قادة ميليشيات بينهم ماهر الأسد.. "البعث" يكرر مسرحية الانتخابات ويجدد لـ "بشار" بـ"الإجماع"
قادة ميليشيات بينهم ماهر الأسد.. "البعث" يكرر مسرحية الانتخابات ويجدد لـ "بشار" بـ"الإجماع"
● أخبار سورية ٥ مايو ٢٠٢٤

قادة ميليشيات بينهم ماهر الأسد.. "البعث" يكرر مسرحية الانتخابات ويجدد لـ "بشار" بـ"الإجماع"

قالت وسائل إعلام تابعة لنظام الأسد، إن ما يسمى بـ"اللجنة المركزية" التابعة لـ"حزب البعث" عقدت اجتماعا موسعا أمس السبت 4 أيار/ مايو، تمخض عنه إعادة رأس النظام الإرهابي بشار الأسد، أميناً عاماً للحزب بـ "الإجماع" وفق جريدة الحزب الرسمية.

وزعم رأس النظام على هامش الاجتماع في قصر المؤتمرات بدمشق أن "حزب البعث تبنى منذ تأسيسه الوقوف إلى جانب الكادحين"، في وقت كشفت القوائم الواردة عن اختيار وفوز عدد من قادة ميليشيات في صفوف جيش النظام بينهم ماهر الأسد، متزعم الفرقة الرابعة لدى نظام الأسد.

وتداول بعثيون موالون للنظام كثير من منشورات التهنئة على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط احتفالات عارمة ترافقت مع هذه المسرحية الانتخابية المفضوحة، واعتبروها تجسد الديمقراطية وحرية التعبير ونزاهة الانتخابات المزعومة إلا أن النتائج لم تخفي حقيقة هذه المسرحية المتكررة.

بالمقابل انتقد البعض من الموالين هذه الانتخابات بطريقة غير مباشرة حيث استغرب الصحفي هاني هاشم، من عدم فصل السلطة عن حزب البعث وتكرار انتخاب بشار القيادة المركزية لحزب، إلا أن الصحفي يبدو أنه استند في منشوره على صفحة مزورة تنتحل صفة لونا الشبل مستشارة رأس النظام روجت لهذا الخبر قبل أيام.

وتشير قوائم أعضاء اللجنة المركزية المقترحين من قبل رأس النظام بوصفه أمين الحزب، إلى وجود اسم ماهر الأسد متزعم الفرقة الرابعة، وعلي عباس، وزير الدفاع، ضمن 45 شخصية من مسؤولي النظام الأكثر تشبيحا، منهم "فيصل المقداد، بسام الصباغ، حسين عرنوس، حمودة صباغ، زياد غصن" وغيرهم.

ومن بين الأسماء الواردة في قوائم الحزب فاضل محمد وردة، قائد مركز الدفاع الوطني في سلمية بريف حماة، وباسم سليمان سودان، قائد ميليشيات كتائب البعث لدى نظام الأسد، وعمر العاروب، الذي يتزعم نائب قائد في ميليشيا كتائب البعث، وحاز العميد المتقاعد أحمد إبراهيم خليل، على المرتبة الأولى على مستوى حماة.

يُضاف إلى ذلك خالد وليد أباظة، قائد ميليشيات فوج الجولان، والعميد خليل سليم ملا، الرئيس السابق لفرع أمن الدولة بحلب، ومحمد كاتبي، رئيس منظمة طلائع البعث، وسبق أن وردت أسماء قادة ميليشيات في انتخابات مجالس الإدارة والبرلمان.

وكشفت مصادر مقربة من نظام الأسد عن دعوة العشرات من قادة ميليشيات الأسد ومجرمي الحرب لحضور الاجتماع كونهم من منتسبي الحزب، مثل العميد المتقاعد حسين علوي خسارة، أحد كوادر ميليشيات الدفاع الوطني وعدد من المسؤولين مثل من الوزراء والمحافظين وأعضاء البرلمان وغيرهم.

إلى ذلك تداول موالون قوائم صادرة عن حزب البعث، تضم 80 شخصية أبرزهم، نضال مهنا، حكمت العزب، عبد الرحمن الخطيب، جمال القادري، صفوان أبو سعدى، صقر الغضبان، أيمن محمد ملندي، عبد الحليم خليل، رفيق نوفل، لؤي صيوح، محمود زنبوعة، عمار ساعاتي.

