"تستملكه الياسمينة" .. صحفي يعلق على التراجع عن هدم مول الميدان بدمشق
علق صحفي من الساحل السوري، على تراجع نظام الأسد عن قرار هدم مول الميدان بدمشق، لافتاً إلى أن المول بات يخضع للاستملاك ممن وصفها "الياسمينة"، في إشارة إلى زوجة رأس النظام الإرهابي "بشار الأسد"، "أسماء الأسد"، التي تطلق على نفسها لقب "سيدة الياسمين".
واعتبر الصحفي "كنان وقاف"، أن تسريب التراجع عن قرار هدم مول تجاري بدمشق، جاء بشكل مقصود، مؤكدا أن الهدف من إعلان مجلس محافظة دمشق استملاك مول "Big5" بدلا من هدمه، ليس وطنيا ونافيا أن يكون النظام تراجع عن الهدم لمصلحة الشعب.
وأرجع ذلك كونه يعد تكرار للخطة والأسلوب المتبع منذ عشرات الأعوام بالاعتماد بالتعويل على نسيان الشعب، وأضاف، "لا يوجد أي نص قانوني يمكن المحافظة من استملاك المول، مع ذلك سيتم ابتكار حل لقوننة الفعل على أية حال وتغطيته برضا وقبول شعبي من مبدأ أنه أصبح مملوكا للدولة "الشعب يعني".
وتابع، "لكن بعد فترة قد تطول أو تقصر حسب مزاج العامة وظهور قضية أخرى تنسيهم هذه القصة ستقوم المحافظة بالإعلان الخجول عن مزايدة علنية لتشغيله ضمن شروط وضوابط محددة ومفصلة على قياس معين، إما بنظام المحاصصة "تقاسم نسب الأرباح بين المحافظة والمستثمر" أو بالاستثمار الكامل وتأجيره لعشرات الأعوام مقابل ريع سنوي يدفع لها.
وقد يتم ابتداع طريقة جديدة كليا وقوننتها أيضا لتناسب شخصا بعينه، واعتبر أن "الحجتين الدائمتين والمستخدمتين في كل مرة هي الحاجة للمال لتمويل المشاريع الخدمية أو عدم القدرة الفنية أو المادية على استثمار هذا الصرح العملاق، ثم يرسو العقد على رجل أعمال مشهور مقابل مبلغ متواضع يدفع لصالح الخزينة، أو "درءا للقال والقيل" قد يرسو على شخص مجهول ظهر من العدم بملايينه بعد أن كان متسولا.
وأضاف، وفي الحالتين لو فتشت وراء قليلا لوجدته مجرد تابع لسلسلة الواجهات الاقتصادية التي تفوح منها رائحة "الياسمين الدمشقي"، وضرب أحد الأمثلة قائلا في عام 2012 أصبحت الدولة السورية هي المالكة لشركتي الخليوي "سيريتل - أريبا" بعد 10 سنوات من انطلاقهما كما ينص قانون الاستثمار رقم (10) الذي أنشأتا على أساسه.
ولفت إلى أن طرحهم للإستثمار فورا على عجل تم الأمر وعادتا مجددا إلى ذات المستثمر الذي أنشأهم بمبلغ 500 مليون دولار بينما كانت قيمتهم السوقية تتجاوز 5 مليارات دولار على أقل تقدير "وهذا ما أكده لي شخصيا أحد الوزراء السابقين و المعنيين بالموضوع".
وذكر أن أن الشركة السورية للاتصالات "الهواتف الارضية" لم تعد مملوكة للدولة السورية ، إنما أصبحت شركة خاصة بيعت لأحد التابعين باستخدام نفس الطريقة ولكن بحجج مختلفة قليلا، ولو أردت الإكمال وذكر كل المنشآت والمعامل والقطاعات الاقتصادية سواء الحكومية منها أو الخاصة التي تم الاستيلاء عليها بهذا الشكل وغيره.
ونشط "وقاف" على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن قال إنه غادر مناطق سيطرة النظام مؤخرا، ويذكر أنه تعرض للملاحقة من قبل مخابرات الأسد، وتم اعتقاله عدة مرات، بسبب منشوراته التي هاجم فيها رأس النظام وزوجته بعد سنين طويلة من التشبيح لهما، وأثار عدة قضايا مؤخرا أبرزها فضيحة اكتشاف أطنان من المساعدات الدولية مدفونة بطرطوس.
وفي تعليق على إحدى حوادث اعتقاله ومداهمة منزله، قدم قائد شرطة النظام بطرطوس اعتذاراً عن الخطأ الذي حصل نتيجة التشابه في الكنية مع مطلوب آخر يُدعى "خليل وقاف"، واعتبر أن اعتقاله كان لا صلة له بعمله الإعلامي، وإنما لتخلفه عن الخدمة العسكرية، وقيادته سيارة بأوراق مزورة.
وأفادت صحيفة تابعة لإعلام نظام الأسد نقلاً تصريحات عن مصدر مسؤول "لم تسمه" في مجلس محافظة دمشق التابع للنظام، كشف خلالها عن التراجع عن قرار هدم مول "بيغ فايق" في حي الميدان بالعاصمة السورية دمشق.
وجاء ذلك وسط مؤشرات توحي بأن إدارة المول رضخت لمطالب "المكتب السري" الذي تشرف عليه "أسماء الأسد" زوجة رأس النظام الإرهابي "بشار الأسد"، المعروفة باسم "سيدة الجحيم"، كمصطلح يصف شراكتها بالإجرام بحق الشعب السوري.
