النظام يُفرج عن "بهاء الشاعر" و"تجمع أحرار جبل العرب" يستقبله في مضافته بالسويداء
أفرجت الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، عن "بهاء الشاعر" المنحدر من محافظة السويداء، بعد خمسة أشهر من اعتقاله، جاء ذلك بعد أيام من إطلاق "تجمع أحرار جبل العرب" سراح ضباط وعناصر من قوات النظام بوساطة من عائلاتهم.
وذكرت شبكة "السويداء 24" المحلية، أن قائد "تجمع أحرار جبل العرب" سليمان عبد الباقي، استقبل الشاعر في مضافته بعد الإفراج عنه، وكان "التجمع" احتجز عدداً من الضباط وعناصر قوات حكومة دمشق، رداً على اعتقال الأجهزة الأمنية لبهاء الشاعر، رغم تأكيد عائلته عدم وجود أي مذكرات بحث جنائية ضده.
وسبق أن قالت مواقع إعلام محلية في السويداء، إن "تجمع أحرار جبل العرب"، أفرج عن ضابط وعنصرين من جيش النظام كانوا محتجزين منذ ثلاثة أشهر، "بناءً على رغبة أهالي المعتقلين"، وبوساطة من فصيل سرايا الجبل، مقابل وعود بإطلاق سراح بهاء الشاعر ومرهف الحناني المعتقلين لدى الأجهزة الأمنية.
وأفاد موقع "السويداء 24"، بأن المحتجزين الثلاثة من أفراد الجيش تم تسليمهم في مضافة الشيخ سليمان عبد الباقي إلى قائد فصيل سرايا الجبل وائل أبو قنصول، بحضور عائلات المعتقلين، الذي تعهّد من جانبه بأن الأجهزة الأمنية ستطلق سراح بهاء الشاعر ومرهف الحناني.
ومنذ ثلاثة أشهر، كانت القضية معلقة نتيجة تعنّت الأجهزة الأمنية بعدم الإفراج عن الشيخ بهاء الشاعر والشاب مرهف الحناني، اللذين تم اعتقالهما في حادثتين منفصلتين. وردّت فصائل محلية باحتجاز أربعة أفراد من الجيش السوري، بينهم ضابطان.
وشهدت القضية انفراجاً في الأسبوع الماضي بعد زيارة وفد من وجهاء ريف حمص مع عائلة أحد الضباط المحتجزين إلى مضافة الشيخ سليمان عبد الباقي، حيث تم إطلاق سراح الرائد علي سليمان كبادرة حسن نية وتكريماً للوفد القادم من ريف حمص، الذي "لم تكرمه السلطات أو تتجاوب مع مطالبه"، وفق مصدر مطلع.
وبعد إطلاق سراح الرائد علي سليمان، تحركت العديد من الوساطات لإنهاء الملف بشكل كامل، وتلقت عائلتا المعتقلين الشاعر والحناني وعوداً بالإفراج عن ابنيهما، مقابل الإفراج عن باقي العناصر المحتجزين في السويداء.
وعلّق مصدر من تجمع أحرار جبل العرب: "لقد بذلنا كل ما في وسعنا لأكثر من ثلاثة أشهر مقابل حرية أبنائنا المعتقلين بشكل تعسفي، ولم نقبل أي مساومة أو تنازل عن هذه المطالب المحقة. واليوم، بناءً على رغبة أهالي المعتقلين، قمنا بتسليم ما تبقى من محتجزين لدينا، بعد حصول العائلات على ضمانات للإفراج عن المعتقلين".
وقبل أيام، قال موقع "السويداء 24"، إن فصائل محلية في محافظة السويداء، أفرجت عن مدير بنك الدم الرائد علي سليمان، الذي كان محتجزاً منذ نحو شهرين مع ضباط وعناصر آخرين، بهدف الضغط على الأجهزة الأمنية للإفراج عن معتقلين من المحافظة وكشف مصير جثمان معتقل.
وذكر الموقع أنه في بادرة حسن نية، أفرجت فصائل من السويداء عن الرائد علي سليمان، مدير بنك الدم، الذي كان محتجزاً مع ضباط وعناصر آخرين منذ قرابة الثلاثة شهور، وذلك كرد فعل على اعتقال مواطنين من أبناء المحافظة.
وأفاد الموقع، أن وفداً من وجهاء حمص وأقارب الضباط المحتجزين وصلوا اليوم إلى السويداء، واستهلوا زيارتهم بلقاء الرئيس الروحي للطائفة، الشيخ حكمت الهجري، في دارة قنوات. ثم انتقلوا إلى مضافة الشيخ سليمان عبد الباقي، قائد تجمع "أحرار جبل العرب"، أحد الفصائل المسؤولة عن احتجاز الضباط.
