قادة المعارضة السورية في مرمى الانتقاد.. إشادة ومشاركة بـ "الديمقراطية التركية" فهل يقبلون تطبيقها ..؟
تواجه قوى المعارضة السورية بكافة أطيافها، سواء كانت (السياسية أو الدينية أو العسكرية)، انتقادات لاذعة، بعد سلسلة المواقف الأخيرة حيال الانتخابات التركية، وسلسلة البيانات والمواقف التي عبرت عنها تلك القوى، علاوة عن مشاركة فاعلة للمجنسين منهم، وتغنيهم بالديمقراطية التي يفتقدونها في الوصول لمناصبهم وفق تعليق المنتقدين.
وتداول نشطاء وفعاليات حقوقية وشعبية، تعليقات منتقدة لمواقف قوى المعارضة السورية، في التعاطي مع الانتخابات التركية التي تعبر شأن داخلي تركي، الأولى في قادة المعارضة بكافة أطيافهم الالتزام بحدود معينة في مواقفها في ذلك على أقل تقدير.
وقال المنتقدون، إن جل قادة المعارضة سواء كانت القيادة العسكرية أو السياسية كالائتلاف أو الحكومة المؤقتة أو المجلس الإسلامي وغيرهم، حاصلين على الجنسية التركية، وكان لهم مشاركة في الانتخابات، وتغني وإشادة بالديمقراطية، التي يفتقدونها في الوصول لمواقعهم التي يمثلونها.
وقال المحامي والناشط في مجال حقوق اللاجئين "طه الغازي"، إن قيادات وأعضاء مؤسسات المعارضة السورية ( الإئتلاف الوطني، الحكومة المؤقتة ) والهيئات و المنظمات واللجان الملحقة بها، شاركوا في الإنتخابات الرئاسية و البرلمانية التركية (ممن حصل منهم على الجنسية التركية).
ولفت إلى أن هؤلاء (في تركيا) يؤمنون بقيم الديمقراطية و بحرية التعبير عن الرأي وحق الشعوب في تقرير مصيرها واختيار من يمثلها سياسياً وبرلمانياً، لكن بالمقابل هؤلاء هم أنفسهم من يجثم على صدور المجتمع السوري منذ أعوام رغم فسادهم و فشلهم، وهؤلاء هم من وأدوا حرية المجتمع وفرضوا أنفسهم على مؤسسات باتت لا تمثل السوريين".
وأضاف الغازي أن "هؤلاء هم من كانوا / ما زالوا رافضين لأي عملية انتخاب ( أو حتى استفتاء) تقترن بمدى موافقة ورضى المجتمع السوري على توليهم لمناصبهم ومراكزهم الوظيفية، كما أن هؤلاء هم من سيتم توليتهم علينا في الأمد القريب بعد أن يجتمعوا و يضعوا قدماً لهم في حكومةٍ إئتلافية مع نظام الأسد".
وقال: "من شارك اليوم من هؤلاء في الإنتخابات، هل سيجرؤ على مواجهة موقف ورأي المجتمع السوري من المؤسسة التي يمثلها إن كان إئتلافاً أو حكومة موقتة أو حتى مجرد منظمة مجتمع مدني"، مستدركاً بالقول: "إن كانوا لايؤمنون بحريتنا في تقرير مصيرنا، فمن نصّبهم علينا أولياء على ثورتنا و قضيتنا".
وأشار الناشط الحقوقي إلى أن "معظم هؤلاء شارك ونشر صوره التي التقطها في المراكز الانتخابية والابتسامة بادية على محياه، مقرناً صورته بتعابير منمقة عن الديمقراطية وحرية التعبير، في الوقت الذي ما زال يصمّ مسمعه عن أصوات السوريين المشردين التي تطالبه بالإستقالة منذ سنوات".
وشاركت نسبة كبيرة من السوريين الحاصلين على الجنسية التركية يوم الأحد 14 أيار، في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية، في أول تجربة انتخابية حرة وفق تعبير الكثير منهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتداول العشرات من السوريين الحاصلين على الجنسية التركية، صوراً لإدلاء أصواتهم في الانتخابات التركية، وعبروا فيها عن سعادتهم بممارساتهم حقهم الانتخابي بشكل ديمقراطي وحر ونزيه.
ولاقت ردود الأفعال أصداء كبيرة لدى السوريين بشكل عام، معبرين عن سخطهم لسياسة الحزب الواحد والانتخابات الصورية التي كانت تمارس في سوريا طيلة عقود من الزمن على عهد آل الأسد من الأب حافظ إلى الابن بشار، ونسب النجاح التي كانت تصل لـ 99%.