"ديلي صباح": روسيا ترحب بتطبيع أنقرة مع دمشق لإضعاف هيمنة واشنطن بسوريا
اعتبرت صحيفة "ديلي صباح" التركية، أن انخراط تركيا في عملية تشكيل سوريا يضعف هيمنة الولايات المتحدة، موضحة أن هذا أحد الأسباب الذي يجعل روسيا ترحب بالتطبيع بين أنقرة ودمشق.
وفي مقال نشرته الصحيفة، رأى الكاتب "مليح التنوك"، أن تصرف حكومة النظام تجاه التطبيع وكأنها ليست في عجلة من أمرها، يعني أن واشنطن تكسب الوقت للاستفادة من "الغنيمة" في سوريا.
ولفت الكاتب إلى أن النظام السوري يرى تركيا على أنها المشكلة الأساسية وليست الولايات المتحدة، التي تجر سوريا إلى الفوضى من خلال دعم قوات "قسد"، واعتبر أن وجود القوات التركية في سوريا يشكل عبئاً على أنقرة التي "لا تكسب قرشاً واحداً من سوريا بل تنفق الأموال باستمرار".
وأضاف كاتب المقال أن "الأسد المحاصر في عاصمته يجد صعوبة في فهم ما يجري، وإلا لكان قد أدرك أنه يلعب لصالح الولايات المتحدة، التي تعارض بشدة حوار روسيا وتركيا وإيران مع دمشق".
وأشار الكاتب "مليح التنوك"، إلى أن النظام السوري لا يزال عالقاً في الماضي، ولا يستطيع أن يتخطاه ولو بمرحلة واحدة، ويراوح في مكانه بدلاً من إيجاد حل للأزمة المتفاقمة في البلاد.
وسبق أن اعتبر القنصل الروسي في اسطنبول أندريه بورافوف، أن تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن إمكانية لقاء "بشار الأسد"، سيساعد في دفع عملية التطبيع بين أنقرة ودمشق.
وأضاف بورافوف: "شرعت تركيا وسوريا في عملية دبلوماسية إيجابية وجديدة. بعد القمة العسكرية والأمنية التي عقدت في موسكو، يتم الآن التخطيط لعقد قمة جديدة لوزراء الخارجية (تركيا وسوريا)".
وكان قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، إن "بشار الأسد"، ارتكب أعمالا وحشية، وقواته ارتكبت جرائم حرب، مؤكداً مواصلة واشنطن العمل على محاسبة النظام السوري، كذلك تشجيع شركائها وحلفائها على عدم التطبيع معه وعلى تطبيق القرار ٢٢٥٤".
وأضاف "برايس" في مؤتمره الصحفي قوله: "أوضحنا أننا لن نطبع ولا نؤيد أية دولة تقوم بالتطبيع مع نظام الأسد"، وذلك في ظل مؤشرات عن احتمالات حدود تقارب تركي مع نظام الأسد.
وسبق أن قال "جون كيربي" منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي، إن الولايات المتحدة لم تطبع علاقاتها مع رئيس "بشار الأسد"، ولا تشجع أي دولة أخرى على تطبيع العلاقات معه.
وحذرت الولايات المتحدة من محاولات إحياء نظام الأسد، وقالت الخارجية الأمريكية في أكثر من بيان، إن ما يحدث لن ينفي حقيقة المجازر التي ارتكبها الأسد بحق السوريين، وكررت السعودية، خلال الفترة الماضية، تأكيدها ضرورة أن يشمل أي حل سياسي في سوريا محاسبة المتورطين في جرائم الحرب، والعمل على تحقيق تطلعات السوريين.