مراسلة حربية تنتقد تجاهلها من قبل النظام رغم دورها في تضليل الوفود الإعلامية الأجنبية
انتقدت مراسلة حربية عاملة في وكالة أنباء النظام الرسمية "سانا" حالة التجاهل التي تتعرض لها من قبل نظام الأسد، حيث لم يتم إدراجها في سجل الإعلاميين المصابين خلال عملهم إلى جانب قوات الأسد، رغم أن "القائمة تطول بأسماء أشخاص اصيبوا بقذائف هنا وهناك وليست في الأعمال القتالية"، وفق تعبيرها.
ورصدت شبكة "شام" الإخبارية، منشورا كتبته الإعلامية الحربية "يارا الإسماعيل"، حيث استهلت كلامها بيت شعر قالت إنه من تأليفها وهو "العيب في زماننا وليس فينا"، ردا على البيت الشهير الذي تنص كلماته على "نعيب الزمان والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا"، إذ اعتبرت أن البيت الأخير مستفز.
وبعد هذه المقدمة شنت "الإسماعيل"، هجوماً لاذعاً بسبب سلب حقوقها، رغم أنها عملت لسنوات في تلميع صورة نظام الأسد وترويج روايته، وذكرت أن إلى جانب عملها كمراسلة حربية لوكالة سانا في حلب كانت ترافق الوفود الاعلامية الأجنبية التي جاءت لتغطية الحرب.
وافتضحت خلال انتقادها تجاهل النظام لها، نقطة مهمة تعد دليلا إضافيا على عمل نظام الأسد على تضليل الوفود الإعلامية ضمن خطط ممنهجة التنفيذ ولا تزال تطبق حاليا مع اليوتيوبرز ممن يزورون مناطق سيطرة النظام، حيث قالت المراسلة: "كان لي دور كبير في تغيير وجهة نظر الكثير من الصحفيين الذين جاؤوا الى سورية لاكتشاف اي شيء مسيء وخرجوا منها بوجهة نظر مختلفة"، وفق تعبيرها.
وتزيد على هذه الاعترافات العلنية في تضليل الوفود الإعلامية الأجنبية، بأن هذا التصرف ليس شخص منها بل كان بتوجيهات من نظام الأسد، إذ أضافت بقولها، "هذا الدور لا أدعيه من ذاتي وإنما كان باعتراف المسؤولين عن الاعلام بتلك الفترة والذين اوكلوا لي هذه المهمة على مدى 4 سنوات خلال وجودي في حلب.
وتابعت هجومها بأنها تغاضت عن كل التقصير الذي واجهته لاستحصال حقوقها، وادعت أنها أصيبت 3 إصابات في حلب وقالت: "كنت أرى كيف يذهب التقدير والمكافآت والبعثات لمن يجلسون في مكاتبهم ولمن هربوا إلى قراهم من دمشق خوفا من الحرب وأنا صامتة ولم أتكلم وراضية بعملي"، حسب كلامها.
وأعربت عن استغرابها وعدم عملها سبب هذا التجاهل ومن أين أتى التقصير بحقها وأشارت إلى أن أن رأس النظام الإرهابي بشار الأسد استقبلها سابقا، واستطردت في حديثها بأنها ليست نادمة على ما قدمته ولكن ما يجري يجرحها ويجرح كل شخص عمل بتفانِ ولم يحظى بأي تقدير، لذلك أقول نحن خلقنا في زمان غير زماننا"، حسب وصفها.
وقبل أيام أفادت مصادر إعلامية بأن مخابرات نظام الأسد اعتقلت مسؤول المكتب الإعلامي لشعبة "حزب البعث" في مدينة التل بريف دمشق، بتهمة تتعلق بقضايا فساد، كما تم اعتقال المراسل الحربي "صهيب المصري" بدعوى تشهير قبل أن يطلق سراحه لاحقا.
هذا ولم تجدي سنوات التطبيل والترويج للنظام نفعاً لعدد من إعلاميي النظام الذين جرى تضييق الخناق عليهم واعتقالهم وسحب تراخيص العمل التي بحوزتهم، بعد أن ظنّوا أنهم سيحظون بمكانة خاصة بعد ممارستهم التضليل والكذب لصالح ميليشيات النظام وعند حديث أحدهم عن الشؤون المحلية بمختلف نواحيها وقضايا الفساد في مناطق النظام اكتشف عكس ذلك، وأن مهمته الوحيدة تقتصر على التشبيح للنظام فحسب، الأمر الذي يدأب عليه أبواق النظام بداعي الشهرة والمال.