سابقة من نوعها ومؤشرات على منافسة روسيا.. إيران تحيي مناسبات فارسية بجامعة دمشق
أعلنت ما يسمى بـ"المستشارية الثقافية الإيرانية"، التابعة للسفارة الإيرانية بدمشق عن إقامة احتفالاً خاصاً بمناسبة ليلة يلدا "شب يلدا"، بحضور طهران لدى نظام الأسد "حسين أكبري"، وعميد كلية الآداب بجامعة دمشق "عدنان مسلم"، وغيرهم.
وقالت المستشارية إن الحفل أقيم بالتعاون مع قسم اللغة الفارسية بجامعة دمشق، واعتبر مسؤولين لدى النظام أن هذه الاحتفالات تعمق العلاقات الثقافية ما بين النظامين السوري والإيراني.
وصرح السفير الإيراني لدى نظام الأسد أن إقامة مثل هذه المناسبات تؤكد على قوة واستراتيجية العلاقات بين الطرفين، معتبرا أن "ليلة يلدا تحمل معاني الخير والمحبة والصمود التي دأب عليها الإيرانيون منذ القدم"، وفق تعبيره.
وأشاد مسؤولين لدى النظام بينهم حسام سلامة رئيس قسم اللغة الفارسية بجامعة حلب بأهمية ليلة يلدا في الثقافة الإيرانية، وكذلك تحدث مندوبين من جامعات إيرانية إلى جامعة دمشق، عن ليلة يلدا وطريقة تحضير سفرة يلدا وما تحمله من معاني.
وإلى ذلك تعزل أحد عضو الهيئة العلمية في جامعة دمشق بما قال إنها "جمالية اللغة الفارسية ولاسيما شعر الغزل الذي تمتاز به أشعار حافظ"، وتخلل الحفل توزيع جوائز على المتفوقين في اللغة الفارسية في مناطق سيطرة النظام.
وحسب موسوعة "ويكيبيديا"، الرقمية فإن شب يلدا، وتعني "ليلة يلدا"، هي أطول ليلة في السنة يحييها بعض الأقوام منذ آلاف السنين، ففي إيران والبلدان التي تتقاسم معها نفس الثقافة يُطلق على أول ليلة من فصل الشتاء وهي التي تتزامن مع ليلة الانقلاب الشتوي و"يلدا" كلمة سريانية تعني "ولادة الشمس".
وقالت مصادر صحفية إن هذا الاحتفال يعد "سابقة لم تعهدها الجامعات السورية الحكومية"، ولم يسبق أن شهدت جامعة دمشق فعاليات ثقافية احتفالية بالأعياد الدينية والقومية السورية، وقالت إن مساعي إيران للتغلغل في المجتمع السوري ليست جديدة.
وتطرقت إلى تنافس إيراني روسي في سياق الغزو الفكري والثقافي للمجتمع السوري، برعاية من رأس النظام الإرهابي "بشار الأسد"، وأقيم مؤخرا معرض الفن التشكيلي الذي أقامته المستشارية الثقافية الإيرانية، بالتعاون مع كلية الفنون الجميلة بدمشق، بعنوان "الخميني في مرآة الفن السوري".
هذا وزادت إيران نشاطها في نشر ثقافتها، عبر التمدد نحو التعليم الحكومي، لا سيما التعليم العالي، وتمكنت خلال السنوات السبع الأخيرة من افتتاح مراكز لتعليم اللغة الفارسية في الجامعات الحكومية، كما عقدت اتفاقيات عدة خاصة بالتعليم، وجرى افتتاح مدارس وجامعات إيرانية في سوريا.
وكانت نقلت وكالة أنباء "فارس"، الإيرانية، تصريحات عن رئيس جامعة طهران "محمد مقيمي"، قال فيها إن الجامعة الإيرانية، تستعد لمنح رأس النظام الإرهابي "بشار الأسد"، دكتوراه فخرية خلال زيارته المقبلة لإيران، دون أن يحدد موعد هذه الزيارة.
وأعلن المسؤول الإيراني عن الاستعداد لافتتاح فرع لجامعة طهران في دمشق، واعتبر أن "بشار الأسد"، "هو بطل للمقاومة ويحظى دوما باحترام الجامعيين الإيرانيين"، وجاء ذلك على هامش اجتماعه مع نائبة وزير التعليم العالي لدى نظام الأسد فاديا ديب، التي تزور إيران.
وفي إشارة إلى توجيهات إيرانية وأوامر للنظام السوري بزيادة نفوذها في قطاع التعليم في مناطق سيطرة النظام، أشار "مقيمي"، إلى مستوى العلاقات العلمية والاكاديمية بين النظامين السوري والإيراني ليست مرضية ويجب رفع مستواها، وأعرب عن أمله في انطلاق حركة جديدة في التعليم العالي بين إيران ونظام الأسد.
وأضاف أن جامعة طهران مستعدة لوضع قدراتها في خدمة التطوير العلمي لسوريا ومساعدة الجامعات السورية لأننا نؤمن بأن تنمية وتطور سوريا هو تنمية وتطور لإيران، وقال انه يوجد هناك ايضا اتفاقية سابقة لافتتاح قسم للغة والأدب الفارسي في جامعة دمشق.
وقدر بأن هناك حاليا 124 طالبا جامعيا سوريا يدرسون في جامعة طهران ونحن نقول لهم بأن يعتبروا ايران بلدهم الثاني دوما، وان جامعة طهران مستعدة لاستضافة عدد أكبر من الطلبة الجامعيين السوريين ومنح زمالات دراسية لهم.
واعتبر بأن هناك عددا كبيرا من السوريين يريدون متابعة الدراسة في جامعة طهران لكن التكاليف الباهظة تعرقل طموحهم ولذلك نحن مستعدون لافتتاح فرع في سوريا عبر نظرة استراتيجية لتمكين عدد أكبر من الطامحين لمتابعة دراساتهم العليا في داخل بلادهم.
وكان وصل وفد إيراني إلى "جامعة البعث"، في حمص لتوقيع اتفاقية تعاون علمي في حدث يتكرر في سياق تعزيز النفوذ الإيراني في مناطق سيطرة النظام والتي تشمل اتفاقيات بغطاء التعليم سعياً من إيران لبسط سيطرتها على أهم القطاعات في سوريا.
هذا وكشفت مصادر إعلامية تابعة للنظام عن توقيع ما قالت إنها "اتفاقية تعاون" بين جامعة دمشق من جهة وجامعة إيرانية تسمى "أهل البيت"، وذلك في سياق زيادة النفوذ الإيراني في قطاع التعليم بدواعي التبادل الثقافي بين الطرفين.