للمرة الثانية .. النظام يعتقل المراسل الحربي "بلوخين" ومسؤول روسي يطالب بالإفراج عنه
أكدت مصادر إعلامية روسية اعتقل المقاتل والمراسل الحربي الروسي "أوليغ بلوخين"، على يد استخبارات النظام في سوريا منذ أكثر من أسبوع، دون توجه إليه تهمة بعد، وذلك للمرة الثانية حيث سبق اعتقال المراسل ذاته في أيلول/ سبتمبر 2022.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية "تاس"، عن نائب رئيس الفرع الروسي للجنة حماية حقوق الإنسان، "إيفان ملنيكوف"، مناشدته سفير النظام السوري في موسكو بشار الجعفري، مطالبا المساعدة لإطلاق سراح الصحفي الروسي الذي تم اعتقاله بدمشق.
وخاطب المسؤول الروسي، سفير النظام بموسكو قائلا: "أطلب منكم اتخاذ تدابير للإفراج عن الصحفي أوليغ بلوخين، والمساعدة في رحلته إلى روسيا واحترام حقوقه، بما في ذلك عن طريق إرسال معلومات عن ندائي إلى السلطات الحكومية ذات الصلة في سوريا".
وأكد أن الصحفي العسكري الروسي معتقل منذ أكثر من أسبوع، وهو محتجز في مركز الاحتجاز السابق للمحاكمة بدمشق بدون تهمة، وأضاف "ملينكوف"، "يتمتع المراسلون الحربيون بحماية اتفاقية جنيف، وملاحقتهم الجنائية غير القانونية أمر غير مقبول".
ولفت إلى أنه "يتم إبلاغ كل شخص موقوف أو محتجز بسبب اعتقاله ويتم تقديم الشخص بشكل عاجل أمام قاضٍ لاختيار تدبير من ضبط النفس وإتاحة الفرصة له لحماية حقوقه، والاحتجاز في مركز الاحتجاز السابق للمحاكمة أو السجن بدون قرار من المحكمة أمر غير مقبول ".
كما أشار "ميلنيكوف" إلى أن المحاكمة يجب أن تعقد في غضون فترة زمنية معقولة، وعندما يكون الشخص في مكان احتجاز لأكثر من أسبوع دون أمر من المحكمة، فإن هذا يعد انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي، وفقًا لمعايير اتفاقيات جنيف، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية للأمم المتحدة ومعايير أخرى من القانون الدولي.
وفي 25 من أيلول/ سبتمبر 2022، المقاتل والمراسل الحربي الروسي "أوليغ بلوخين"، الشهير بظهوره إلى جانب القوات الروسية في سوريا، الأمر الذي أوردته عدة جهات إعلامية روسية دون الإشارة إلى سبب توقيف الصحفي الروسي.
ونشرت وكالة "نوفوروسيا"، الروسية للأنباء، خبرا تحت عنوان "اعتقال القائد العسكري الروسي المعروف أوليج بلوخين في سوريا"، وذكرت خلاله نقلًا عن المراسل العسكري رومان سابونكوف، بأن بلوخين الذي يحمل الجنسية الأوكرانية أيضًا، اعتقل بناء على طلب القيادة الروسية.
وفي 2 من تشرين الأول من العام ذاته جرى الإفراج عنه، وحول اعتقال بلوخين، قال مؤسس شركة "فاغنر" للمرتزقة الروس، يفغيني بريغوجين، الملقب بـ "طباخ بوتين" إنه “لا يمكن لروسيا أن تتخلى عن شعبها، وأضاف أن "بلوخين"، استقل طائرة نحو موسكو، قبل إعلان اعتقاله مرة أخرى بدمشق.
هذا ونقل موقع روسي بأن بلوخين لم يكن على علاقة جيدة بالقيادة الحالية للمجموعة الروسية في سوريا، خاصة خلال الشهرين الماضيين، إذ كان يحاول السفر إلى روسيا لتغطية الأحداث العسكرية فيها.
