"الشرع" لـ "ميقاتي": أولويتنا ترتيب الوضع الداخلي وبناء علاقات وطيدة مع لبنان
التقى قائد الإدارة السورية الجديدة "أحمد الشرع"، اليوم السبت 11 كانون الثاني، رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في العاصمة السورية دمشق، وفي اللقاء الذي تم عقده في قصر الشعب، أكد الشرع أن أولوياته تتمثل في "ترتيب الوضع الداخلي وضبط حالة الأمن في سوريا"، معتبراً أن "حصر السلاح بيد الدولة" هو أحد الركائز الأساسية للحفاظ على الاستقرار.
علاقات استراتيجية مع لبنان
وأكد "الشرع" أن "سوريا ستقف على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين"، مبرزاً أن سوريا تسعى لتوطيد العلاقات مع لبنان على أسس قوية وطويلة الأمد، ما يعكس أهمية البلدين في المرحلة المقبلة.
ولفت "الشرع"، إلى أن من بين القضايا التي يتم مناقشتها مع لبنان "ضبط الحدود"، موضحاً أن هذا الملف يعد من الملفات الهامة التي يتطلب التعاون بين البلدين للحد من أي تهديدات أمنية مشتركة.
علاقات متينة ومستقبل واعد
وأكد قائد الإدارة السورية الجديدة أن "علاقاتنا مع لبنان ستكون استراتيجية وطويلة الأمد"، وأضاف أن "العلاقات ستبنى على أساسات سليمة"، في إشارة إلى الحرص على إيجاد أرضية مشتركة ومستدامة بين البلدين في مختلف المجالات.
وتؤكد تصريحات "الشرع" عزم الإدارة السورية الجديدة على تعزيز الاستقرار الداخلي والعمل بشكل وثيق مع لبنان في قضايا الأمن، وهي خطوة مهمة نحو بناء علاقات استراتيجية بين البلدين في المستقبل.
من جهته، قال ميقاتي: "بحثتُ مع الشرع في العلاقات، وأكّدنا العلاقات الندية، وما دامت سوريا بخير فلبنان بخير، وعلينا تفعيل العلاقات الإيجابية. كما تطرقنا إلى موضوع الحدود وحماية أمن البلدين، ومنع أي أعمال قد تسيء لسوريا ولبنان".
ولفت إلى أن "ما يجمع سوريا ولبنان من حُسن الجوار هو الأساس الذي سيحكم طبيعة التعاون في المرحلة المقبلة"، وشدد ميقاتي على أنه "بات ملحاً لمصلحة البلدين معالجة أزمة النزوح السوري، وعودة النازحين إلى سوريا، التي بدأت تستعيد عافيتها".
وكانت نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر لبناني، أن رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، نجيب ميقاتي، سيجتمع مع قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، وقالت إن المباحثات ستركز على تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية، بالإضافة إلى التنسيق الأمني وتطوير علاقات الجوار بين البلدين.
وكان الرئيس اللبناني الجديد، جوزيف عون، قد تعهد في وقت سابق بإقامة "علاقات جيدة مع الدولة السورية" خلال إلقاء اليمين الدستورية أمام البرلمان اللبناني، مشددًا على ضرورة "حوار جدي مع سوريا يقوم على احترام سيادة الدولتين" وصيانة الحدود بين سوريا ولبنان.
سبق ذلك أن قالت مصادر دبلوماسية لبنانية، إن رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، يستعد لزيارة دمشق قريباً على رأس وفد وزاري وأمني، في خطوة تهدف إلى تعزيز العلاقات بين البلدين ومناقشة الملفات العالقة، مع الإدارة السورية الجديدة عقب سقوط نظام الأسد.
جاءت هذه الزيارة بعد زيارة سابقة قام بها وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي، برئاسة وليد جنبلاط، إلى دمشق في 22 ديسمبر الماضي، حيث التقى الوفد بـ"الشرع"، وكانت تلك الزيارة أول تحرك لبناني غير رسمي من هذا النوع منذ تشكيل الإدارة السورية الجديدة، وتأتي زيارة ميقاتي المرتقبة لتؤكد على أهمية التنسيق المشترك بين البلدين، وسط تحديات إقليمية وأمنية كبيرة تواجه المنطقة.
وفي تطور لافت عقب سقوط نظام الأسد في سوريا، انتخب مجلس النواب اللبناني في جلسته الـ13 اليوم الخميس 9 كانون الثاني، قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيساً للبلاد، بحصوله على 99 صوتاً في جلسة حضرها جميع النواب الـ128، بعد شغور المنصب لأكثر من عامين، حيث انتهت الجولة الثانية من التصويت بانتخاب عون، ليكون هذا الإنجاز في لبنان أولى ثمرات سقوط نظام الوصاية السوري عقب سقوط نظام الأسد.
وكان لعب النظام السوري السابق، دوراً رئيساً في تعطيل انتخابات الرئاسة اللبنانية عبر تحالفاته الداخلية وقدرته على التأثير في التوازنات النيابية والدستورية، هذا التأثير أخذ يتغير قوةً وضعفاً بناءً على ظروف إقليمية وتحوّلات الوضع السوري نفسه، لكنه بقي ملموساً في كل الأزمات الدستورية التي مرّ بها لبنان قبل سقوط نظام الأسد.