
بعد رعايتها و اشرافها على افراغ “داريا” .. الأمم المتحدة “قلقة” و تطالب بأن يكون “خروج المدنيين يجب أن يكون طوعيًا وآمنًا”!؟
خرجت الأمم المتحدة عن صمتهالما يحدث في داريا رغم أنها طرف راع و مشرف فيه، لتعبر عن “قلقها” من الاتفاق الذي عقد بين ممثلين عن نظام الأسد و ممثلي أهالي المدينة بشقيها العسكري والمدني، والذي يفضي إلى اخلاء المدينة بشكل كامل من كافة سكانها و ترحيلهم إلى مناطق عدة حسب رغبة الخارجين، والذي أسدل معه الستار على أجمل فصول الثورة و أكثرها نقاء و طهر في رقعة جغرافية صغيرة و لكنها كانت بحجم يفوق الثورة.
ودعت الأمم المتحدة “جميع الأطراف”، ولم تسم اي جهة على وجه التحديد، إلى ضمان أمن الخارجين من داريا، موضحة إن “خروج المدنيين يجب أن يكون طوعيًا وآمنًا”.
انطلقت اليوم، السيارات التي تقل الدفعة الأولى من أهالي مدينة داريا ، لتنقلهم إلى مناطق في الغوطة الغربية و إدلب، حيث دخلت اليوم سيارات تابعة للهلال الأحمر، والتي ستكون مسؤولة عن نقل سكان مدينة داريا إلى الأماكن المتفق عليها، بعد دخول الاتفاق بين النظام و الثوار حيز التنفيذ صباح اليوم، بعد مفاوضات بدأت يوم الأربعاء الفائت، و التي جاءت بعد تقدم كبير حققته قوات الأسد وحلفاءه في حملة لم يسبق لداريا التعرض لها طوال السنوات الأربع، و التي استخدم فيها كل ما الأسلحة والعتاد الحديث، مما ضيق الخناق على 8300 مدني في المدينة، التي بقيت وحيدة تعارك مع قوات متعددة الجنسيات.
ويفضي الاتفاق إلى اخلاء المدينة بشكل تام من كافة سكانها على دفعات خلال أربعة أيام بدًأ من اليوم ، حيث يخرج بالدفعة الأولى المدنيون إلى مناطق في ريف دمشق و إلى محافظة إدلب (شمال سوريا)، على أن يتبعه خروج للعسكريين مع أسلحتهم الفردية بعد تسليم الأسلحة الثقيلة و المتوسطة لقوات الأسد إلى إدلب.
داريا أو “أيقونة” الثورة ، عرف عنها صمودها الاسطوري و باتت النقطة المضيئة و باتت النقطة المضيئة الوحيدة ، في مسيرة ثورة طوت من مسيرتها العام السادس ،تعرضت لمئات محاولات الاقتحام منذ تشرين الثاني 2012، و شهد أهالها دمار مدينتهم أمام أعينهم حيث دمر 80% من المدينة ،ونزح نحو 90% من سكانها.