
قوافل إجلاء ومساعدات إلى السويداء وتصاعد الدعوات لاحتواء الأزمة
شهدت محافظة السويداء تطورات ميدانية وإنسانية جديدة، مع استمرار عمليات إجلاء المدنيين عبر معبر بصرى الشام، بالتزامن مع دخول دفعة جديدة من المساعدات، وسط تصاعد الأصوات المحلية المطالبة بحلّ الأزمة وتداعياتها.
في هذا السياق، وصلت ست حافلات إلى مدينة بصرى الشام بريف درعا، تمهيداً لدخولها إلى السويداء بهدف إجلاء مزيد من المدنيين. كما دخلت قافلة مساعدات إنسانية مؤلفة من 10 شاحنات محمّلة بالمواد الغذائية والطحين، في إطار الجهود المستمرة لتأمين الاحتياجات الأساسية للسكان.
وقال الدفاع المدني، يوم الجمعة 1 آب، إنه أجلى مئات المدنيين من محافظة السويداء، موضحاً أن 77 عائلة، تضم 159 شخصاً من النساء والأطفال، خرجوا عبر معبر بصرى الشام الإنساني وتم تأمينهم إلى وجهاتهم بأمان.
في المقابل، سجلت عودة 55 عائلة إلى السويداء عبر المعبر نفسه، بلغ عدد أفرادها 293 شخصاً وكانت عدة دفعات من المدنيين قد غادرت المحافظة خلال الأيام الماضية باتجاه مراكز الإيواء، ووفق بيانات الدفاع المدني، بلغ إجمالي من تم إجلاؤهم منذ بدء العمليات 3227 شخصاً، إضافة إلى نقل 20 جريحاً و34 جثماناً.
بالتوازي مع التحركات الإنسانية، أطلق رئيس لجنة المبادرة الأهلية لحل أزمة السويداء، مطيع البطين، نداءً إلى جميع السوريين من أجل تجاوز هذه المرحلة الحرجة، داعياً إلى تحرّك وطني جامع لاحتواء الأزمة و شدّد على أن استمرار التباعد سيقود إلى سيناريوهات أكثر سوءاً، مؤكداً أهمية تفعيل دور العقلاء والحكماء في هذه اللحظة المفصلية.
وأوضح أن المبادرة تهدف لحل الأزمة داخلياً، بعيداً عن التهجير القسري والطروحات الطائفية والتدخلات الخارجية، لافتاً إلى استمرار التواصل مع شخصيات مؤثرة من أبناء الجبل والعشائر، ممن أبدوا استعدادهم للمشاركة في الجهود السلمية.
وأكد أن الحفاظ على وحدة سوريا يتطلب خطوات جدية وتعاوناً وثيقاً مع الدولة، مشيراً إلى أن المبادرة تعبّر عن تطلعات عامة الناس في الجنوب وفي سائر البلاد، لإعادة اللحمة الوطنية وإنهاء حالة الانقسام.
وفي ختام حديثه، وجّه رسالة إلى مختلف الأطراف، شدد فيها على ضرورة حفظ الدماء ورفض دعوات التقسيم، معتبراً أن العمل على رأب الصدع الوطني هو السبيل الوحيد للحفاظ على الاستقرار الاجتماعي ووحدة البلاد، مضيفاً: "لا يزال هناك من يتمسك بإرث الآباء الذين حافظوا على وحدة سوريا، ويؤمن بأن الحل يجب أن ينبع من الداخل".