تناولنا الخبز.. ماست يسأل الشرع: لماذا لم نعد أعداء؟
قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، برايان ماست، إنه تناول الخبز مع الرئيس السوري أحمد الشرع في لقاءٍ وُصف بأنه خطوة غير مسبوقة في مسار العلاقات بين دمشق وواشنطن.
وأوضح ماست في بيانٍ صدر من مكتبه بواشنطن أن اللقاء جمع بين “جنديين سابقين كانا يوماً في خندقين متقابلين”، مضيفاً أنهما ناقشا مطولاً مستقبل سوريا، وسبل إنهاء الحرب وبناء دولة خالية من “داعش” والتطرف.
ونقل ماست عن الرئيس الشرع قوله رداً على سؤاله: “لماذا لم نعد أعداء؟” — إن سوريا “تسعى للتحرر من الماضي والانطلاق في مسعى نبيل من أجل شعبها ووطنها، لتكون شريكاً حقيقياً للولايات المتحدة”.
ويلتقي الرئيس الشرع بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، للإعلان رسمياً عن انضمام سوريا إلى التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش”، في خطوةٍ تُعدّ تحوّلاً محورياً في السياسة السورية بعد سقوط نظام بشار الأسد.
لقاء الخبز بين الشرع وماست لم يكن مجرّد سناك (وجبة خفيفة) عادي، بل إشارة إلى مرحلةٍ جديدة من العلاقات بين سوريا وأمريكا، حيث أدى اللقاء إلى تغير واضح في موقف ماست تجاه إلغاء “قانون قيصر”، بعد أن كان من أبرز المعارضين له، في خطوةٍ اعتبرتها أوساط الجالية السورية الأميركية تطوراً مفصلياً في جهود إنهاء الإرث الذي خلفه نظام الأسد البائد خلال سنوات الحرب في سوريا.
وقالت مصادر حضرت الاجتماع إن ماست، الذي كان يعتبر العائق الأبرز أمام تمرير قرار إلغاء قانون قيصر، أظهر تبدلاً ملحوظاً في موقفه بعد حوار مباشر مع الرئيس الشرع، حيث بدا منصتاً بدقة، وكان يدون ملاحظاته في دفتر خاص خلال النقاش، مؤكداً أن ما يسمعه من الرئيس الشرع “مهم للغاية ويستحق التوثيق”.
وأوضح الرئيس السوري أحمد الشرع خلال الاجتماع أن سوريا تسعى إلى السلام والاستقرار لأبنائها وللمنطقة، مؤكداً أن محاربة التطرف وإعادة بناء مؤسسات الدولة تمر عبر النهوض بالاقتصاد، مشدداً على أن استقرار الاقتصاد يشكل حجر الأساس في استعادة الأمن، وأن دمشق ترحب بالاستثمارات والشركات الأميركية للعمل داخل سوريا، لأنها ترى في التنمية الاقتصادية الطريق الأقوى لتراجع جذور التطرف.