"الشرع" يهنئ العماد "جوزيف عون" بمناسبة انتخابه رئيساً للجمهورية اللبنانية
هنأ قائد الإدارة السورية الجديدة "أحمد الشرع"، في اتصال هاتفي، "العماد جوزيف عون"، رئيس الجمهورية اللبنانية، بمناسبة انتخابه رئيساً لجمهورية لبنان، وعبر "الشرع" عن تهانيه الحارة للعماد عون وتمنياته له بالتوفيق في مهامه الجديدة، مؤكدًا على أهمية تعزيز وتطوير العلاقات بين سوريا ولبنان.
وشدد الطرفان خلال الاتصال على ضرورة تعزيز القواسم المشتركة بين البلدين الشقيقين والعمل سوياً من أجل بناء علاقات إيجابية تخدم مصالح الشعبين السوري واللبناني.
جاء ذلك عقب لقاء قائد الإدارة السورية الجديدة "أحمد الشرع"، يوم السبت 11 كانون الثاني، رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في العاصمة السورية دمشق، وفي اللقاء الذي تم عقده في قصر الشعب، أكد الشرع أن أولوياته تتمثل في "ترتيب الوضع الداخلي وضبط حالة الأمن في سوريا"، معتبراً أن "حصر السلاح بيد الدولة" هو أحد الركائز الأساسية للحفاظ على الاستقرار.
وكانت أصدرت "وزارة الخارجية والمغتربين السورية"، يوم السبت، بياناً حول مجريات اللقاء مع رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ووزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، لافتة إلى عقد لقاء إيجابي تناول مجموعة من المواضيع الهامة التي تصب في صالح البلدين.
وقالت وزارة الخارجية السورية، إن هذه الزيارة تأتي تتويجاً للدور العربي الداعم للشعب السوري على مختلف الأصعدة، وتعزيزاً للعلاقات الاستراتيجية بين سوريا ولبنان، لافتة إلى أن سوريا ولبنان هما دولتان جارتان، تربط بينهما أواصر ثقافية واجتماعية عميقة، وأن استقرار سوريا سينعكس إيجاباً على لبنان والعكس صحيح بالنسبة للوضع في سوريا.
وأوضح البيان، أن الجانبين ناقشا أهمية الدور الذي تؤديه سوريا في تعزيز المواقف العربية ودعم الاستقرار والأمن في المنطقة، وأكدت الخارجية السورية أن سوريا اليوم تنطلق بعزيمة أبنائها نحو إعادة البناء في كافة المجالات بعد أن خلف النظام السابق دولة منهارة ونظاماً مؤسساتياً بالياً.
ولفتت إلى التطرق إلى عدد من الملفات الهامة، حيث تم الاتفاق على استرداد كافة المعتقلين السوريين في السجون اللبنانية، إضافة إلى تأمين الحدود بين البلدين من الجانبين، وتم كذلك التأكيد على التعاون المشترك في مكافحة المخدرات، ومتابعة قضية العهد المالية المفقودة للسوريين في البنوك اللبنانية، كما تم التوافق على تشكيل لجان مشتركة في مختلف المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية.
وانتخب مجلس النواب اللبناني في جلسته الـ13 يوم الخميس 9 كانون الثاني، قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيساً للبلاد، بحصوله على 99 صوتاً في جلسة حضرها جميع النواب الـ128، بعد شغور المنصب لأكثر من عامين، حيث انتهت الجولة الثانية من التصويت بانتخاب عون، ليكون هذا الإنجاز في لبنان أولى ثمرات سقوط نظام الوصاية السوري عقب سقوط نظام الأسد.
ويأتي انتخاب عون بعد سنوات من الفراغ الرئاسي الذي أعقب انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون، وفشل البرلمان في انتخاب رئيس جديد خلال 13 جلسة سابقة، ما وضع البلاد في حالة شغور هي السادسة في تاريخها الحديث.
وكان لعب النظام السوري السابق، دوراً رئيساً في تعطيل انتخابات الرئاسة اللبنانية عبر تحالفاته الداخلية وقدرته على التأثير في التوازنات النيابية والدستورية، هذا التأثير أخذ يتغير قوةً وضعفاً بناءً على ظروف إقليمية وتحوّلات الوضع السوري نفسه، لكنه بقي ملموساً في كل الأزمات الدستورية التي مرّ بها لبنان قبل سقوط نظام الأسد.