التطوع: نبض التعافي وإعادة إعمار سوريا
التطوع: نبض التعافي وإعادة إعمار سوريا
● أخبار سورية ٥ أغسطس ٢٠٢٥

التطوع: نبض التعافي وإعادة إعمار سوريا

رغم سنوات الحرب التي عصفت بسوريا، وما خلفته من دمار نفسي ومادي، نما في ظل المحنة عشرات الأفكار الإيجابية في قلوب الشباب، فانطلقوا بجدّ لتحويلها إلى واقع ملموس، سعياً لإنقاذ وطنهم. وكان العمل التطوعي أبرز هذه المبادرات، حيث تحوّل إلى ظاهرة اجتماعية لافتة، تجسيداً حياً لتماسك المجتمع، فحمل الشباب على عاتقهم مسؤولية دعم أهاليهم ومجتمعهم، وساهموا بإعادة البناء، ليس فقط للمباني المهدمة، بل أيضاً للروابط الإنسانية وقيم التكافل.

العمل التطوعي في ظل الحرب وبعدها حيوي لدعم المجتمعات المتضررة، حيث يساعد في تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة خلال النزاعات، ويعزز إعادة الإعمار بعد الحرب من خلال بناء البنية التحتية وتأهيل الأفراد. يعزز التطوع الوحدة المجتمعية ويسهم في التعافي والتنمية المستدامة، كما يعود بآثار إيجابية على الفرد والمجتمع.

بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول 2024، برزت العديد من المبادرات التطوعية التي قادها الشباب من مختلف الأعمار لدعم القرى والمدن المتضررة من الحرب والنزوح. هؤلاء المتطوعون سخّروا خبراتهم وإمكانياتهم المتاحة لخدمة بلادهم، مساهمين في تخفيف معاناة المجتمعات ودعم جهود إعادة الإعمار والتعافي.

ركزت المبادرات التطوعية على تحسين جودة الحياة من خلال تأهيل الحدائق، إطلاق حملات تنظيف وتشجير، التبرع لمشاريع ذات أهداف كبيرة، ودعم فرق المنظمات، ترميم الجوامع، وغيرها. هذه الأعمال الإيجابية نُفذت دون أن يتلقى المشاركون مقابلاً مادياً، أو بمكافآت رمزية للغاية، بهدف تعزيز التعافي المجتمعي وإعادة الإعمار.

وواجه المتطوعون تحديات عديدة أثناء عملهم، مثل التوفيق بين التطوع ووظائفهم الأساسية، نقص الموارد اللازمة لتنفيذ الأنشطة، الإرهاق النفسي والجسدي، والتضحية بأوقات الراحة والرفاهية. ورغم ذلك، تغلب المتطوعون على هذه الصعوبات، مقدمين فوائد كبيرة لمجتمعهم من خلال جهودهم المخلصة.

يرى الناشطون أن العمل التطوعي جزء أساسي من مرحلة البناء، لدوره في إعادة الإعمار المجتمعي والنفسي، ودعم الفئات الأكثر تضررًا كالأطفال، كبار السن، والعائلات النازحة. كما يحفز مشاركة الشباب ويعزز دورهم القيادي، مما يغرس فيهم شعوراً بالانتماء والمسؤولية. بالإضافة إلى ذلك، يزرع التطوع قيمًا مثل التعاون، التضامن، والانتماء، ويعيد بناء الثقة بين أفراد المجتمع بعد انقسامات الحرب.

ويقترح النشطاء أن العمل التطوعي، كونه ركيزة أساسية في بناء المجتمع، يحتاج إلى دعم المؤسسات المحلية والدولية والحكومة لخلق بيئة داعمة له. يمكن تحقيق ذلك من خلال توفير التدريب، تقديم مكافآت وهدايا رمزية، توفير الموارد، أو التقدير المعنوي عبر توثيق جهود المتطوعين ونشرها مع الثناء عليها لتحفيز الآخرين على المشاركة.

وباعتبار أن المرحلة الحالية بناء وإعمار، يدعو ناشطون الشباب إلى التطوع ومساعدة الفرق التطوعية الانخراط فيها،  تقديم مقترحات ملموسة مثل إنشاء منصات لتنسيق الجهود التطوعية، لاسيما أن هناك العديد من الإصلاحات تحتاجها عشرات القرى والمدن، وتشجيع الأفراد والمجموعات على التطوع.

يبقى العمل التطوعي ركيزة أساسية لتعافي المجتمعات المتضررة من الحرب مثل سوريا، حيث يعزز التضامن والانتماء، ويساهم في إعادة الإعمار المادي والنفسي. رغم التحديات، فإن تفاني المتطوعين ودعمهم المستمر يرسخان الأمل ويبنيان أساسًا متينًا لمستقبل أفضل.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