
الشرعيان "عبد الله المحيسني ومصلح العلياني" يعلنان رسمياً استقالتهما من هيئة تحرير الشام
أعلن كلاً من الدكتور "عبد الله المحيسني" و"الشيخ مصلح العلياني" الشرعيان في هيئة تحرير الشام استقالتهما من الهيئة في بيان مشترك، في أول ردة فعل على التسريبات الأخيرة التي نالت من هيبة بعض العلماء والمشايخ في هيئة تحرير الشام وبعد تعذر تحقيق مطالبهم.
وجاء في بيان الاستقالة المشرك" فإننا منذ وصولنا للشام قد اخترنا لأنفسنا أن نبقى بين أهلنا في الشام متعاونين مع جميع الفصائل وحبال المودة مع كافتهم موصولة، سعياً لرأب الصدع وحرصاً على جمع الكلمة، وتحقيقاً لإصلاح ذات البين، ومع جولة الاندماج الأخيرة والتي مضى فيها بعض الفصائل وتوقف آخرون لأسباب ارتأوها، ومراعاة لاستحقاقات الساحة آثارنا اللحاق بهذا الاندماج، ممثلا في " هيئة تحرير الشام " مؤملين في هذا الكيان أن يكون بوابة لجمع كلمة الفصائل ، وأن يكون دخولنا فيه سببا لحقن الدماء ومنع الإحتراب".
وأضاف البيان "ثم آلت الأوضاع إلى مالا يخفى من اقتتال ونزاع .. وأخيراً.. بعد التجاوز الحاصل للجنة الشرعية في القتال الأخير، ثم أعقبه ما تمخضت عنه التسريبات الصوتية من انتقاص صريح لحملة الشريعة على ألسنة : بعض المتصدرين في الهيئة على نحو خطير.. مما استلزم انتهاضة من أجل إصلاح الخلل من خلال حزمة إجراءات – تقدمنا بها مع بعض المشايخ – وصولا : لإعادة الأمور إلى نصابها مع تعليق بقاءنا في الهيئة على حصول هذه الإصلاحات : بغية ترسيخ دور أهل العلم لاسيما في النوازل".
وتابع البيان " ولما تحققنا العجز عن تحقيق غايتنا من وجودنا في هذا الكيان كان لزاما علينا إعلان استقالتنا عن "هيئة تحرير الشام" مع بقاء حبل الأخوة بيننا وبين كل مجاهد في الساحة الشامية مع أي فصيل كان وسنمضي في نصرة أهل الشام، مع اتباعنا لما يتفقون عليه فيما يحقق ثمرة ثورتهم : وجهادهم".
التسريبات الصوتية لقادة في هيئة تحرير الشام بينهم الجولاني نفسه وخاصة قائد قاطع إدلب "أبو حمزة بنش" وقائد الجيش المركزي في الهيئة "أبو حسين الأردني" واللذان وجها إهانات كبيرة لشرعيي الهيئة واصفين إياهم بـ المرقعين وأن عمل الشرعي هو الترقيع فقط.
هذه التسريبات التي ربما لم تنتهي بعد وهناك ما هو قادم أيضا، قد عصفت بهيئة تحرير الشام خلال الأيام الماضية بشكل واضح، حيث عمل مناصرو الهيئة في بداية الأمر لتكذيب هذه التسريبات ونفيها تماما، وحتى بلغ ببعضهم تبريرها.
و اعترفت هيئة تحرير الشام في بيان رسمي بالتسريبات واعتبرتها سهام تحاول من خلالها الجهات التي سربت الصوتيات وأد جهاد الشام وتضحيات ثوارها ودماء شهدائها، كما أدان بيان الهيئة ما أسمته التطاول على شرعيي الهيئة وأن إسقاط هيبة المشايخ أمر لا ترضاه، ووجدت في التسريبات في هذا الوقت محاولة للنيل من قوة الهيئة وعزيمتها، من خلال بث الفتنة بين أبنائها، متوعدة بمعاقبة المسيء.
كما علق "الدكتور عبدالله المحيسني" الشرعي في تحرير الشام والذي ورد أسمه في أحد التسريبات في توعد من أحد قياديي الهيئة لاعتقاله، حيث قدم في بيان نشره عبر حسابه الرسمي بالنيابة عن عدد من العلماء بحزمة من الإصلاحات اللازمة كنصيحة للهيئة وشرطاً لبقائهم فيها، في إعادة الاعتبار للعلماء وحفظ مكانتهم وأن يكونوا كمرجعية حقيقية، وتفعيل ملف القضاء الداخلي، وتشكيل لجنة بصلاحيات عالية مهمتها التصالح بين الهيئة والعامة والفصائل وملفات السجناء والمظالم المقدمة ضد الهيئة.
وبعد تأكيد صحة التسريبات قدم "أبو حسين الأردني" اعتذارا عما بدر منه في حق الشرعيين وقال "فإني أعتذر عما بدر مني من إساءة لبعض مشايخنا وأخص منهم شيخنا الفاضل الذين شاركنا قتال أعداء الله في مواطن كثيرة اخا الهجرة والجهاد الشيخ عبد الله المحيسني، وأقول أن شيمة ابن آدم السهو والزلل, ولعل ما خرج منا تذكرة لنا وموعظة في الدنيا قبل الآخرة , فلكم مشايخنا فائق الاحترام والتقدير".
وأضاف " أقول لكم : أنتم تيجان الرأس ومكانكم في أفئدتنا محفوظ , ونستغفر الله مما زلت به ألسنتنا ، كما أبين لإخوتي استعدادي للمثول بين يدي القضاء للمحاسبة ، وأما الوصية الأخيرة : فهي لإخواني المجاهدين أحذركم ونفسي من النيل من أهل العلم فمن إجلال الله إجلالهم ، وقال ابن كثير في تفسير (من عادى لي وليا آذنته بالحرب ) العلماء أولياء الله فكيف بأهل العلم الذين نفروا للجهاد حين تخلف آلاف العلماء ، والنيل من أهل العلم يشتد إثمه لأنه تزهيد للناس بما يحملون من علم".