الانشقاقات تعصف بـ "تحرير الشام" وتعيدها لمرحلة "الصفر" بعد تسعة أشهر من تشكيلها
الانشقاقات تعصف بـ "تحرير الشام" وتعيدها لمرحلة "الصفر" بعد تسعة أشهر من تشكيلها
● أخبار سورية ١٤ سبتمبر ٢٠١٧

الانشقاقات تعصف بـ "تحرير الشام" وتعيدها لمرحلة "الصفر" بعد تسعة أشهر من تشكيلها

مضى أقل من تسعة أشهر على تشكيل أكبر فصيل عسكري في الشمال السوري، ضم في مكوناتهم فصيل "جبهة فتح الشام" مع عدد من المكونات العسكرية في الشمال أبرزها "حركة نور الدين الزنكي وجبهة أنصار الدين ولواء الحق وجيش السنة"، إضافة للمنشقين عن حركة أحرار الشام أبرزهم قائدها السابق " هاشم الشيخ أبو جابر" والقيادي "أبو صالح طحان"، لتبدأ بالتفكك من جديد وتبدأ سلسلة الانشقاقات تعصف بالفصيل الأقوى في الشمال، قد يرسم خارطة عسكرية جديدة في المنطقة.


فمنذ تشكيل "هيئة تحرير الشام" والتي شكل فصيل "جبهة فتح الشام" بقيادة أبو محمد الجولاني عصبها وأساسها، بدأت الخارطة العسكرية في الشمال تتغير تباعاً مع اتباع التشكيل الجديد ذات السياسة التي اتبعتها "جبهة النصرة، وفتح الشام" سابقاً، من حيث لم يكن لتنقل "جبهة النصرة" بين القاعدة و فتح الشام وصولاً إلى هيئة تحرير الشام ، أي أثر علي المنهج الإقصائي و السلطوي المدعم بالدين، بل كان الانتقال من صنف لآخر، عبارة عن صك لمنحها المزيد من الإعفاءات و الضمانات بعدم المحاكمة و الحساب بحسب مراقبون.


وما إن أعلنت "هيئة تحرير الشام" تشكيلها وانضمام فصائل من الجيش الحر أو الطرف المعتدل لها، إضافة لسلسلة الانضمامات لمشايخ وعلماء وشرعيين وقادة عسكريين للتشكيل، حتى بدأت تحرير الشام تعتبر نفسها الوصي على المحرر، ويتوجب على جميع الفصائل تقديم الطاعة والولاء لها، باعتبارها المنقذ والفصيل الوحيد الذي سينتصر للشعب السوري، ففرض الاندماج على أحرار الشام وجند الأقصى والعديد من الفصائل التي انهتها تحرير الشام لاحقاً ضمن سلسلة تعديات مارستها ضد الفرقة 13 وجيش الإسلام وجيش المجاهدين وتجمع فاستقم ولواء الأقصى وكان آخرها أحرار الشام.


ولعل استمرار تحرير الشام في سياستها الإقصائية، واعتماد الفتاوى الشرعية للتغلب على الفصائل وإنهاء جميع المكونات التي تنافسها في السيطرة، وما شاب الأشهر الماضية من مظالم كبيرة وتعديات واعتقالات وممارسات كبيرة بحق الثورة والشعب الثائر، دفعت المنتسبين لها من فصائل يعيدون التفكير في انضمامهم، كون الأهداف التي رسمت ووضعت لهذا المكون لم تتحقق بل كان مجرد ستار وشعار للاستمرار في سياسات التغلب والإقصاء والسيطرة على المحرر مدنياً وعسكرياً، فجاءت سلسلة الانشقاقات الأخيرة والتي لن يتوقف الأمر عندها بحسب متابعين.

 

وشكل الاقتتال الأخير بين تحرير الشام والفصيل الأقرب لها في الشمال أحرار الشام، وإنهاء الأخير خلال أيام الحد الأخير للتفكير في الاستمرار ضمن مكونات تحرير الشام لدى بعض الفصائل، فكانت أولى الانشقاقات التي عصفت بتحرير الشام هو إعلان حركة نور الدين الزنكي في العشرين من شهر تموز انشقاقها عن الهيئة، وذلك بسبب ما أسمته انحراف البوصلة عن مسارها وانحراف البندقية عن هدفها، جاءت الضربة الثانية بإعلان الشرعيان "الدكتور عبد الله المحيسني والشيخ مصلح العلياني" في الحادي عشر من شهر أيلول الجاري استقالتهما من الهيئة في بيان مشترك، في أول ردة فعل على التسريبات الأخيرة التي نالت من هيبة بعض العلماء والمشايخ في هيئة تحرير الشام وبعد تعذر تحقيق مطالبهم، لتأتي الخطوة الثالثة من "جيش الأحرار" بقيادة أبو صالح الطحان وإعلانه في 13 أيلول الانشقاق عن تحرير الشام.

 

مع استمرار الانشقاقات التي لن تقف عند حد من أعلن رسميا انشقاقه وتوقعات باستمرار عمليات الانشقاق لمجموعات وكتائب عديدة أرغمت في مرحلة ما على الانضواء في تحرير الشام لاسيما التي كانت تتبع لأحرار الشام سابقاً، وباتت تحرير الشام أمام مواجهة حقيقية في الاستمرار في التنوع الذي اوجدته، حيث باتت "جبهة فتح الشام" هي القوة الوحيدة الموجودة إضافة لأنصار الدين، أما لواء الحق وجيش السنة فهي فصائل صغيرة لاتتعدى مكوناتها مئات العناصر فقط، وبالتالي عودة تحرير الشام لمرحلة الصفر قبل انطلاقتها.

 

وبات التكهن في الخطوة القادمة التي من الممكن أن تتخذها تحرير الشام، أو حتى الفصائل المنشقة عنها أمراً صعباً، في الوقت الذي تشير فيه التوقعات لإمكانية ولادة وظهور مكون جديد في الشمال السوري، لربما يجمع بين أطيافه العديد من الفصائل العسكرية مع المنشقين عن تحرير الشام كقوة مضادة لتحرير الشام في حال فكرت استئصال أي فصيل خرج عن طاعتها، في الوقت الذي لا يخفي فيه البعض تخوفهم من إعادة إنتاج تحرير الشام بفصيل آخر لربما كان الخطوة الأخيرة للهرب من الاستهداف الدولي بعد أن باتت تحرير الشام في مواجهة مباشرة مع الجميع.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