجب إذ ذاك أن يصدر عنه إطراء بحق زعيم الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي في مصر وتعهد بدعمه، فهو في هذا الموقف ينطلق من مبدأ محاربة الربيع العربي نفسه".

وأكد الكاتب البريطاني أن التدخل الروسي في سوريا سيطول وسيمتد، و"لا أدل على ذلك من التجمعات السكنية التي يجري إنشاؤها لعائلات الطيارين الروس في اللاذقية. فلم يعد من المجدي أن يعمل الطيار لدورة من ستة أسابيع ثم يعود إلى بلاده ليستبدل بغيره"، بحسب قوله.

واختتم هيرست بقوله إن "الغضب الشعبي أكبر من أن يوصف، ولا ينبغي أن يظن فلاديمير بوتين أن بإمكانه أن ينجح في إعادة ترتيب البيت المسلم في سوريا أكثر مما نجح في إنجاز ذلك في شمال القوقاز، ولو كان حكيماً فعلاً، فإن عليه أن يخطط من الآن لاستراتيجية الخروج بأمان".

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