
بريطانيا تدين "الاعتداءات على الدروز" وتطالب إسرائيل باحترام سيادة سوريا
أعربت المملكة المتحدة عن “ذهولها” من الاعتداءات الأخيرة التي استهدفت الطائفة الدرزية في سوريا، داعية السلطات السورية إلى اتخاذ إجراءات فورية لاستعادة الهدوء وحماية المدنيين ومحاسبة المسؤولين عن العنف.
وأكد ناطق باسم الحكومة البريطانية أن بلاده تهيب بجميع الأطراف نبذ العنف والامتناع عن أي تصرفات قد تؤدي إلى تفاقم التوترات بين مكونات المجتمع السوري.
وشدد في الوقت ذاته على ضرورة أن توقف إسرائيل أي إجراءات من شأنها زعزعة استقرار سوريا، مؤكداً أن احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها يمثل أولوية قصوى.
وأضاف البيان البريطاني أن تحقيق السلام الدائم والمستقبل الأفضل للسوريين لن يكون ممكنًا إلا إذا ضُمنت حماية جميع أطياف المجتمع السوري، وشُملوا في أي عملية انتقال سياسي يجري العمل عليها مستقبلًا.
وجاء الموقف البريطاني في أعقاب سلسلة إدانات دولية للغارات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت سوريا، وخاصة محيط القصر الرئاسي في دمشق. إذ أعربت المملكة العربية السعودية عن رفضها القاطع “للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة”، فيما أكدت الإمارات أن الغارات تمثل “خرقًا واضحًا للقانون الدولي واعتداءً على السيادة السورية”.
من جانبها، شددت الأردن على ضرورة وقف جميع أشكال التصعيد، معتبرة أن الغارات الأخيرة تشكل خرقًا لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974. كما أدانت قطر بشدة هذه الهجمات، ودعت الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتها القانونية، بينما أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على أهمية احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها، مطالبًا إسرائيل بوقف اعتداءاتها فورًا.
في السياق ذاته، شهدت سوريا خلال الأيام الماضية تصعيدًا لافتًا، تركز بشكل خاص في ريف دمشق الجنوبي، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة في مدينتي جرمانا وأشرفية صحنايا بين قوات الأمن ومجموعات مسلحة، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين. وقد دفعت هذه التوترات الحكومة السورية إلى الدخول في مفاوضات مباشرة مع وجهاء محافظة السويداء، انتهت باتفاق على تهدئة الأوضاع وتعزيز التنسيق الأمني.
وتحاول الحكومة السورية اليوم احتواء تداعيات التصعيد من خلال إجراءات ميدانية وسياسية أبرزها الإفراج عن عدد من الموقوفين في أشرفية صحنايا، فيما يستمر التحذير من محاولات إسرائيل استغلال الوضع المعقد في الجنوب السوري لتكريس نفوذها تحت غطاء “حماية الدروز”.