"الكوليرا" تفتك بالمحتجزين من عائلات داعـ ـش في مخيم الهول بالحسكة
أفادت مصادر مقربة من سلطات الأمر الواقع شمال شرقي سوريا، عن تسجيل عشرات حالات الإصابة بـ "مرض الكوليرا" بين المحتجزين من عائلات تنظيم داعش في مخيم الهول بريف الحسكة، وسط أنباء عن وفيات بين المصابين.
ونفت "جيهان حنان" المسؤولة في مخيم "الهول" شمال شرقي سوريا، الأنباء المتداولة عن وفاة شخصين داخل المخيم، من جراء إصابتهما بمرض الكوليرا، لافتة إلى أن عدد المصابين بالكوليرا في "الهول" بلغ 32 شخصاً، تتراوح حالاتهم بين شديدة ومتوسطة.
وأضافت حنان - وفق موقع "نورث برس" - أن إدارة المخيم لم تتوصل إلى مصدر انتشار المرض، بينما تعمل منظمة الصحة العالمية لمعرفة السبب.
وتحدثت مصادر إعلامية محلية، عن تسجيل حالتي وفاة لرجل وامرأة من سكان "الهول"، يومي الجمعة والسبت، وكانت منظمة الصحة العالمية، سجلت 10 آلاف و563 إصابة بالكوليرا في سوريا، منذ بداية العام الحالي حتى 29 من الشهر الماضي.
وسبق أن قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش''، إن 42.4 ألف أجنبي من 60 دولة، إضافة لأكثر من 23 ألف سوري، مازالوا متروكين منذ نحو أربع سنوات في ظروف تهدد حياتهم بالمخيمات والسجون في مناطق سيطرة قوات "قسد" شمال شرقي سوريا.
ودعت المنظمة، الدول إلى إعادة المحتجزين إلى أوطانهم أو المساعدة في إعادتهم، وزيادة المساعدات فوراً لإنهاء المعاملة اللاإنسانية والمهينة، واستئناف الجهود لإنشاء آلية قضائية تسمح للمحتجزين بالطعن.
وكانت منظمة "أطباء بلا حدود" عبرت في بيان لها، عن خشيتها من تفشي العنف في مخيم الهول بشمال شرق سوريا، الذي يضم عشرات الآلاف من النساء والأطفال المرتبطين بتنظيم "داعش"، لافتة إلى أن الدول تخلت عن مسؤولية حماية رعاياهم هناك.
وقالت المنظمة إنها لاحظت انتهاكات متكررة لحقوق الإنسان وأنماط متكررة من العنف في المخيم، موضحة أن سياسات مكافحة الإرهاب حصرت آلاف المدنيين في المخيم في دائرة من الاحتجاز والخطر وانعدام الأمن إلى أجل غير مسمى.
وأضافت المنظمة أنه بالإضافة إلى أعمال القتل في المخيم، فإن دائرة العنف هذه "تتغلغل في كل جانب من جوانب حياتهم اليومية وتحرمهم من حقوقهم الإنسانية الأساسية"، وبينت أن أعضاء التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي قاتل تنظيم "داعش"، ودولا أخرى، لا يزال مواطنوها محتجزين في الهول وغيره من مرافق الاحتجاز والمعسكرات في شمال شرق سوريا.
وسبق أن قال مدير العمليات في المنظمة، مارتن فلوكسترا: "رأينا وسمعنا الكثير من القصص المأساوية، عن أطفال يموتون جراء التأخر في تلقيهم الرعاية الصحية الضرورية، وفتيان يفرَّقون بالقوة عن أمهاتهم بمجرد بلوغهم 11 عاماً، من دون أن يُعرف عنهم شيئاً".