الشؤون الاجتماعية و"رحمة بلا حدود" تتفقان على تأهيل مراكز الأحداث بدمشق وريفها
شهدت العاصمة دمشق توقيع اتفاقية تعاون بين وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ومؤسسة "رحمة بلا حدود" الخيرية، في خطوة تعكس توجهاً جديداً نحو تعزيز رعاية الأحداث وتأهيلهم وفق مقاربة إنسانية وتنموية شاملة.
وتهدف الاتفاقية إلى إنشاء إطار عمل مشترك لتطوير بيئة المراكز الإصلاحية في محافظتي دمشق وريف دمشق، بما يشمل تأهيل البنية التحتية وتعزيز البرامج الداعمة، سعياً لتحويل هذه المراكز إلى فضاءات صديقة للأطفال، تُسهم في التمكين والاندماج المجتمعي.
وبموجب الاتفاقية، سيتم إعادة تأهيل ثلاثة معاهد إصلاحية رئيسية بميزانية تتجاوز مليوني دولار أمريكي؛ حيث خُصص نحو مليون و400 ألف دولار لمعهدَي الغزالي والوليد الإصلاحيين للذكور في قدسيا، فيما وُجّه ما يقارب 800 ألف دولار للمعهد الإصلاحي للإناث في باب مصلى بدمشق. ويشمل التأهيل أعمال الترميم المادي، وتحسين المرافق، وتجهيز مساحات مهيأة للأطفال، إضافة إلى إدخال برامج متخصصة في الدعم النفسي والاجتماعي.
وفي هذا السياق، أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، هند قبوات، أهمية هذه الخطوة في تمكين الأحداث ودعمهم على المستويات النفسية والاجتماعية والتعليمية والمهنية، بما يسهم في تحويلهم إلى أفراد قادرين على الإنتاج والاندماج في المجتمع.
وأوضحت الوزيرة أن البرامج الجديدة تعتمد رؤية إنسانية شاملة تتجاوز النظرة التقليدية التي كانت تُصنّف الأحداث كمجرمين، حيث تركز المقاربة الحالية على ترسيخ القيم الأخلاقية والإنسانية، وإجراء تقييمات فردية لكل حالة لضمان وضع خطط معالجة مرنة تتناسب مع الاحتياجات الخاصة لكل طفل. كما أشارت إلى أن المشروع يشكّل بداية لمرحلة أوسع من العمل، مع توجّه الوزارة لتوسيع نطاقه ليشمل محافظات ومناطق أخرى.
من جانبه، أوضح رئيس مجلس إدارة مؤسسة "رحمة بلا حدود" محمد عمار بني المرجة أن تنفيذ المشروع سيتم على مرحلتين؛ تبدأ الأولى بإعادة التأهيل والترميم، تليها مرحلة ثانية تُعنى بدعم البرامج الخاصة بإعادة التأهيل والدمج المجتمعي للمستفيدين.
وأكد أن هذه البرامج تتضمن مسارات متعددة، من بينها تعزيز مهارات الوالدية لتحسين التواصل الأسري، وتقديم رعاية طبية شاملة، وتجهيز مرافق تعليمية وترفيهية مثل المكتبات وغرف الذكاء والقاعات الرياضية والملاعب، إضافة إلى برامج التدريب المهني، وتوفير جزء من الاحتياجات الأساسية، وتعيين كوادر متخصصة لضمان جودة الرعاية وفق معايير صون الطفل.
ويُشار إلى أنّ مؤسسة "رحمة بلا حدود"التي تأسست عام 2015 في مدينة غازي عنتاب، تُعد من الجهات الفاعلة في القطاعات الإنسانية المختلفة؛ إذ ساهمت في تأهيل نحو مئة مدرسة داخل سوريا بعد التحرير، وتشارك حالياً في معالجة أزمة المياه بدمشق عبر توفير ما يقارب 20 ألف متر مكعب من مياه الشرب يومياً، فضلاً عن دورها في الاستجابة الطارئة للحوادث والأزمات. ويأتي انخراطها في مشروع تأهيل مراكز الأحداث امتداداً لجهودها المستمرة في دعم المجتمعات الأكثر حاجة وتعزيز قدرتها على التعافي