وهي المرة الأولى التي يتم بها اختيار القيادة عَبْر الانتخاب، وكانت بالسابق تتم من خلال نظام يُسمَّى الاستئناس الحزبي، وهو عبارة عن نظام تزكية من القيادة إلى القواعد لأشخاص معينين يتم بعدها انتخابهم من القواعد، ثم تقوم القيادة بالتصديق عليهم وتسميتهم بمناصب قيادية بالحزب.   

وقلل "مركز جسور للدراسات"، من أهمية انتخابات حزب البعث عام 2024 التي وصفها بشار الأسد بالمفصلية والمهمة، وقال إنه لا يبدو أنها ستأتي بمفاجآت وبتغيير حقيقي؛ فلن تكون هناك قيادة جديدة للبعث بدون الأسد بل مجرد تغيير لبعض الوجوه القديمة وتصوير ذلك بالعرس الانتخابي والديمقراطي.

وأوضح المركز في تقرير له، أنّ هذه الانتخابات لاتبدوا أنها جاءت استجابةً أو تنفيذاً لمطالب دولية مفروضة إنما خُطوة استباقية من نظام يشعر بعودة ميزان القُوَى لصالحه لمواجهة استحقاقات قد تكون قادمة ليست راهنة ضِمن عملية إعادة التطبيع معه.   

وربطت صحيفة "العربي الجديد"، بين انتخاب قيادة جديدة لحزب البعث وخطة روسية لإصلاح أجهزة الأمن لدى نظام الأسد ورأى مصدر مقرب من مركز القرار في حزب "البعث" أن رأس النظام تقصد ذكر كلمة "الحاكم" أكثر من مرة في خطابه مؤخراً، بهدف التأكيد على بقاء الحزب في قيادة الدولة والمجتمع في المرحلة المقبلة، "ولكن ضمن منظومة عمل جديدة، بالشكل التنظيمي والممارسة والأهداف".

وفي أيلول/ سبتمبر 2022 أجرى نظام الأسد  "انتخابات أعضاء مجالس الإدارة المحلية"، وأعلن عدد من المرشحين ومعظمهم من رؤوس التشبيح ومن المقربين من نظام الأسد، تعرضهم للتهجم وثم الانسحاب وسط فوضى عارمة اعترت فصول المسرحية الانتخابية.

ويشمل هذه الانتخابات تزوير وفساد ومحسوبيات ضمن مسرحية الانتخابات المفضوحة، وينطبق ذلك على انتخابات مجالس الإدارة المحلية ومجالس المحافظات وفروع حزب البعث وأعضاء مجلس التصفيق ضمن مسرحيات متكررة، سبقها مسرحية الانتخابات الرئاسية التي جرت في أيار 2021 ونتج عنها فوز الإرهابي بشار الأسد، بولاية رئاسية رابعة لمدة 7 سنوات جديدة بنسبة 95% من الأصوات.

هذا ويعرف أن بشار الأسد، كرر اجتماعه مع حزب البعث وفي 2018 طرأت تغييرات شكلية على هيكلية حزب البعث حيث تم إلغاء تسمية القيادة القطرية، واستبدلت بلفظ القيادة المركزية، وتم استبدل منصب الأمين القطري الذي يشغله رأس النظام الإرهابي بشار الأسد، بمنصب الأمين العام.

والجدير بالذكر أنّ صفحات "حزب البعث"، تنشط في نشر صور وأقوال تعود إلى حافظ وبشار الأسد بشكل يومي فيما باتت تشكل التعليقات الواردة عليها موجة من التذمر مطالبة بأن تتطابق مع الأفعال التي لم يروا منها شيء، كما تعد تلك الصفحات مقصداً لبشيحة النظام لتمجيد النظام المجرم وإبراز الولاء له.

وكان كشف موقع مقرب من نظام الأسد عن قيام قيادة حزب البعث بطلب من كافة البرلمانيين ضمن ما يسمى بـ"مجلس التصفيق"، عدم انتقاد الحكومة بأي شكل من الأشكال خلال الوقت الراهن، ملمحا بعدم انتخابهم لمرة جديدة.

هذا وتأسيس "حزب البعث"، في أبريل/نيسان 1947، متخذا شعار "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة"، ويعرف عن "الحزب" الهيمنة على كل المشهد السياسي والاستفراد بالسلطة، وقام حافظ الأسد في 1970 بحركة انقلابية داخل الحزب سميت بحركة تصحيحية تسلم على إثرها قيادة الحزب، ولا يزال الإرهابي "بشار الأسد" يشغل منصب قيادة "الأمين العام" في "حزب البعث"، الذي طالما أثارت قياداته جدلا وسخرية واسعة خلال السنوات الماضية.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