وحسب المصدر "المسؤول" فإنه "تم التوصل إلى حل وإجراء قانوني لتفادي الهدم ويصبح بموجبه مول الـ Big5 في حي الميدان خاضعا لملكية المحافظة، مؤكدا إيقاف إجراءات الهدم خلال الوقت الراهن"، وفق تعبيره.
وأضاف، أنه "سيتم خلال الساعات القادمة الإعلان عن القرارات التنفيذية الخاصة بالمول والتي تم التوصل إليها بالاتفاق مع مرتكب المخالفة"، مشيرا إلى أن المول سيعود إلى عمله المعتاد، على أن تتوضح آليات العمل فيه قريبا.
ولم يكشف المصدر عن قيمة "التسوية المالية"، أو التنازلات التي قدمها مالك المول خلال المفاوضات مع المكتب السري التابع للنظام، إلا أنه صرح أنه عند تنفيذ المخطط التنظيمي بعد 5 سنوات ستتم أعمال الهدم حينها، سيما وأن المول مخالف ويقع ضمن منطقة أملاك عامة.
وكان كشف مصدر صحفي عن سبب قرار نظام الأسد هدم مول تجاري بدمشق، مشيرا إلى أن السبب يعود إلى رفض دفع الإتاوة لما يسمى بـ"المكتب السري" التابع لنظام الأسد، خلافا لما يزعم النظام أن المول مشيد مكان حديقة عامة وعلى أرض تعود للدولة.
وحسب منشور للصحفي "كنان وقاف"، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك فإنّ مول Big5 بدمشق تقرر هدمه لأن ملاكه رفضوا دفع الإتاوة للمكتب السري وليس لأنه مخالف "مشيد مكان حديقة عامة" وقدر أن المبلغ المطلوب كان 15 مليارا دون أن يحدد العملة.
ونقل موقع مقرب من نظام الأسد عن مصدر بمحافظة دمشق قوله إنه سيتم تحصيل الضريبة من مول Big5 على الرغم من هدمه، لافتا إلى أن مالكو المول في منطقة الميدان شرعوا بفك واجهات المول من الزجاج والنوافذ والحديد والطاقة تمهيدا للهدم.
وذكر كشف عضو المكتب التنفيذي لقطاع الخدمات الفنية في دمشق عبد المجيد عثمان أن المدة الممنوحة لنهاية شهر تشرين الثاني الجاري وأشار عضو المكتب التنفيذي إلى أن وجود هذا المول حرم الكثير من الجوار أن يبنوا عقاراً كبيراً فهي منطقة تنظيمية بالأصل، بحسب تعبيره.
وحول ما يتم تداوله عن عدم تحصيل الضريبة من صاحب المول بسبب هدمه، اعتبر عضو المكتب التنفيذي لقطاع الخدمات الفنية أن هذه أمور قانونية وستقوم وزارة المالية في حكومة نظام الأسد بتحصيل الضريبة لأنها في النهاية ستذهب إلى خزينتها.
وطلب المسؤول ذاته من جميع المواطنين تفعيل ثقافة الشكوى لمساعدة المحافظة في الكشف عن مكان المخالفات واتخاذ الإجراءات القانونية من قبل الدائرة المعنية، ما أثار سخرية كبيرة حيث أن هذه المخالفات تتم بإشراف نظام الأسد ضمن حلقات فساد كبرى.
وتعود ملكية المول لرجل الأعمال الداعم للأسد بلال محمد النعال وهو مؤسس وشريك في عدد من الشركات، كما أنه عضو في مجلس محافظة دمشق وكذلك عضو في شركة دمشق الشام القابضة.
وكان رشح نفسه في انتخابات مجلس التصفيق للدور التشريعي الثالث وذلك بعد دفعه من قبل النظام ضمن قائمة دمشق التي شكلها رجل الأعمال الموالي سامر الدبس، وهو شريك مؤسس ومدير وعضو مجلس إدارة في عدد من الشركات، وفق منصة "مع العدالة".
جدير بالذكر أن بلال النعال يعمل كواجهة تجارية لبشر الصبان وأبناء مفتي النظام السابق أحمد حسون وأشخاص آخرين متنفذين ة، مستفيداً في ذلك من عضويته بمجلس محافظة دمشق ومجلس إدارة دمشق الشام القابضة بعد إزاحة بشر الصبان من منصب محافظة دمشق، وما زال من خلال موقعه يدعم جهود قيادة النظام في السيطرة على ممتلكات المدنيين في دمشق بعد أن تم تهجيرهم من قبل قوات النظام.
وكان كشف الممثل الداعم للأسد "يزن السيد"، عن سبب هدم مطعمه في إحدى مناطق دمشق، مشيرا إلى دفع الرشاوى مقابل فتح مطعمه الذي أثار جدلا في العام 2018، وسخرت زوجة "السيد"، "لمى رهونجي"، في تسجيل مصور من إعادة بناء مطعم آخر على أنقاض مطعم زوجها بدمشق، وسبق أن حضرت "رهونجي"، افتتاح مطعم لونا الشبل للمأكولات الروسية.
وكانت كشفت مصادر إعلامية محلية عن حملات ممنهجة تشنها دوريات تابعة لمخابرات النظام حيث تقوم بمداهمة محال التجار ومطالبتهم بإتاوات ضخمة بعد تلفيق تهم عشوائية مثل المتاجرة بالقطع الأجنبي أو حيازة البضائع المهربة أو الاحتكار.