
الاتحاد الأوروبي يعرب عن قلقه العميق من الغارات الإسرائيلية على دمشق ويدعو للتهدئة
أعرب رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، عن "قلق بالغ" إزاء تصاعد التوتر في سوريا، وذلك عقب الغارات الإسرائيلية العنيفة التي استهدفت العاصمة دمشق، مؤكداً على ضرورة احترام سيادة الأراضي السورية.
وقال كوستا في منشور عبر منصة "إكس" (تويتر سابقاً): "يجب احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها. أدعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد".
وتأتي هذه التصريحات عقب سلسلة من الغارات الجوية التي شنها الجيش الإسرائيلي، مساء الأربعاء، استهدفت مواقع حساسة في العاصمة دمشق، من بينها مبنى هيئة الأركان السورية في ساحة الأمويين، ومحيط وزارة الدفاع، إلى جانب موقع عسكري قرب القصر الرئاسي في جبل قاسيون، ما أسفر عن دمار واسع وأصوات انفجارات هزّت المدينة.
وكانت قدّمت الجمهورية العربية السورية طلبًا رسميًا لعقد جلسة طارئة في مجلس الأمن الدولي لمناقشة التصعيد الإسرائيلي الأخير، وذلك في أعقاب سلسلة من الغارات الجوية التي استهدفت مواقع حكومية في العاصمة دمشق ومحافظة السويداء.
وأكدت البعثة الباكستانية لدى الأمم المتحدة، والتي تترأس المجلس لشهر تموز/يوليو، في تصريح لوكالة "نوفوستي"، أن الطلب السوري قد تم استلامه بالفعل، مشيرةً إلى أن انعقاد الجلسة مرجّح يوم الخميس.
وجاء هذا التحرك في ظل تصعيد غير مسبوق أعلنه الجيش الإسرائيلي، حيث أكد قائد القيادة الشمالية في بيان مساء الأربعاء أن قواته تنفذ عمليات مكثفة ضد ما وصفه بـ"أهداف للنظام السوري" في جنوب البلاد، مضيفًا: "كثفنا الضغط والضربات، وهاجمنا حتى في دمشق وسنواصل الهجوم".
وكانت أدانت وزارة الخارجية والمغتربين في الجمهورية العربية السورية بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي الذي طال، صباح الأربعاء 16 تموز 2025، منشآت حكومية ومرافق مدنية في كل من العاصمة دمشق ومحافظة السويداء، وأسفر عن سقوط عدد من الشهداء المدنيين، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى عشرات الجرحى، وتسبب بأضرار جسيمة في البنية التحتية والخدمات العامة.
وأكدت الخارجية السورية في بيان رسمي، أن الدولة السورية تُحمّل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد الخطير وتداعياته، مشددة على احتفاظها بكامل حقوقها المشروعة في الدفاع عن سيادتها وسلامة أراضيها بكل الوسائل التي يقرها القانون الدولي.
ودعت الوزارة المجتمع الدولي، وعلى رأسه مجلس الأمن، إلى الاضطلاع بمسؤولياته القانونية والأخلاقية، والتحرك العاجل لوضع حد لهذه الاعتداءات المتكررة على أراضي دولة ذات سيادة وعضو في الأمم المتحدة.
وكانت مقاتلات إسرائيلية قد شنت الأربعاء موجة من الغارات الجوية استهدفت محيط هيئة الأركان ووزارة الدفاع السورية في دمشق، إلى جانب ضربات على مواقع تابعة لقوات الجيش السوري في محافظة السويداء، في تطور وصفته وسائل إعلام عبرية بأنه "تحذير مباشر موجه للطائفة الدرزية".
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصدر عسكري أن سلاح الجو الإسرائيلي أطلق أكثر من 100 صاروخ خلال الهجمات الأخيرة، مستهدفًا دبابات وآليات للقوات السورية في المنطقة الجنوبية.