وسبق أن نشر الصحفي الروسي "أوليغ بلوخين" المرافق للقوات العسكرية الروسية في سوريا، مقطع فيديو شامت من بلدة جرجناز التي سيطرت عليها قوات النظام والميليشيات الروسية والإيرانية بعد تدميرها وتهجير أهلها، في عام 2019.
ونشر الصحفي المقطع المصدر من سطح مسجد "علي بن أبي طالب" وسط البلدة، يتحدث فيه عن سيطرة قوات الأسد على البلدة، بأسلوب شامت كما هو معروف عنه، وسبق له أن نشر مقاطع فيديو مماثلة من مناطق عدة بريف إدلب أبرزها خان شيخون.
وشكلت روسيا منذ تدخلها العسكري في سوريا عام 2015، فريقاً من الصحفيين التابعين للآلة الإعلامية المساندة للقوات العسكرية لنقل مجريات الأحداث الميدانية من المناطق التي تشهد تصعيد متواصل في العمليات العسكريّة والاشتباكات العنيفة، وذلك للترويج في رواياتها المزعومة.
وكان من أبرز الوجوه الإعلامية التابعة لروسيا ممن تصدرت المشهد في نقل الصور والتسجيلات المرعبة والشامتة "أوليغ بلوخين"، التي تظهر حجم الدمار والخراب التي تتسبب به الآلة العسكرية الموازية للغطاء الإعلامي الذي تمارسه روسيا مؤخراً في شمال غرب البلاد.
ويشتهر "بلوخين، الذي رافق القوات الروسية وعصابات النظام، لصالح شبكة "ANNA"، الداعمة لنظام بوتين، بنشر المواد الصحيفة العسكرية تأييدياً للرواية الروسية التي تتطابق مع إعلام النظام، في وقت أشار مراقبون إلى أن الصراع بين الطرفين على الانحطاط المهني والاخلاقي في التعامل مع المشاهد المصورة بات واضحاً للمتابعين.
وفي أخر ظهور له نشر الإعلامي الروسي "أوليغ بلوخين" المرافق للقوات العسكرية الروسية في سوريا، مقطع فيديو، شامتاً بتدمير المدن وتهجير سكانها وهذه المرة في مدينة سراقب التي طُردت منها قوات النظام والميليشيات الروسية والإيرانية.
وإلى جانب "بلوخن" نشر نظيره "بود دوبني"، تسجيلات مصورة استفزازية وشامتة كما الحال لدى معظم الكادر الإعلامي الذي تزج به روسية نحو المدن المدمرة عقب تهجير سكانها منها، إذ ظهر المراسل الروسي متوسطاً لصورة حديثة نشرها "بلوخن" وهو يخرج لسانه باتجاه الكاميرا، وذلك في سياق الشماتة والاستفزاز للسكان، بحسب متابعين.
وينحدر مستوى الأخلاق والمهنية لدى تلك الجهات الصحفية التي يكون جل اهتمامها تصوير امكانية الصواريخ والمتفجرات التي تلقيها الطائرات الروسية على التدمير ونشر الإرهاب ومشاهد القتل والخراب عبر العدسات الروسية، التي باتت مثالاً للتشفي والرقص فوق جثث الضحايا وأنقاض منازلهم، أسوة بإعلام النظام الأسدي المجرم.
هذا ومن المعتاد أنّ الإعلام الروسي يسبق جميع مراسلي وكالات النظام في كافة المعارك السابقة التي جرت في إدلب في التغطية الميدانية المباشرة لصالح الوكالات والشبكات الإعلامية الروسية، التي تنشط مع تصاعد المواجهات في المنطقة.
يشار إلى أنّ الآلة الإعلامية التابعة للنظام "بشار الأسد" استخدمت التجييش الإعلامي والتهديد العسكري ضمن استخدام سياسة الأرض المحروقة، ولطالما اشتهر عدد كبير من إعلامي النظام بظهورهم المثير للجدل فوق جثث الضحايا ودمار المنازل، داعين إلى مواصلة المحرقة بحق ملايين السوريين في الشمال السوري التي نتج عنها مأساة إنسانية تزداد تفاقماً مع موجات النزوح الهائلة.