اشتباكات عنيفة شرق الرقة.. الجيش السوري يحبط محاولة تسلّل لميليشيا "قسد".
شهدت بادية معدان شرقي الرقة خلال الساعات الماضية توترًا عسكريًا متصاعدًا، عقب اندلاع اشتباكات وُصِفت بالعنيفة بين وحدات من الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في واحد من أبرز المواجهات التي تشهدها المنطقة منذ أشهر.
وقالت مصادر إعلامية رسمية إن الهجوم بدأ بعملية تسلّل مفاجئة نفّذتها مجموعات من قسد باتجاه نقاط انتشار الجيش في محيط بادية معدان، الأمر الذي أدى إلى اشتباكات مباشرة استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة.
ووفق المصادر ذاتها، استهدفت مدفعية الجيش مواقع تُستخدم كنقاط انطلاق للهجمات، ردًا على مصادر النيران.
وأكدت تقارير ميدانية أن القوات السورية تمكنت من إعطاب عربتين عسكريتين لقسد على محور بلدة غانم العلي شرقي الرقة، في حين أشارت مصادر محلية إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف الجيش نتيجة الاشتباكات الدائرة، دون توفر حصيلة رسمية دقيقة حتى الآن.
وتعتبر المنطقة الممتدة بين معدان وغانم العلي من أكثر المناطق حساسية على خطوط التماس بين الجيش السوري وقسد، حيث تشهد بين الحين والآخر توترات ناجمة عن محاولات تقدّم أو استهدافات متبادلة.
وذكرت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع أن "قسد" هاجمت نقاط انتشار الجيش العربي السوري في منطقة معدان بريف الرقة بعد منتصف الليل، وسيطرت على عدة مواقع عقب تمهيد عنـ يف بمختلف أنواع الأسلحة، ما أدى إلى استشهاد اثنين من جنود الجيش وإصابة آخرين.
وأضاقت أن قوات الجيش السوري ردت على مصادر النيران، ونفذت هـجوماً عكسياً مباشراً أسفر عن استعادة السيطرة على المواقع وطرد القوات المعتدية، وحملت "قسد" "تبعات هذا الاعتداء الغادر والمتجدد بشكل شبه يومي على نقاط الجيش العربي السوري".
قسد ترد باتهامات وتقدّم رواية مغايرة
في المقابل، قدّم المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية رواية مختلفة، إذ قالت قسد إن وحداتها تتعامل مع مواقع يستخدمها داعش لإطلاق طائرات مسيّرة باتجاه نقاط تمركزها شرق الرقة، مضيفة أن عناصر التنظيم استغلوا مواقع في بادية غانم العلي لتنفيذ هجماتهم خلال الأيام الماضية.
وزعمت "قسد" في بيانها أن المنطقة شهدت بالتوازي هجمات نفّذتها فصائل تابعة لحكومة دمشق، معتبرة أن هناك ما وصفته بـ "تنسيق غير مباشر" بين الجيش السوري وتنظيم داعش، وهو ما ترفضه الجهات الحكومية التي تؤكد أن عملياتها في البادية تستهدف التنظيم بشكل مستمر منذ سنوات.
تصعيد يعيد التوتر شرقي الرقة
التطورات الأخيرة تعيد تسليط الضوء على تعقيدات المشهد العسكري في شرق الرقة، حيث تتداخل مناطق النفوذ بين الحكومة السورية وقسد وقوات التحالف الدولي، إضافة إلى نشاط خلايا تنظيم داعش المنتشرة في جيوب البادية الواسعة.
هذا وتخشى مصادر محلية من أن يؤدي التصعيد الأخير إلى جولة أوسع من الاشتباكات، خصوصًا مع تكرار الاتهامات المتبادلة ومحاولة كل طرف تثبيت مواقع جديدة أو منع تمدد الطرف الآخر في المنطقة.