تحقيق لـ "الشبكة السورية" يؤكد مسؤولية القوات الأردنية عن مجـ ـزرة عُرمان بريف السويداء
أصدرت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" اليوم، تقريراً بعنوان "تحقيق يثبت مسؤولية القوات الأردنية عن قصف بلدة عُرمان بريف السويداء وقتل 10 مدنيين سوريين بينهم طفلتان و5 سيدات في 18/ كانون الثاني/ 2024" وأشارت إلى أن النظام السوري المتورط بتصنيع الكبتاغون يخفي مستودعاتها في أماكن مدنية مما يهدد حياة المواطنين السوريين.
وأوضح التقرير أنه سعى من جهة إلى توثيق مجزرة وقعت بحق مدنيين في 18/ كانون الثاني/ 2024، إثر هجوم جوي نفذه طيران ثابت الجناح قادم من الأراضي الأردنية ورجّح تبعيته للجيش الأردني على بلدة عرمان بريف محافظة السويداء الجنوبي، تحت ذريعة مكافحة تجار الكبتاغون والمخدرات.
ومن جهة ثانية حمَّل التقرير النظام السوري مسؤولية إخفاء تجار المخدرات السوريين وغير السوريين بين المدنيين من أبناء الشعب السوري، خاصةً وأن المناطق الخاضعة لسيطرته وبرعاية منه، وبالتنسيق مع حزب الله اللبناني والميليشيات التابعة لإيران، قد أصبحت أكبر مصدر للكبتاغون في العالم.
قال التقرير إن عمليات تهريب المخدرات عبر الحدود من الأراضي السورية إلى الأردن اتخذت منحاً تصاعدياً منذ بداية كانون الأول/ 2023، وترافقت مع قيام مجموعات المهربين المسلحين بأسلحة خفيفة ومتوسطة ومتفجرات، بمهاجمة عناصر حرس الحدود الأردني والاشتباك معها.
ومنذ 1/ كانون الأول/ 2023 حتى 19/ كانون الثاني/ 2024 أعلن الجيش الأردني عن إحباطه 8 عمليات تهريب مخدرات عبر الأراضي السورية، بعد اندلاع اشتباكات بين عناصر حرس الحدود الأردنية ومهربي المخدرات، بعض من هذه العمليات كانت الاشتباكات فيها عنيفة واستمرت عدة ساعات وأسفرت عن قتلى وجرحى من الطرفين.
سجل التقرير في المدة التي تصاعدت فيها عمليات تهريب المخدرات تعرض مناطق في جنوب سوريا على الحدود السورية الأردنية لهجمات جوية مصدرها طائرات ثابتة الجناح، رجح أنها قادمة من الأراضي الأردنية، وثق التقرير منذ 18/ كانون الأول/ 2023 حتى 19/ كانون الثاني/ 2024 ما لا يقل عن 4 عمليات قصف جوي نفذها طيران ثابت الجناح رجح تبعيته للجيش الأردني، حيث في كل مرة كان الطيران يشن عدة غارات تستهدف مدن وبلدات معظمها بريف محافظة السويداء، وقد تسببت عمليات القصف هذه في مقتل ما لا يقل عن 18 مدنياً، بينهم 4 أطفال، و7 سيدات (أنثى بالغة).
أوضح التقرير أن بلدة عرمان تقع في ريف محافظة السويداء الجنوبي بالقرب من الحدود الجنوبية لسوريا وتتبع لناحية صلخد، تبعد عن مدينة السويداء -مركز المحافظة- قرابة 40 كم باتجاه جنوب شرق، وتبعد عن الحدود السورية الأردنية قرابة 24 كم، وتخضع في الوقت الحالي لسيطرة قوات النظام السوري.
