
الجولاني لـ عناصره: الهيئة خارج قوائم الإرهاب وسنكون جزءاً من الجيش الوطني
أكدت مصادر خاصة لشبكة "شام" الإخبارية، أن "أبو محمد الجولاني" قائد هيئة تحرير الشام اجتمع بالأمس مع عناصر قاطع البادية في سياق الحراك الذي يقوده شرعيين معتدلين لتمكين فكرة الاعتدال بين عناصر الهيئة والانتقال لمرحلة جديدة في تاريخ الهيئة.
وخاطب "الجولاني" عناصره بالتأكيد على أن هيئة تحرير الشام باتت خارج قوائم الإرهاب الدولية، وأن مستقبل الهيئة سيكون لاحقاً ضمن تشكيلات الجيش الوطني الذي يتكون من فصائل عديدة من الجيش السوري الحر وفصائل أخرى في الشمال السوري كانت بدايته في مناطق درع الفرات.
وذكرت المصادر لـ "شام" أن الهيئة أعدت معسكرات خاصة منذ عدة أسابيع لعناصرها بغية تعزيز فكرة التغير الحاصل في سياسية ونهج الهيئة، من خلال شرعيين معتدلين في توجهاتهم، يقومون على توضيح متطلبات المرحلة القادمة وضرورة أن تنخرط الهيئة في مكونات الفصائل الأخرى ونبذ التشدد والغلو والانفتاح أكثر على الداخل والخارج.
وكشفت مصادر مقربة من "هيئة تحرير الشام" مؤخراً، عن بدء حركة تحول جديدة في مسيرة الهيئة وفقاً للمتغيرات التي طرأت على كافة الأصعدة السياسية والعسكرية والمتغيرات الإقليمية والدولية فيما يتعلق بالشأن السوري، وأنها باتت تخطوا باتجاه حل "لين" للهيئة بشكل فعلي وسط حديث عن انحلال عناصرها ضمن الفصائل الأخرى أو إمكانية بروز فصيل أو مكون جديد قد يكون المنحلون من الهيئة جزءاً منه.
وكان اعتبر الباحث والأكاديمي "د. أيمن هاروش" في حديث سابق لـ "شام" أن قرار حل الهيئة "ليس التفافا بل خضوع لأمر واقع واصطدام بصخرة الاتفاقات الدولية التي عجزت عن مواجهتها، ربما أرادوها التفافا بمعنى أن يحلوا أنفسهم في سبيل أن يتقدموا للقيادة بالشراكة الدولية، ورغم أن هناك من يؤيد ذلك ويقول بوجود تفاهمات دولية بعملية غسيل للجولاني ومن معه وإعادة إخراج بشكل جديد على غرار ما حدث مع الشيخ أحمد في الصومال لكنه تصر بعيد جدا لاختلاف الظروف ولاختلاف الفرقاء الدوليين بين ما كان في الصومال وما هو الأن".
بدوره، أكد "رامي الدالاتي" الخبير في الجماعات الإسلامية لـ "شام" أن الهيئة بدأت تتحرك باتجاه واسع لافتتاح مكتب سياسي والخروج يتمثيل حقيقي، وأن الجماعة في طريقها لـ "الاعتدال الأيديولوجي" بعد أن قطعت شوطاً كبيراً في هذا الشأن، وأن الهيئة انتقلت من التفكير بعقلية التنظيمات المغلقة إلى عقلية الحركات المفتوحة.
وأوضح "عمر حديفة" مسؤول المكتب الشرعي في فيلق الشام لـ "شام" أيضاً أن قيادات وشرعيي الهيئة يختلفون كاختلاف العناصر، لافتاً إلى أن الكثير منهم أجرى مراجعات للمراحل السابقة التي مرت بها الهيئة وهو أمر صحي وطبيعي لكل من يريد الحق ويستفيد من التجارب وأخطاء الماضي، مرجحاً أن أولئك قد يبحثون للعمل مع اأي فصيل يمكن أن يلبي أهدافهم بالتوازي مع المصلحة العامة للساحة بعد فشل المراحل السابقة التي مروا بها.
كما أشار الكاتب "أحمد أبازيد" في حديث سابق لشبكة "شام" أن الجانب الأيديولوجي تضاءل في الهيئة منذ تشكيلها وبات لديها سعي دائم لإثبات الاعتدال أمام الدول، لذلك تخلت عن جزء كبير من جوانب التشدد الأيديولوجي والفكري الموجود لديها لصالح تحولات أكثر براغماتية للحفاظ على موقعها وكسب موارد وسيطرة في إدلب.