صحيفة تركية تستبعد فتح الباب أمام أي حل سياسي في سوريا خلال عام 2024
قالت صحيفة "حرييت" التركية، في تقرير لها، إنها تستبعد فتح الباب أمام أي حل سياسي في سوريا خلال عام 2024، معللة ذلك بالانتشار الكبير للجهات الدولية الفاعلة والهياكل التنظيمية المسلحة، التي تسعى جميعها إلى تحقيق مصالح "مختلفة إلى حد ما"، وفق تعبيرها.
وقالت الصحيفة، إنه من غير المستغرب أن محاولات إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا بقيادة الأمم المتحدة لم تحقق أدنى تقدم منذ سنوات، ولفتت إلى أن الحل لا يبدو في المتناول ما لم يتم التوصل إلى تسوية مفاجئة بين اللاعبين الرئيسيين، أو تغيير جذري من شأنه أن يبدل التوازنات على الأرض.
وبينت أن "بشار الأسد" لا يملك على أرض الواقع، القدرة على تحقيق أهدافه، بالسيادة على "منطقة من أراضي البلاد لا يمكن الاستهانة بها من حيث المساحة"، وحذرت الصحيفة من أن الحرب في غزة بين إيران وإسرائيل "لديها القدرة على الظهور في سوريا أيضاً"، لافتة إلى التوترات التي قد تنشأ إذا خرج الصراع بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة في سوريا عن نطاق السيطرة، ستؤدي حتماً إلى إزعاج تركيا بشكل خطير.
وكان قال "هاكان فيدان" وزير الخارجية التركي، إن تركيا تعمل على منع نشوب أي صراع جديد بين النظام وفصائل المعارضة في سوريا، مستندة في ذلك إلى الاتفاق المرتبط بمسار "أستانة" بين الدول المعنية (تركيا وروسيا وإيران).
وأوضح فيدان في لقاء على قناة “NTV” التركية، أن مسألة الاتصال مع نظام الأسد هي دائمًا مسألة ذات أبعاد مختلفة، ويمكن أن تكون مباشرة أو غير مباشرة، وعلى مستويات مختلفة، متحدثاً عن أولويات تركيا في منع الصدام من جديد بين النظام والمعارضة.
ولخص الوزير هذه الأولويات في (منع موجات هجرة جديدة، وعدم وجود صراع يدفع نحو "نسيان الكراهية لدى الجانبين"، كما يمكن أن يظهر موقف سياسي تجاه السلام وبناء المستقبل) وفق تعبيره.
وأكد الوزير أن "حزب العمال الكردستاني" (PKK) يأخذ من جميع أنواع الصراعات فرصة لنفسه، بالتالي فإن انخراط تركيا في أنشطة دبلوماسية مكثفة لمنع حدوث صراع يخدم حرب تركيا على “PKK”، وأوضح أن هناك “جهدًا لا يصدق على الجانب الاستخباراتي والعسكري لحل المعادلة بهذه الطريقة”.
وسبق أن قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في كلمة خلال مناقشة موازنة وزارة الخارجية لعام 2024 في البرلمان، إن تركيا ملتزمة التزاما كاملا بسلامة الأراضي السورية ووحدتها السياسية.
وشدد الوزير على أن تركيا ستواصل مكافحة التنظيمات الإرهابية في سوريا وفي مقدمتها "بي كي كي/ واي بي جي"، وقال إن تركيا تولي أهمية لمنع تدفق المهاجرين إليها انطلاقا من سوريا، وتمهيد الطريق أمام عودة السوريين في تركيا إلى بلادهم بشكل طوعي.
وجدد دعم أنقرة مسار الحل السياسي في سوريا، وفي مقدمته قرار مجلس الأمن الدولي لضمان السلم الأهلي في هذا البلد، وبين أن تركيا "نواصل جهودنا ميدانيا وعلى الطاولة بما يتماشى مع هذه الأهداف، كما نواصل نضالنا لمنع قيام دولية إرهابية في شمال سوريا".
وأشار الوزير فيدان في وقت سابق، إلى أن تركيا ستواصل التأكيد لمحاوريها وخاصة الولايات المتحدة أن دعم تنظيمي "بي كي كي/ واي بي جي/ قسد" الإرهابيين تحت عباءة مكافحة تنظيم "داعش" يعد خطأ استراتيجيا.