
تصعيد خطير: غارات إسرائيلية تستهدف قلب العاصمة دمشق
شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية، صباح الأربعاء، سلسلة من الغارات الجوية طالت مواقع حكومية حساسة في العاصمة السورية دمشق، من بينها محيط مبنى الأركان العامة والقصر الرئاسي، في تصعيد لافت يأتي في خضم التوتر المتصاعد جنوب البلاد، وخاصة في محافظة السويداء.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن الغارات استهدفت بوابة هيئة الأركان العامة، مشيرًا إلى أنها جاءت ضمن ما وصفه بـ"متابعة للأوضاع في السويداء"، حيث تشهد المنطقة مواجهات عنيفة. وقال المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، إن القوات الإسرائيلية تتابع "الأعمال ضد المواطنين الدروز في سوريا"، مضيفًا أن الهجمات جاءت بناءً على "توجيهات سياسية"، وأن الجيش في حالة تأهب لسيناريوهات متعددة.
في المقابل، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن إدارة الإعلام في وزارة الدفاع اتهامات للمجموعات المسلحة في السويداء باستخدام المشفى الوطني كموقع عسكري. وأوضحت الوزارة أن قناصين تابعين لما وصفته بـ"المجموعات الخارجة عن القانون" تمركزوا على أسطح المشفى، وفتحوا نيرانهم على عناصر من الجيش السوري وقوى الأمن الداخلي.
وأكدت الوزارة أنها وجّهت عدة نداءات لتحييد المشفى والسماح بدخول الطواقم الطبية، دون أن تلقى استجابة. وشددت على تحميل هذه المجموعات، ومن يقف خلفها، المسؤولية الكاملة عمّا يجري في المنشأة الطبية.
وفي سياق متصل، قتل عدد من قادة الجيش السوري، بينهم العميد معمر إبراهيم، إثر ضربة جوية إسرائيلية بطائرة مسيّرة استهدفت رتلًا عسكريًا في منطقة المجيمر بريف السويداء الجنوبي، عصر اليوم الثلاثاء، من بين القتلى أيضًا "خالد الزعبي (أبو وليد)، قائد المنطقة الأمنية في بصرى الشام، وعبد الفتاح عبد الرزاق (أبو أحمد) من المسيفرة أبو يعقوب من محجة".
السويداء.. ساحة مفتوحة للاشتباكات لليوم الرابع
وعلى الأرض، تستمر الاشتباكات العنيفة لليوم الرابع على التوالي في محافظة السويداء جنوب البلاد، بين وحدات من الجيش السوري وقوى الأمن الداخلي من جهة، ومجموعات مسلّحة محلية خارجة عن القانون من جهة أخرى.
وتعود شرارة التصعيد إلى يوم الأحد الماضي، عندما دخلت قوات رسمية إلى المحافظة في محاولة لفرض الاستقرار ووقف المواجهات المتصاعدة بين فصائل محلية وبعض مجموعات العشائر البدوية، في ظل فراغ أمني تشهده السويداء منذ سقوط نظام المخلوع بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024.
ورغم الترحيب الأولي الذي عبّرت عنه بعض الهيئات الدينية والاجتماعية، وعلى رأسها الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز، بالدور الحكومي، سرعان ما تبدل المزاج العام عقب تصريحات مثيرة للجدل من الزعيم الديني حكمت الهجري، الذي اتهم الحكومة بالضغط على الرئاسة الروحية لإصدار بيان التأييد، داعيًا إلى ما سماه "مقاومة الوجود الأمني والعسكري".