واستقبل الشيخ حكمت الهجري الوفد بكل ود، وأوضح لأقارب الضباط المحتجزين أن هذه الحوادث التي تشهدها السويداء هي رد فعل شعبي على الاعتقالات التعسفية التي تخالف القانون والدستور.
وعند انتقال الوفد إلى مضافة الشيخ سليمان عبد الباقي في مدينة السويداء، حدث لقاء مؤثر بين أقارب المعتقلين وأقارب المحتجزين من الضباط. حيث تبادل والد أحد المعتقلين الحديث مع والد أحد الضباط المحتجزين عن مصير ابنيهما.
وجاء هذا الوفد إلى السويداء نتيجة استعصاء في القضية، في ظل إصرار السلطات على عدم التجاوب مع مطالب الفصائل المحلية بإطلاق سراح الشيخ بهاء الشاعر، وكشف مصير جثمان المعتقل مهند صياغة، إلى جانب قضايا أخرى تتعلق بالمعتقلين.
وكانت كانت الفصائل قد لجأت إلى احتجاز أربعة ضباط وعناصر في حوادث منفصلة، وتمسكت بمطالبها المتعلقة بالمعتقلين. إلا أن المفاوضات غير المباشرة طيلة الشهور الماضية كانت تصل إلى طريق مسدود.
وعرضت السلطات عبر وسطاء الإفراج عن المحتجزين من الجيش مقابل وعود بتقديم المعتقل إلى القضاء بعد 20 يومًا، وهو ما رفضته الفصائل التي تصر على الإفراج غير المشروط، مع التأكيد على أن المعتقل ليس لديه أي سجل جنائي أو مذكرات بحث.
وأشار الموقع إلى أنخ كتكريم للوفد القادم من مسافة بعيدة، وافقت الفصائل على إطلاق سراح أحد المحتجزين، في بادرة حسن نية، لكنها لا تزال تحتفظ بثلاثة محتجزين آخرين من جيش النظام.
وفي سبتمبر الفائت، كشفت مجموعة محلية في السويداء، عن مسؤوليتها عن اختطاف "الرائد علي سليمان"، مدير بنك الدم في السويداء، مؤكدة أن عملية احتجازه تهدف للضغط على سلطات النظام الأمنية في قضية المعتقل "بهاء الشاعر".
ونقل موقع "السويداء 24" عن مصدر مقرب من المجموعة قوله: "نحن مجموعة من أحرار الجبل نعلن مسؤوليتنا عن احتجاز الضابط علي سليمان، ونؤكد أنه ضيف لدينا إلى حين الإفراج عن الشيخ بهاء الشاعر المعتقل تعسفياً منذ مطلع الشهر الخامس لدى الأجهزة الأمنية".
وأكد المصدر أنهم أرسلوا مطالبهم عبر وسطاء إلى الأجهزة الأمنية في هذه القضية، وكانت السويداء 24 قد كشفت عن اختفاء مدير بنك الدم في ظروف غامضة منذ الأسبوع الماضي، دون توفر أي معلومات عن مصيره.
ومع هذه الحادثة، ارتفع عدد المحتجزين في قضية المعتقل بهاء الشاعر من الجيش والأجهزة الأمنية إلى أربعة أفراد: رائد، وملازم أول، ورقيب، ومساعد. إذ كانت فصائل محلية أخرى قد احتجزت ثلاثة منهم في أواخر تموز الفائت.
وكان اختطف "الشيخ بهاء الشاعر" من بلدة الرحا في ريف السويداء مطلع أيار الفائت، على يد عمر أبو صعب وقصي كنعان، اللذين قاما بتسليمه لجهاز المخابرات الجوية في دمشق، بذريعة أنه كان يحاول اغتيال أحدهما.
وأنكرت عائلة الشيخ بهاء كل التهم الموجهة له، وأكدت عدم وجود أي إذاعة بحث أو دعوى شخصية بحقه، مشيرة إلى أن حادثة اختطافه في بلدة الرحا قبل ثلاثة أشهر كانت جريمة بحد ذاتها. وتشير العائلة إلى عدم سماح السلطات بتوكيل محامٍ له، رغم مرور حوالي أربعة أشهر على اعتقاله.
فيما ترفض الأجهزة الأمنية الإفراج عن الشاعر ومعتقلين آخرين كانت تطالب بهم فصائل محلية مقابل المحتجزين من الجيش والأجهزة الأمنية، ما يترك القضية معلقة وقابلة للتصعيد في أي وقت، وفق موقع السويداء 24.