مسؤول في العمال الكردستاني يشيد بدور حزبه بحماية نظام الاسد "تركيا حاولت استخدامنا"
أشاد "مراد قره يلان" عضو اللجنة التنفيذية في حزب العمال الكردستاني PKK، بدور حزبه في سوريا من خلال مساندة وحماية نظام حافظ الأسد إلى نظام بشار الأسد ضد مناوئيه، وكذلك سعي الحزب للحفاظ على وحدة سوريا، مطالبا النظام في دمشق أن يعيد نظره بخصوص عملية التطبيع مع تركيا.
وقال قره يلان في حديث لقناة "ستيرك تي في"، التابعة لحزبه، إن "سياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دمّرت سوريا وجمع حوله جميع المرتزقة في سوريا وسعى إلى القضاء على السياسة الكردية"، وفق ما أورد موقع (باسنيوز).
وأضاف، أن "تركيا حاولت استخدام حزب الاتحاد الديمقراطي PYD وقواته وحدات حماية الشعب في حربها ضد النظام"، وقال: "في البداية كان لـ PYD ووحدات حماية الشعب أيضاً علاقات مع تركيا حيث زار صالح مسلم تركيا عدّة مرّات".
وأوضح قره يلان، أن "تركيا طلبت من PYD وقواته بوضوح؛ أن تسيطر على القامشلي، وأنها (تركيا) سوف تقدّم كل شيء للحزب، وطالبت أيضا تركيا محاربة النظام في حي الشيخ مقصود لتسقط حلب"، وقال: "فقد أرادوا أن تسقط حلب ويستولوا عليها ويتّجهوا نحو دمشق، لكن الحزب رفض ذلك" وفق قوله.
ولفت إلى أن "أردوغان غيّر سياساته تجاه PYD بعد ذلك الموقف، وأن الحزب لم يقف ضد النظام، ولو وقفت وحدات حماية الشعب إلى جانب تركيا لكان النظام قد سقط"، مطالباً حكومة دمشق بـ "ألّا تقع في الأخطاء".
وقال: "على بشار الأسد أن ينظر إلى التاريخ كيف (تمكّن حافظ الأسد من الصمود أمام كلّ هذه الهجمات، لقد تمكّن من ذلك بدعم حزبنا له سواء بشكلٍ رسميّ أو غير رسمي)"، وفق قوله.
وأضاف قره يلان: "نحن نأمل ألّا تخطئ حكومة دمشق هنا؛ وألّا تعزّز من قوّة أردوغان، وهو في وضعٍ حرج الآن بسبب الانتخابات، فلم ينجح في سياساته تجاه سوريا"، معتبراً أن "مقاومة شمال وشرق سوريا هي أكبر سبب لذلك"، وفق قوله.
وسبق أن أكد "فرمان محمود"، عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي)، أن PYD لم يفاوض النظام أو أي جهة أخرى على حقوق الشعب الكردي بقدر ما يفاوضه على المكاسب والنفوذ.
ولفت السياسي الكردي إلى أن الواقع في مناطق الإدارة الذاتية "مأساوي"، جراء الفشل الاقتصادي وغياب الخدمات الأساسية وهجرة الشباب إلى أوروبا، وتحدث عما أسماه "قندلة التعليم" وغياب المؤسسات الفعلية المستقلة بعيدا عن هيمنة السلاح وسيطرة حزب العمال الكردستاني PKK على الساحة.
وقال في حديث لموقع (باسنيوز)، إن "عملية التقارب بين تركيا والنظام السوري هي عملية معقدة وخاضعة لعوامل عديدة وعلى مستويات مختلفة وبالغة التعقيد، معتبراً أن هذا الانعطاف الحاد في السياسة التركية يأتي لاعتبارات داخلية بحتة وكل ما يريده الرئيس التركي من هذه الخطوة هو إيصال رسالة للناخب التركي بأنه يسعى لحل مشكلة اللاجئين السوريين قريبا".
وأوضح السياسي الكردي، أن المفاوضات بين "PYD والنظام السوري، لم تنقطع، ولكن الأهم والذي يجب معرفته أنها لم تفاوض النظام أو أي جهة أخرى على حقوق الشعب الكردي بقدر ما تفاوضه على المكاسب والنفوذ الذي يضمن استمرار منظومتها الأيدولوجية، فالإنكار التام للحقوق القومية للشعب الكردي تتشارك به مع نظام الأسد الذي يرفض أصلا أي شكل من أشكال حقوق الإنسان وكرامته".
ورأى محمود، أن "أي مراهنة على الأسد هي مراهنة خاسرة، والنظام الذي قتل أكثر من مليون سوري وشرد أكثر من خمسة عشر مليونا ودمر أكثر من نصف سوريا لمجرد مطالبته بحريته وكرامته لن يمنح أحدا أي حقوق لأنه لا يؤمن بمفهوم الدولة الحديثة الديمقراطية بقدر ما يرى في سوريا ملكا ورثها عن والده"
وختم فرمان محمود حديثه بأن "المقاربة الخاطئة التي يتم تسويغها إعلاميا ومحاولة إقناع الشعب الكردي بها هي أن هذا النظام يستطيع أن يكون ديمقراطيا وإنسانيا وعادلا في تعامله مع الكرد بخلاف بقية مكونات الشعب السوري، وحقيقة الأمر بأن الشعوب هي التي ترسم مستقبلها وأن الأنظمة السياسية هي وليدة مرحلة معينة وزائلة، لذلك رهان الكرد يجب أن يكون على المعادلة الوطنية وتفكيك منظومات الاستبداد كخيار أمثل ليكون لهم دور في سوريا المستقبل".