ضمن أنشطة التعافي المبكر.. "الخوذ البيضاء" تبدأ فرش وإعادة تأهيل عدة طرقات في مخيمات الساحل
قالت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، إن معاناة كبيرة يعيشها الأهالي في المخيمات ومدن وبلدات شمال غربي سوريا بسبب رداءة الطرقات التي يسلكونها، بعد أن تأثرت بالعوامل الطبيعية وظروف الحرب التي يشنها نظام الأسد وروسيا على مدى 11 عاماً من الحرب في سوريا.
ولفتت إلى غياب شبه تام لعمليات الصيانة للطرقات والبنية التحتية، في وقت تعمل فرقها على الاستجابة لهذا الواقع ضمن أنشطة التعافي المبكر لتحسين الخدمات ومساعدة المدنيين على الاستقرار، ضمن عدة مشاريع خدمية.
وبدأت فرق الدفاع المدني السوري بأعمال خدمية لفرش وإعادة تأهيل عدد من الطرقات في مخيمات الساحل وقرى وبلدات بريف إدلب الغربي بعد إجراء تقييم احتياج ويستفيد من هذه الأعمال أهالي قرى وبلدات (خربة الجوز والبدرية وبكسريا والزعينية والحنبوشية) والمخيمات المحيطة بهم وهي (مخيم الجبل وقلعة السنديان والفاتحة) و يبلغ عدد المستفيدين نحو 30 ألف نسمة ( ما بين أهالي القرى و البلدات و المخيمات) و يقدر طول الطرقات التي سيتم العمل عليها بـ 5 كم.
وتأتي أهمية هذه الأعمال لمساعدة المدنيين في تسهيل وصولهم إلى المرافق الحيوية والخدمية والمستشفيات و النقاط الطبية و المدارس التي تتوزع إلى (4 مستشفيات، 3 نقاط طبية و 12 مدرسة) ما يخفف على الأطفال و الكبار في السن معاناتهم في سلك تلك الطرقات بعيداً عن برك الوحل التي تشكلها مياه الأمطار و طبيعة الأرض الوعرة، كما يساعد تحسين الطرقات في سهولة الاستجابات الطارئة من قبل المنظمات، و التي تعتبر ضئيلة جداً مع الاحتياج المطلوب بسبب قلة الدعم عن المنطقة.
وتتضمن الأعمال الخدمية تسوية الحفر الموجودة في الطرقات و التأكد من سلامة عمل خطوط الصرف الصحي بالشكل السليم، ومن ثم البدء بجلب مواد الحصى المراد فرشها في جميع الطرقات، ورصها حتى تحقق نسبة الرص المطلوبة، هذا في الطرقات التي تتم صيانتها، فيما تشمل الأعمال أيضاً تجهيز طرقات ما تزال ترابية داخل المخيمات، عبر تسويتها ثم فرشها ورصها لتكون قادرة على مقاومة الأمطار.
وفي شهر آذار الماضي نفذت فرق الدفاع مشروعاً لفرش الطرقات في ثلاثة مخيمات بالحصى، الأول في منطقة أرمناز غربي إدلب بمخيمات "تجمع شامنا" و مخيمان غربي مدينة اعزاز ، ويبلغ عدد المستفيدين منهما تقديرياً بـ 6 آلاف نسمة، ليكون هذا المشروع الثالث مع انتهاء فصل الشتاء و بداية فصل الصيف.
وتقوم فرق الدفاع بشكل دائم بأعمال تسوية للحفر في الطرقات في شمال غربي سوريا ضمن الامكانات المتوفرة، ونفذت عدة أعمال في طرقات بريف إدلب منها الطريق الواصل بين مدينة إدلب ومدينة كفرتخاريم، والطريق الواصل بين قريتي عين الحمرة وكنيسة بني عز غربي إدلب، إضافة للمشاركة في مبادرة لردم وتسوية الحفر في الطرق مدينة إدلب تحمل اسم "العم وليد " شارك بها متطوعون وفعاليات محلية وفرق تطوعية لتسوية جميع الحفر في الطرق الرئيسية والفرعية والأحياء السكنية لتفادي الحوادث المرورية ومنع تجمع مياه الأمطار فيها.
والعام الماضي، نفذت فرق الدفاع المدني مشروعاً خدمياً لفرش طرقات بالحصى في 30 مخيماً تم اختيار المخيمات بعد إجراء تقييم احتياجات من قبل الدفاع المدني السوري لـ 626 مخيماً موزعة على ثلاث مناطق رئيسية، الأولى في اعزاز وجرابلس بريف حلب الشمالي والشرقي (9) مخيمات، والمنطقة الثانية في ريف إدلب الشمالي وحلب الغربي (14) مخيماً، والمنطقة الثالثة بمخيمات جسر الشغور غربي إدلب (7) مخيمات.
وتعاني مناطق شمالي غربي سوريا ضعفاً في الخدمات الأساسية وتحاول المنظمات الإنسانية المساعدة ضمن الإمكانيات المتوفرة، ولكنها لا تغطي إلا جزءاً من احتياجات المدنيين، في ظل استمرار قوات النظام وروسيا بعمليات القصف وتدمير البنية التحتية والمباني العامة والخاصة.