بعد تردي حالته الصحية ... عائلة ناشط سوري تُناشد السلطات التركية للإفراج عنه
وجهت عائلة الناشط الإعلامي "عبد الرحمن العيسى" المنحدر من ريف إدلب، مناشدة للسلطات التركية، للإفراج عن الناشط المحتجز منذ شهر كانون الأول 2022، بعد تردي وضعه الصحي في مركز الاعتقال الذي نقل إليه مؤخراً في ولاية قيصري، وتضرر العائلة جراء الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق الجنوب التركي.
ووفق ما علمت شبكة "شام"، فإن السلطات التركية نقلت الناشط "العيسى"، من مركز الاعتقال المحتجز فيه في أنطاكيا بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة في 6 شباط/ 2023، إلى مركز احتجاز آخر في ولاية قيصري، رغم أن وضعه الصحي حرج ويحتاج لعملية في القلب بشكل عاجل.
وأوضحت المصادر لـ "شام" أن العائلة كانت قد أوكلت محامي للنظر في قضية "الناشط"، والذي اعتقل للمرة الثانية، من قبل عناصر الشرطة في "مخفر قوملو" بولاية هاطاي التركية، بعد يومين من الإفراج عن زوجته الحامل وابنه المصاب بمرض القلب، والتي أثارت قضيتهم الرأي العام في تركيا خلال تلك الفترة.
ووفق مصادر "شام" فإن اعتقال الناشط تم بعد تلقيه اتصالاً هاتفياً من مخفر قرية قوملو التركية الذي سبق احتجازه وزوجته وطفله فيه، تبلغه بضرورة مراجعتهم لإنهاء ملف اعتقال زوجته وطفله الذين جرى نقلهم إلى ولاية أنطاكيا ومن ثم تسليمهم لعم الناشط، ومنحتهم تسهيلات للحصول على بطاقة الحماية المؤقتة، للبقاء في تركيا ومواصلة علاج الطفل المصاب بمرض في القلب.
وأوضحت مصادر "شام"، أن عناصر المخفر، قامت بتسليم الناشط "العيسى" إلى مركز الأجانب في ولاية أنطاكيا، وبعد توكيل محامي للناشط، ورغم حالته الصحية الحرجة وحاجته لعمل جراحي عاجل كون مصاب حرب في سوريا ولديه مشكلة في القلب، لم يقبل طلب الإفراج عنه بكفالة.
وحصلت "شام" على معلومات، تفيد بأن اعتقال الناشط، جاء بتهمة "الافتراء على مخفر قوملو"، في إشارة لمقطع الفيديو الذي نشره الناشط إبان اعتقال زوجته وطفله، وماتعرض له معهم في المخفر من ضرب وتعنيف لدى وجوده هناك لتسلم زوجته بعد وعود بالإفراج عنها، لكن إدارة المخفر اعتبرت الفيديو افتراءً وقامت على إثرها باعتقال الناشط في اليوم التالي وإلزامه نشر منشور على حسابه الشخصي ينفي فيه ماتعرض له من ضرب.
وكانت عناصر الدرك في قرية قوملو، أوقفت زوجة الناشط لعدم امتلاكها بطاقة الحماية المؤقتة، كونها دخلت تركيا بطريقة غير شرعية قبل أكثر من عام ونصف، تلا ذلك نقل طفلها المصاب بمرض القلب للمخفر ليكون مع والدته، واتخذ قرار بترحيلهم إلى سوريا في صباح اليوم التالي، حيث شغلت قضيتهم حينها الرأي العام.
وكانت توسطت عدة جهات تركية لوقف قرار الترحيل بعد اتصالات مكثفة أجراها عدد من النشطاء مع مسؤولين أتراك لمتابعة القضية، نظراً لوضع العائلة الصحي، كون الزوجة حامل في شهرها الثامن، والطفل مصاب بمرض في القلب، وعيسى يخضع لجلسات علاج مستمرة، وقرار ترحيلهم سيكون له مخاطر على حياتهم.
وفي صباح يوم الجمعة 25 تشرين الثاني/ 2022، استطاع الناشط زيارة عائلته في المشفى، و حصل على وعود بالإفراج عنهم بعد الحصول على تقرير طبي من المشفى للطفل تثبت حاجته لتقلي العلاج، كما وصل لمخفر قرار بوقف الترحيل وإخلاء سبيلهم، مع تعاون مختار القرية لمنحهم قيد إقامة يسهل حصولهم على بطاقة الحماية المؤقتة.
وأضافت مصادر "شام" أن مسؤول المخفر المعني بالقضية تغيب حينها لأسباب مجهولة، وبقيت العائلة قيد الاحتجاز حتى مساء اليوم مع انتهاء الدوام الرسمي، حيث توجه الناشط للمسؤول المناوب في مكتبه في المخفر، وطلب منه توضيح عن سبب استمرار احتجازهم.
وقالت المصادر، إن مشادة كلامية جرت بين الناشط ومسؤول المخفر، قام على إثرها عناصر الدرك بضرب الناشط داخل المخفر وتوجيه كلام مسيئ له، كما قاموا بضرب زوجته الحامل في شهرها الثامن، قبل إخراج الناشط من المخفر، ونقل الزوجة بسيارة إسعاف إلى مشفى كرخان على الفور.
وكان أن قام الناشط الإعلامي، بنشر مقطع فيديو فور خروجه من المخفر، يظهر فيها وقد تعرض لكدمات في الوجه، وشرح فيه تعرضه للضرب من قبل عناصر المخفر وزوجته، وترك زوجته قيد الاعتقال وإجباره على الخروج بالقوة، ثم نقل زوجته بسيارة إسعاف خارج المخفر.
وبعد عدة اتصالات من قبل محامين أتراك مع قيادة المخفر، انكرت الأخيرة ضرب الناشط وزوجته، علما أن الزوجة نقلت إلى مشفى كرخان، وكان لاقى الفيديو الذي نشره الناشط انتشاراً واسعاً حتى ضمن الأتراك في المنطقة، الأمر الذي أثار حفيظة مسؤولي المخفر.
وكان قام المخفر قام باستدعاء الناشط بعد إعادة زوجته من المشفى، ولدى دخول الناشط إلى المخفر قطع الاتصال معه من قبل أقربائه وزملائه، قبل أن ينشر منشوراً باللغة العربية والتركية على حسابه الشخصي يقول فيه إن مانشره سابقاً غير صحيح ويقدم اعتذاراً للسلطات التركية وعناصر المخفر.
وقال مقربون من الناشط "العيسى" حينها، إنهم أبلغوا بعد قرابة ساعتين من دخول الناشط للمخفر، أنه جرى احتجازه، وأنه سيعرض على القضاء مع زوجته، وأن قراراً بترحيله اتخذ من قبل المخفر بتهمة نشر معلومات مغلوطة، مستغلين ما تم نشره على حسابه خلال وجوده في المخفر.
وفي 26 تشرين الثاني 2022، أفرجت السلطات التركية في مخفر قوملو عن الناشط "العيسى"، وقامت حينها بتسليم زوجته وطفله إلى مركز للأجانب في أنطاكيا، وأفرجت عنهم بعد قرابة أسبوع من توقيفهم، بعد إجراءات تمت بتسليمهم لعم الناشط بكفالة منه، قبل أن تتم إعادة اعتقال الناشط بتهمة الافتراء على مؤسسات الدولة وتركه في المعتقل.