"شَبّيحة بعواطف خلبّية" .. "قارب الموت" يكشف كذبة التعاطف مع "الضحية" من قبل مؤيدي "الجلاد"
أبدت عدة شخصيات داعمة للأسد تعاطفها الإعلامي عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع ضحايا حادثة غرق مركب يقل لاجئين قبالة السواحل السورية، دون الإشارة إلى رأس النظام المسبب الرئيس بهذا الكارثة، ويأتي ذلك تكرارا لعدة حوادث حاول الموالين خلالها تصدير التعاطف إلا أن تأييد نظام الأسد يحبط كافة المؤشرات على صدق هذه المشاعر الوهمية تجاه العديد من القضايا المماثلة في سوريا والمنطقة.
وبعد التحريض المباشر على إبادة السوريين الذين ثاروا على نظام الأسد ومساهمته في إنتاج براميل الموت، نشر "فارس الشهابي"، رئيس غرف الصناعة السورية لدى نظام الأسد، منشورا جاء فيه قوله إن "الإرهاب لا يقتل الأمل، الحصار لا يقتل الأمل، الفقر لا يقتل الأمل، وحده الفساد من يزرع اليأس ويقتل الأمل"، تعليقا على حادثة غرق المركب.
وأما "نهلة عيسى"، صاحبة السجل التشبيحي الكبير كتبت منشور مليء بالعاطفة التي لم تظهر في صور قيصر ولا مجزرة التضامن التي بررتها بأنها أخطاء طبيعية، وقالت إن "كل الطيور قبل أن تهاجر، تترك تحت وسائد من تغادرهم رسائل وداع أغنيات، عدا طيور بلادنا، عندما تغادر مكرهة تترك في قلوبنا الحصى، فهي تموت وهي تغادر، لأنها وهي في بلادنا نسيت معنى الغناء، والمأساة أنها لا تجيد الرحيل".
في حين نشر بوق النظام الإعلامي "شادي حلوة"، أرسل "تحية للنخوة والشهامة أهل طرطوس أهل ارواد"، ونوه أنه "يقصد بضحية الجشع هم تجار البشر المهربين"، وأما زميله بالتشبيح "رضا الباشا"، مراسل قناة الميادين الإيرانية قال: "امواج البحر ارحم من نير الفساد وتجبر الفاسدين، فالبحر يقتلنا مرة واحدة، أما الفساد يقتلنا كل يوم ألف مرة، فلا تسألون لماذا اختاروا البحر".
وذكرت المذيعة في تلفزيون النظام "نجلاء السعدي"، أنه "من القدر جعل من وطننا شاطئا للأحزان حتى البحر تآمر علينا"، ولم توفر "هناء أحمد"، المراسلة الحربية هذه الفرصة للتعبير عن التعاطف فيما قالت الإعلامية التشبيحية "ندى عرب" المقربة من شخصيات أمنية بحمص إن المآسي ما زالت تتوالى
170 مهاجر لبناني وسوري على قارب الموت.
وحمل "جهاد بركات"، متزعم ميليشيات لدى النظام
تركيا وقطر وإسرائيل وعزرائيل، مسؤولية غرق القارب، قائلا: "لماذا لا نبحث عن أسباب ما مررنا به من أزمات وفقر وجوع وهجرة وموت منذ 11 سنة؟ ولماذا نتهم الحكومة دائماً وننسى من أوصل البلاد والعباد الى هذا الحال؟"، وفق تعبيره.
وأضاف في محاولات لتنصل نظامه من المسؤولية، "أليس من حمل السلاح ضد جيش بلاده شريك، أليس من يفرح عندما تقصف مناطقنا من عدو غاشم حاقد هو شريك، الخونة والعملاء والعصابات الأرهابية والدول الداعمة هم شركاء، من سبب قوارب الموت اليسوا هم قوارب الموت ليسوا في البحر فقط وإنما أيضاً في البر، الموت غرق وجوع وحروب ومازال قانونهم قيصر يلاحقنا، ابحثوا دائماً عن المسببات وإياكم والنسيان"، حسب كلامه.
هذا وتصاعدت ردود وتعليقات حول غرق مركب يقل لاجئين ما أدى إلى وفاة وإصابة وفقدان العشرات، وقالت مصادر لبنانية إن المركب كان يتجه إلى إيطاليا، ويحمل نحو 150 مهاجراً من اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين، وانطلق من شمال لبنان ووفقاً للأمم المتحدة، غادر أو حاول ما لا يقلّ عن 38 زورقاً يحمل أكثر من 1500 شخص مغادرة لبنان عن طريق البحر منذ 2020.
ويذكر أن إعلام النظام والعديد من الشخصيات الموالية يتفاعلون مع العديد من الحوادث المحلية مثل انهيار المباني الآيلة للسقوط دون الإشارة إلى وقوف نظام الأسد خلف هذه الحوادث والقضايا بشكل مباشر سواءا بعمليات القصف التي أدت إلى انهيار المباني أو البناء الحديث عبر قضايا فساد يقوم نظام الأسد برعايتها بشكل مباشر.