مدينة جاسم يوم أمس
مدينة جاسم يوم أمس
● أخبار سورية ٩ يوليو ٢٠٢٤

تصاعد التوتر والاشتباكات في جاسم شمال درعا: سقوط قذائف هاون وفشل الوساطة

شهدت مدينة جاسم الواقعة في الريف الشمالي من محافظة درعا لليوم الثالث على التوالي تطورات خطيرة في سياق التوترات المتصاعدة إثر اغتيال القيادي المحلي عبدالله إسماعيل الحلقي المعروف بـ"أبو عاصم الحلقي". 

وقال نشطاء لشبكة شام أن قذيفتي هاون سقطت على منازل في الحي الغربي من مدينة جاسم ، مما أسفر عن أضرار مادية كبيرة بأحد المنازل، دون تسجيل أي إصابات بشرية حتى الآن.

وتتواصل الاشتباكات العنيفة بين مجموعة "حسام الحلقي" ومجموعة "وائل الغبيني" منذ يومين بعد حادثة الاغتيال، والتي تستخدم فيها أسلحة خفيفة ومتوسطة بالإضافة إلى قذائف الهاون، ونتج عنها مقتل مدنيين اثنين بسبب الرصاص الطائش، وإصابة عدد من الجرحى بينهم سيدة. كما تسببت الاشتباكات بنزوح العديد من العائلات من الحيين الغربي والجنوبي.

وأكد نشطاء أن العديد من القتلى والجرحى سقطوا من أفراد طرفي الصراع، وسط فشل محاولات التهدئة لليوم الثالث على التوالي.

واشار نشطاء أن محاولة وساطة وفد الوجهاء الذي قَدِم من مدينة إنخل فشلت في الوصول إلى حل يُرضي الأطراف المتنازعة ووقف الاشتباكات. هذه الوساطة كانت تهدف إلى تهدئة الأوضاع المتوترة بعد اغتيال "أبو عاصم الحلقي".

وفد مدينة إنخل الذي أتى للتوسط لوقف إطلاق النار

وفد مدينة إنخل الذي أتى للتوسط لوقف إطلاق النار

 

وفي 7 يوليو 2024، نفذ مسلحون عملية اغتيال في وضح النهار في وسط مدينة جاسم، حيث تم إطلاق النار على القيادي عبدالله إسماعيل الحلقي ""أبو عاصم" بشكل مباشر مما أدى لمقتله على الفور. كما أُصيب شقيقه زكريا بجروح خطيرة وشاب مدني يدعى مجد غازي الغزاوي برصاص طائش ما أدى لمقتله.

اندلعت الاشتباكات بين مجموعة "حسام الحلقي" ومجموعة "وائل الغبيني"، واتُهمت المجموعة الأخيرة بتنفيذ عملية الاغتيال. تم استخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة مثل الرشاشات وقواذف "أر بي جي"، وأغلقت مجموعة الغبيني بعض الطرق الفرعية في الحي الجنوبي، بينما يتمركز أفراد مجموعة الحلقي في الحي الغربي.

وكانت المجموعتان سابقًا تعملان ضمن تكتل واحد في قتال تنظيم الدولة "داعش" وقتل زعيمه في أكتوبر 2022، إلا أن خلافات نشبت بينهما لاحقاً يعتقد البعض أنها بسبب محاولة القيادات زيادة نفوذهم واحتكار الطرقات، بينما يرى آخرون أن أجهزة النظام الأمنية سعت لإحداث شقاق بين المجموعتين لضرب النسيج الاجتماعي وإحداث اقتتال عشائري.

ويبدو أن التوصل إلى حل تهدئة صعب للغاية، مع رفض الطرفان الوصول إلى حل يقبله الأخر، حيث يرى نشطاء أن كل طرف يرى أن الحق معه والآخر هو المخطئ، ويحمل كل منهما ما يحدث للأخ، فيما أشار النشطاء أن ما أوصل الأمور لهذه النقطة، هي أحداث سابقة من عمليات إغتيال متبادلة نفذها الطرفان ضد بعضهما، أفضت أكثر من مرة لمعارك عنيفة ومن ثم تهدئة على أمل التوصل لحلول تصطدم بوضع الطرفين لعوائق كثيرة للحل، وفيما يبدو أن هذه المرة بات من الصعب التوصل لحلول مع رفض الكثير من الوجهاء والجهات الفاعلة في محافظة درعا للتدخل.

فيما يحذر نشطاء من أن تتوسع الإشتباكات لتظطر عائلات أخرى الانحياز لطرف ضد الآخر، ما يعني شلال دماء سيأتي على جميع عوائل مدينة جاسم، وقد تتوسع أكثر من ذلك إلى مدن وبلدات وقرى محافظة درعا، إذا ما استمر تجاهل ضرورة وقف إطلاق النار والجلوس للتفاوض.

وإلى أن يجلس الطرفان ويتفقان على وقف إطلاق النار بشكل مبدئي، للتوصل إلى حلول ترضيهما، يعيش المدنيون والمدينة حالة من الشلل تمنعهم من ممارسة حياتهم بشكل كامل، حيث تشهد الأحياء حركة نزوح وهروب من المدينة، وسط توسع دائرة العنف واستخدام أسلحة جديدة، فيما يقف بشار الأسد من قصره ضاحكا مسرورا.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 
الكلمات الدليلية:

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