وذكر أن عناصر حزب الله اللبناني أو الميليشيات الإيرانية لا توجد في البلدة، ولا توجد مراكز تصنيع الكبتاغون أو المخدرات فيها، ولكنها بحسب مصادر محلية وروايات بعض السكان تُعد كنقطة مرور لجماعات التهريب، ويبرز فيها المدعو فارس صيموعة، اعتقد التقرير أنه من أبرز أسماء تجار المخدرات في المنطقة، حيث كان شريكاً لمرعي الرمثان الذي قُتل بهجمات جوية أردنية في 8/ أيار/ 2023.
وبحسب شهادة بعض أهالي البلدة فإن الصيموعة قد غادر مع أفراد أسرته المزرعة التي كان يقطنها والتي تضم مستودعاً، اعتقد التقرير أنه لتخزين الكبتاغون، غادر قبل قرابة ساعة من تعرضها لهجوم جوي، رجح التقرير أنه من القوات الأردنية في 8/ كانون الثاني الحالي، وهو الهجوم الوحيد الذي تعرضت له البلدة قبل الهجوم الذي وقع في 18/ كانون الثاني وتسبب بمجزرة.
ذكر التقرير أن طيران ثابت الجناح قادم من الأراضي الأردنية، رجح أنه تابع للجيش الأردني شنَّ غارتين بالصواريخ على بلدة عرمان يوم الخميس 18/ كانون الثاني/ 2024، استهدفت الصواريخ موقعين في البلدة؛ وتسببت في مقتل 10 مدنيين، بينهم طفلتان و5 سيدات. الموقع الأول: سقط صاروخ واحد على الأقل على منزل في الجهة الشرقية من بلدة عرمان، يقطن به عمر طلب وعائلته؛ ما تسبب في مقتل 3 مدنيين، بينهم سيدتان، إضافةً إلى دمار كبير في المنزل ومحيطه.
أما الموقع الثاني: سقطت صواريخ يرجح أنّ عددها اثنان وسط بلدة عرمان، أصاب أحدها بشكل مباشر منزلاً مكوناً من طابقين، يقطن به كل من نزيه الحلبي وعائلته وتركي الحلبي وعائلته؛ ما تسبب بمجزرة راح ضحيتها 7 مدنيين، بينهم طفلتان و3 سيدات، وإصابة سيدة أخرى بجراح، إضافةً إلى دمار المنزل بشكل شبه كامل، كما أسفر القصف عن دمار كبير أصاب بعض المنازل المحيطة.
قال التقرير إن النظام السوري نظام شديد المركزية ولا يمكن أن تجري عمليات تصنيع للكبتاغون بهذا الحجم في المناطق التي يسيطر عليها، دون موافقة وإدارة مركزية منه، ومن غير المعقول محاربة تهريب الكبتاغون بالتعاون مع الجهة التي تصنع الكبتاغون.
وأضاف أن النظام السوري وحزب الله اللبناني والميليشيات التابعة لإيران تتحمل مسؤولية إخفاء تجار ومستودعات الكبتاغون والمخدرات بين صفوف المدنيين من أبناء الشعب السوري، مما يهدد حياة أسرهم ويهدد حياة الأهالي المقيمين بالقرب منهم. كما تتحمل القوات الأردنية مسؤولية مقتل المدنيين بمن فيهم الأطفال ويجب عليها الاعتراف بالمسؤولية والاعتذار من الضحايا وتعويض أسرهم، واحترام مبادئ القانون الدولي.
أوصى التقرير مجلس الأمن الدولي بإصدار قرار يُلزم النظام السوري بوقف تجارة وتصدير المخدرات والكبتاغون، ويفرض عليه عقوبات أممية صارمة في حال عدم الالتزام. وطالب المجتمع الدولي بالتحرك ضد النظام السوري وحزب الله اللبناني والميليشيات التابعة لإيران بكل الأساليب الممكنة، لأن إنتاج الكبتاغون والمخدرات خطر يهدد شعوب العالم أجمع، وبشكل خاص الشعب السوري. كما طالبه بدعم المنظمات العاملة في مجال مكافحة تجارة الكبتاغون، والتنسيق والتعاون معها.