"الإدارة الذاتية" تدعو القوات (الأميركية والفرنسية) لتولي مهمة تأمين الحدود الشمالية لسوريا
صرّحت إلهام أحمد، الرئيسة المشتركة لدائرة الشؤون الخارجية في الإدارة الذاتية الكردية، بأن هناك إمكانية لدى القوات الأميركية والفرنسية لتولي مهمة تأمين الحدود الشمالية لسوريا، مشيرةً إلى أن مباحثات جارية مع هاتين القوتين لتحقيق ذلك، ووفقًا لما نقلته قناة "تي في 5 موند"، أعربت الإدارة الذاتية عن استعدادها لتسليم مسؤولية أمن الشمال السوري لهذا التحالف الدولي.
وأضافت أحمد أن الإدارة الذاتية الكردية تتطلع إلى تعزيز علاقاتها مع تركيا، داعيةً فرنسا إلى المساعدة في بناء هذه العلاقة، في الوقت الذي حذّرت فيه أنقرة من تنفيذ عمل عسكري عبر الحدود في حال استمرار نشاط وحدات حماية الشعب الكردية، التي تصنفها تركيا "منظمة إرهابية" لارتباطها بحزب العمال الكردستاني المحظور لديها.
وكان وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، قد جدد التأكيد على عزم بلاده شن هجوم عبر الحدود في الشمال السوري ضد وحدات حماية الشعب الكردية، مالم تُلبَّ مطالب أنقرة، فيما دعا الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الإدارة السورية الجديدة لعدم السماح "للمنظمات الإرهابية" بالعمل في ظل قيادتها. وترى أنقرة أن حزب العمال الكردستاني يخوض تمردًا طويلًا ضد الدولة التركية، ما يجعل دعم أي فصيل يتبع له غير مقبول من جانبها.
من جانبه، أكّد وزير الخارجية التركي أن بلاده تنتظر من الإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع التعامل مع "وحدات حماية الشعب". وكان الشرع قد وجّه سابقًا دعوة للقوات التي يقودها الأكراد من أجل الاندماج في صفوف الجيش الوطني السوري، بغية بناء جيش موحّد يعزز سلطة الدولة الجديدة بعد سقوط نظام الأسد.
ودعمت الولايات المتحدة، وحدات حماية الشعب الكردية في قتالها ضد تنظيم "داعش"، ما أثار حفيظة أنقرة التي ترفض أي دعم أو اعتراف لقوات مرتبطة بحزب العمال الكردستاني. وحذّر وزير الخارجية التركي الدول الغربية من استخدام خطر "داعش" ذريعة لتقديم الدعم لمن تصفهم أنقرة بـ"الجماعات الإرهابية".
وكان أكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في مؤتمر صحافي بباريس الأربعاء، أن الولايات المتحدة تعمل عن كثب مع تركيا للحؤول دون شن عملية عسكرية ضد القوات الكردية في سوريا. وقال بلينكن إن هذا المسار "يتطلب بعض الوقت"، محذراً من أن أي تصعيد أو نزاع جديد قد يعرّض المكاسب التي تحققت في سوريا للخطر.
في السياق، أكد مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية، الاتفاق مع السلطة الجديدة في دمشق على رفض "أي مشاريع انقسام" تهدد وحدة البلاد، وأوضح أن لقاء "إيجابيا" جمع قيادتي الطرفين نهاية الشهر الماضي في دمشق، مضيفا "نتفق أننا مع وحدة وسلامة الأراضي السورية، وعلى رفض أي مشاريع انقسام تهدد وحدة البلاد"، وذلك في تصريح مكتوب لوكالة فرانس برس.
وأكد "دعم مساعي الإدارة الجديدة لأن يكون هناك استقرار في سوريا من أجل تهيئة الأجواء لحوار بناء بين السوريين"، معتبرا أنه "يقع على عاتق الإدارة الجديدة التدخل من أجل وقف إطلاق النار في عموم سوريا".