تَّرَقُب وتَطَلُّعات.. معارك التحرير تُجدد وتنعش آمال المهجرين بالعودة الكريمة إلى ديارهم
شكّلت عملية “ردع العدوان”، التي أعلنت عنها “إدارة العمليات العسكرية” ضد عصابات الأسد والميليشيات الإيرانية على محاور ريف حلب الغربي، وإدلب الشرقي، جرعة أمل كبيرة لدى السوريين، لا سيما المهجرين المنهكين، حيث زادت تطلعات النازحين وتجددت أحلامهم التي كانت حبيسة الخيام والمعاناة، لتحقيق مرادهم بعودة كريمة إلى ديارهم.
من الأهداف المعلنة للمعركة، قال المقدم “حسن عبد الغني”، القائد العسكري في إدارة العمليات العسكرية، في منشور له على حسابه الرسمي في منصة إكس (تويتر سابقاً): “هدفنا الثابت هو إعادة المهجرين إلى ديارهم، ولن ندخر جهداً لتحقيق هذا الهدف”.
هذا التصريح الرسمي، ومجريات سير المعارك وغيرها من المعطيات، وتحقيق تحرير لقرى وبلدات على أرض الواقع، تزيد تمنيات الأهالي وسط ترقب لتحقيق مبتغاهم، وإنهاء معاناة النزوح التي طالت لسنوات في المخيمات بفعل نظام الأسد وميليشياته.
وتقدر إدارة العمليات العسكرية أن المناطق المحررة خلال معركة ردع العدوان تمهد الطريق لعودة أكثر من 100 ألف مهجر إلى منازلهم وأراضيهم، في وقت قالت وزارة الإعلام في حكومة الإنقاذ السورية شمال غربي سوريا، إن المناطق المحررة حديثًا في محور ريف حلب الغربي تقدر مساحتها بما يقارب 110 كيلومترات مربعة.
ورصدت شبكة شام الإخبارية، تزايد الأحاديث بين السكان المحليين حول العودة إلى منازلهم، ولوحظ ذلك عبر مواقع التواصل وغرف الدردشة الفورية، وأكد ناشطون أن كل منزل يُحرر يعني أن هناك خيمة ستُهدم، ويتحقق حلم عودة عائلة إلى منزلها في المناطق التي تحتلها ميليشيات الأسد.
وفي حوار بين سكان أحد المخيمات شمال غربي سوريا، ضمن صوتيات بين عدد من النازحين، دار حوار بين أحد أبناء قرية عويجل غربي حلب وأورم الكبرى حول تحرير مناطقهم واقتراب موعد عودتهم إليها، وتبادلوا التهاني بهذا الشأن مع أمنيات متجددة لتحرير سوريا كاملة ودحر نظام الأسد السفاح.
وتداول ناشطون في الثورة السورية، مقطعاً مصوراً، ورغم تسجيله ليلاً وغياب معظم معالم المكان خلف ستار الظلام، حمل الكثير من المشاعر الصادقة كونه بعدسة أحد الثوار المشاركين في عملية ردع العدوان، ويوثق لحظة وصوله إلى منزله بعد سنوات على مرارة التهجير.
وأكد المقاتل في التسجيل وصوله إلى منزله بريف حلب الغربي بعد تحرير بلدته وانتزاعها من ميليشيات الأسد، وتجول في حارته وردد عبارات لامست شغاف قلوب المهجرين والنازحين، معلناً نشوة الوصول وتحقيق الحلم الذي طال انتظاره، ما يؤكد حتمية عودة الأرض إلى أصحابها.
بينما ردد عشرات السكان في شمال غربي سوريا عبر تعليقات وردت خلال تداول هذا التسجيل على مواقع التواصل الاجتماعي أدعية، وكتبوا كثيراً من الأمنيات التي تعبّر عن حق العودة بسواعد وبنادق الثوار، واقتراب تحقيقها بواقعية كبيرة في مناطق غرب حلب وشرق وجنوب إدلب. ولعل أكثر التعليقات كان: “عودة عزيزة والعقبة لكل مهجر ومغترب”.
وفي تسجيل آخر يوثق مشاعر عودة أصحاب الأرض إلى مناطقهم، ظهر مقاتلون من عملية ردع العدوان يمتشقون أسلحتهم عند أحد الدوارات داخل عنجارة غربي حلب. أحدهم غلبه الشعور فخرًا، فسجد على ثرى بلدته ليشبع شوقه وحنينه إليها.
هذا التسجيل، هو الآخر، أثار ردودًا واسعة، تتجسد في تصاعد الأمل والتفاؤل لدى الأهالي، ورغبتهم المتزايدة، على وقع معارك التحرير، بعودة قريبة إلى الديار بعد أن هجرهم نظام الأسد، وأبعدهم عن مواطنهم ضمن جرائم القتل والإبادة والتهجير التي ارتكبها ولا يزال بحق الشعب السوري.
وكانت الفصائل العسكرية في شمال غربي سوريا، يوم الأربعاء 27 تشرين الثاني، قد أعلنت إطلاق “عملية ردع العدوان”، وقالت إن هذه العملية العسكرية تهدف إلى كسر مخططات العدو عبر توجيه ضربة استباقية مدروسة لمواقع ميليشياته.
وتعطي معركة “ردع العدوان” بارقة أمل كبيرة لملايين المدنيين المهجرين في تحرير المناطق المغتصبة والمحتلة من قبل قوات النظام وميليشيات إيران بأرياف حلب وإدلب، لإفساح المجال لعودة أهلها إلى قراهم وبلداتهم. وأعادت المعركة روح الثورة والتحرير، وكانت موضع التفاف واسع إعلامياً ومدنياً حتى المعارضين لها في المناطق المحررة.