صحيفة فرنسية : "بشار الأسد" يستغل الحرب في أوكرانيا لاستعادة مكانته دولياً
قالت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، في تقرير لها، إن "بشار الأسد"، يستغل الحرب الروسية على أوكرانيا لاستعادة مكانته دولياً، في وقت لم تعد تركيا وبعض الدول العربية والأوروبية تنظر إليه باعتباره "منبوذاً" دولياً، وفق تعبيرها.
واعتبرت الصحيفة، أنه من المفارقات أن مسألة إعادة تأهيل الأسد عادت إلى الواجهة مرة أخرى بفضل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أحد "ألد أعدائه" منذ عام 2011، ولفتت إلى أن دول المنطقة التي أعادت التواصل مع النظام قبل تركيا، "لم تستطع التباهي بنتائج سياستها"، بما في ذلك الأردن، الذي وجد نفسه أمام مشكلة غير متوقعة، تمثلت بفتح ممر لتهريب المخدرات من سوريا.
وبينت الصحيفة، أن إغراء إعادة التواصل مع النظام لا يزال مستمراً، بما في ذلك لدى بعض الدول الأوروبية، تارة باسم السوريين، وتارة أخرى بهدف وضع أنفسهم في أسواق إعادة إعمار البلاد.
وخلصت الصحيفة، إلى أن كل المبادرات الدبلوماسية تأتي لتأكيد المأزق السوري الذي ما زال الأسد يجسده، موضحة أن الدول التي تضغط من أجل التطبيع معه والتي ترفض إعادة تأهيله، تفتقر إلى الحجج لتبرير سياستها، ولا تستطيع إقناع السوريين بأنها تحاول إنقاذهم.
وسبق أن قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، إن فرنسا تعترض على "البربرية والوحشية" في سوريا، مؤكدة أن بلادها لن تطبع علاقاتها مع نظام أدين مجدداً الأسبوع الماضي بشن هجوم بالأسلحة الكيميائية في مدينة دوما 2018.
وأوضحت في مقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط"، أن النظام السوري لا يزال يرفض مفاوضات أسس السلام المستدام التي طرحت في قرار مجلس الأمن الدويل رقم 2254، واعتبرت المسؤولة الفرنسية، أن أسباب العرقلة توجد في دمشق وليست في باريس.
ولفتت كولونا، إلى أن تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الأخير أثبت مجدداً أن نظام الأسد "لم يتردد في استخدام غاز الكلور ضد المدنيين"، وبينت إلى أن النظام السوري وحلفاءه "يضطلعون بقوة" بالاتجار في المخدرات بصورة مطردة، ما يمثل مصدراً مهماً لعدم الاستقرار في المنطقة، داعية لإيجاد حل سياسي لأجل الأمن المشترك.
وشددت كولونا، على اهتمام فرنسا بالشعب السوري على عكس بشار الأسد "الذي عانى على مدى 12 عاماً أشد المعاناة"، مؤكدة على مواصلة دعمها تلبية لاحتياجات الشعب السوري الطارئة.
وسبق أن أدانت "الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا"، في بيان مشترك، "بأشد العبارات"، استخدام النظام السوري المتكرر للأسلحة الكيماوية، وأكدت التزامها بمحاسبة مرتكبي جميع الهجمات بالأسلحة الكيميائية في سوريا وخارجها.
وطالب وزراء خارجية "الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا"، روسيا بالكف عن حماية النظام من المساءلة عن استخدامه للأسلحة الكيميائية، بعد إدانته بهجوم دوما الكيماوي في نيسان (أبريل) 2018، واعتبر البيان أنه "لا يمكن لأي قدر من المعلومات المضللة الصادرة عن الكرملين، إخفاء يد روسيا في تحريض نظام الأسد".