
البدو النازحون من ريف السويداء: تحديات الإيواء المؤقت ومصير غامض
اضطر الآلاف من أبناء عشائر البدو إلى مغادرة قراهم في ريف السويداء بعد الأحداث الدامية التي شهدتها المحافظة. خرجت العائلات من مواطنها خالية اليدين، حاملةً سلامتها التي بالكاد تمكنت من الحفاظ عليها، بعد أن قتلت المجموعات الخارجة عن القانون بعض أفرادها ودمرت ممتلكاتهم.
ومن بين المحافظات التي استقبلت النازحين، محافظة درعا، حيث نُقلت نحو 400 عائلة إلى 63 مركزًا وفق الإحصاءات. أقامت العائلات في مراكز الإيواء المؤقتة، ومعظمها في المدارس غير المستخدمة للامتحانات في الريف الشرقي والأوسط، إلا أن الأهالي النازحين بدأوا يواجهون عدة عقبات.
التقت شبكة "شام" بعدد من النازحين، الذين كشفوا عن معاناتهم نتيجة إقامتهم في المدارس التي لا توفر لهم الحد الأدنى من الشعور بالاستقرار. وأضافوا أن انعدام الخصوصية يمثل مشكلة كبيرة، لا سيما مع مشاركة العديد من العائلات نفس المسكن، الأمر الذي يؤثر بشكل خاص على النساء.
كما يعاني النازحون من نقص حاد في الخدمات الأساسية، وقد اشتكى الأهالي من عدم قدرتهم على استئجار منازل أو شقق خاصة بهم، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية القاسية التي يمرون بها. كما أنهم لم يتمكنوا من إخراج مقتنياتهم الشخصية، بعد أن تعرضت منازلهم للتدمير والسلب.
ويعيش أبناء البدو حالة من الترقب والانتظار، إذ أصبح مصيرهم مجهولاً. فهم لا يعرفون ما إذا كانوا سيعودون إلى موطنهم أم لا، ولا ما إذا كانت المشاكل الخدمية التي تواجههم في مراكز الإيواء المؤقتة سيتم التعامل معها، أو ما إذا كانوا سينتقلون إلى مراكز أفضل، خاصة مع اقتراب موعد افتتاح المدارس.
وقد أثار هذا الوضع قلق أهالي المنطقة أيضاً، إذ إن بقاء النازحين في المدارس يهدد بتأجيل بدء العام الدراسي في عشرات المدارس، أو ربما يجبر الجهات المعنية على نقلهم إلى مواقع بديلة تفتقر إلى الجاهزية.
وتنتظر العائلات العودة إلى ديارها بفارغ الصبر. وبالرغم من الوعود بقرب عودتهم إلى قراهم، خصوصاً بعد تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين الحكومة السورية والفصائل المسلحة في السويداء، إلا أن المعطيات على أرض الواقع لا توحي بأن ذلك سيتحقق قريباً.