منظمة حقوقية ترصد تصاعد حالات الاعتقال بحق منتقدي الطبقة الحاكمة في سوريا
تحدثت منظمة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة" الحقوقية، عن رصدها تصاعد الاعتقالات من قبل الأجهزة الأمنية بمناطق سيطرة النظام، خلال الشهرين الماضيين، موضحة أنها نفذت حملة اعتقالات واسعة رداً على تزايد انتقاد الطبقة الحاكمة في سوريا، والاحتجاجات التي طالبت بتحسين الأوضاع المعيشية.
وقالت المنظمة في تقرير لها، إن الأجهزة الأمنية التابعة للنظام نفذت "حملة قمع واعتقالات مكثفة"، خصوصاً في الساحل السوري، ضد منتقدي السلطة والفساد، بينما تجاهلت "الاحتجاجات غير المسبوقة التي تشهدها محافظة السويداء، ولم تنفذ فيها أي اعتقالات حتى الآن".
ولفت التقرير إلى أن سلطات النظام، وجهت إلى بعض المحتجزين اتهامات متعلقة بالخروج على السلطة والتحريض لانقلاب والتعاون مع جهات خارجية والمساس بالهوية الوطنية والنيل من هيبة الدولة.
ووثقت المنظمة أربع شهادات لمعتقلين أو ذويهم أو محاميهم، ممن تم توقيفهم خلال الشهر الماضي في جبلة ودرعا وريف دمشق، وأشارت إلى أنها تحققت من أدلة تثبت حدوث اعتقالات أخرى في طرطوس ودمشق.
وسبق أن قالت صفحات إخبارية موالية لنظام الأسد، إن الأجهزة الأمنية التابعة للنظام اعتقلت الصحفي الداعم للنظام "علي داؤود"، دون الكشف عن الأسباب، وسط معلومات عن انتقاده الأوضاع بمناطق سيطرة النظام.
وذكر موالون لنظام الأسد أن "داؤود"، رغم أنه "رجل وطني ويحب القائد وسيد الوطن"، تم اعتقاله، وانتقد الإعلامي المقرب من نظام الأسد "عزيز علي"، اعتقال زميله، ولفت إلى انعدام دور الصحافة في نقل أوجاع المظلومين بمناطق سيطرة النظام.
وأشار إلى اتهام "داؤود"، بوهن عزيمة الدولة، واعتبر أن "لا فرق بين ناشط عشوائي وصحفي منظم في حماية من يتكلم عن لسان المظلومين فالجميع سيحاسب إن أقترب من سماحاتهم وكراسيهم وجميعهم ارواق ترمى حين نقترب من مناصبهم فيجرمون الجميع".
ورصد مراقبون تزايد حالة التذمر والاستياء والاحتفان بسبب تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية في مناطق سيطرة النظام السوري، في أعقاب انهيار الليرة السورية المتسارع وغير المسبوق، وسط انتقادات متصاعدة للواقع الذي وصلت إليه تلك المناطق.
هذا ولم تجد سنوات التطبيل والترويج للنظام نفعاً لعدد من إعلاميي النظام الذين جرى تضييق الخناق عليهم واعتقالهم وسحب تراخيص العمل التي بحوزتهم، بعد أن ظنّوا أنهم سيحظون بمكانة خاصة بعد ممارستهم التضليل والكذب لصالح ميليشيات النظام، حيث وتزايدت حالات اعتقال وتوقيف إعلاميي النظام عند حديث أحدهم عن الشؤون المحلية بمختلف نواحيها وقضايا الفساد في مناطق النظام.