
"العيد " بين آلام الفراق وكسر حواجز الأحزان
أقبل العيد على الشعب السوري الثائر، ومازال شلال الدماء السوري ينزف على يد نظام أمعن في قتل شعبه وحرمه لحظات الفرح، مؤرقاً ليله ونهاره، ومثقلاً كاهله بالأحزان والأوجاع على فراق الأبناء والأحباب والأصحاب، فامتزجت بهجة العيد بأوجاع القلب وزفرات الأجساد المتعبة.
يطل العيد على الشعب السوري في كامل أرجاء الوطن بمزيد من القتل والتدمير والمجازر المستمرة، جراء قصف الطائرات الحربي والمروحية وقصف الصواريخ والراجمات، التي لم تهدأ طوال العام ولا حتى في الأيام الحرم وأيام العيد، ليعكر نظام الأسد صفو هذا العيد بارتكاب المجازر ومواصلة الحصار والتشريد، على مرآى ومسمع العالم أجمع، دون مراعاة أبسط حقوق الإنسان في العيش بسلام وأمان ومشاركة المسلمين فرحهم وسرورهم وبهجتهم.
وعلى الرغم من التشرد في مخيمات النزوح بعيداً عن الديار والأهل، ورغم كل القصف والمجازر إلا أن الشعب السوري أبى إلا أن يفرح في هذا العيد ويتحدى كل غطرسة النظام وظلمه، فازدهرت الأسواق بالمأكولات والحلويات وثياب العيد، وازدانت المقابر بالورود وأغصان الريحان، ليكون للعيد طعمة ولو كانت مريرة بفقد من أحببناهم ومن كانوا بيننا قبل أشهر أو أيام وساعات وغدو شهداء عند ربهم.
يمر هذا العيد على الشعب السوري بمزيد من الألم والفراق، اشتياقاً لأحبابهم وحزناً على فراقهم، إلا أنهم رسموا ملامح الفرح على وجوههم، وكفكفوا دموعهم الحزينة لينعموا بفرحة عيد الفطر، مؤكدين ثباتهم ومواصلتهم طريق الحياة الذي ينشدون، حتى ينالوا فرحة العيد الأكبر بزوال نظام الأسد ورموزه.