العصا لم تعد وسيلة: أساليب بديلة لتنمية حب المدرسة لدى الطلاب
اعتادت أجيال الثمانينات والتسعينات وما قبلها على مشاهدة بعض المعلمين وهم يدخلون الصف حاملين عصي أو أداة للضرب، في مشاهد راسخة ما زال كثيرون يتذكرونها حتى اليوم، كانت قد زرعت الخوف في نفوس الطلاب وأثّرت في علاقتهم به.
ورغم مرور السنوات وتطور أساليب التعليم ووضع قوانين تمنع الضرب، إلى جانب حملات التوعية التي تستهدف المدرسين والأهالي، ما تزال هذه المظاهر حاضرة في بعض المدارس السورية حتى اليوم.
إحدى القصص
وفي هذا السياق تروي سلمى العمر، قصتها لشبكة شام الإخبارية، قائلة: "عندما كنت صغيرة في الصف الأول، كان لدينا معلم قاسٍ جداً، كان يحمل العصا ويمشي بين الصفوف، وكان يخيفنا بصوته العالي. ما أزال أتذكر منظره المخيف وهو يحمل العصا ويقف أمام السبورة، لذلك لا أسمح لابني أن يتعرض لما عانيت منه".
يعود قيام المعلم بحمل العصا في المدرسة أو الصف لعدة أسباب، أبرزها أنه اعتاد على هذا الأسلوب منذ سنوات طويلة، وكان يعتقد أن حمل العصا هو الطريقة الصحيحة لضبط الطلاب والسيطرة على سلوكهم.
لكنه في الواقع، يؤدي ذلك إلى نتائج عكسية، إذ يزرع الخوف في نفوس الطلاب، ويخلق فجوة بين المعلم والطلاب، ويؤثر على علاقتهم به، كما أنه لا يضمن التزامهم بالسلوك الصحيح على المدى الطويل، بل يقتصر أثره على ردود فعل مؤقتة وتجنب التصرفات المزعجة فقط.
تداعيات استخدام العصا
ومن جانبه، يؤكد حسن البيوش، مدرس متقاعد لشبكة "شام"، أن استخدام العصا في التعليم لا يحقق النتائج المرجوة، بل يؤدي إلى نتائج عكسية تجعل الطالب ينفر من المدرسة ويخاف من المعلم، لدرجة أنه لا يجرؤ حتى على طرح الأسئلة داخل الحصة. لذلك، من الضروري اتباع أساليب تربوية بديلة، بعيدة عن الضرب أو التوبيخ أو التعنيف، إذ إن هذه الممارسات تترك آثاراً نفسية سلبية دائمة على الطلاب.
الحلول التربوية بين التشجيع والتوجيه الإرشادي
وذكر حسن البيوش بعض تلك الوسائل التربوية البديلة، منها: مكافأة الطالب على السلوكيات الجيدة أو إنجازه الدراسي بكلمات تشجيعية أو علامات تقدير أو هدايا رمزية، مما يشجعه على الاستمرار في السلوكيات المرغوبة.
كما أشار إلى أهمية استخدام التوجيه الإرشادي من خلال الحديث مع الطالب بهدوء لفهم سلوكه وتقديم الحلول المناسبة، مع التركيز على إصلاح الخطأ بدل العقاب. كما شدد على وضع قواعد صفية واضحة منذ بداية العام الدراسي وشرح العواقب الطبيعية لعدم الالتزام، مثل فقدان بعض المزايا أو منح وقت إضافي للمهام.
خلاصة القول، إن حمل المعلم للعصا والتنقل بها في أرجاء المدرسة يزرع مشاعر الخوف في نفوس الطلاب ويؤثر سلباً على علاقتهم به. كما أن الضرب أو التوبيخ أو أساليب العقاب التقليدية لا تحقق نتائج فعّالة. لذلك، من الضروري استبدال هذه الأساليب بوسائل تأديبية بديلة تعزز شعور الطلاب بالأمان والاستقرار وتشجعهم على حب المدرسة والتفاعل الإيجابي فيها.