بعد أحداث مجدل شمس واغتيال هنية.. خبراء أمميون يدعون لوقف النار في الشرق الأوسط
دعا خبراء أمميون مستقلون، في بيان مشترك، جميع الأطراف المعنية في الشرق الأوسط، لوقف إطلاق النار فوراً على الجبهات كافة، جاء ذلك على خلفية مقتل 12 طفلاً في مجدل شمس المحتلة، واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، في طهران، وقتل القيادي البارز في "حزب الله" اللبناني فؤاد شكر.
وقال الخبراء، إن هذه الأعمال تنتهك الحق الإنساني في الحياة وتهدد بمزيد من التصعيد للعنف والنزوح في المنطقة، كما تسلط الضور على الحاجة إلى إجراء تحقيقات كاملة ومستقلة ونزيهة، لإثبات الحقائق وضمان المساءلة.
وأدان بيان الخبراء بشدة، اغتيال هنية، معتبرين أن مقتله قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها، ويقوض التعددية ويعيق سعي الأمم المتحدة في الوصول إلى حل دبلوماسي، ولفت البيان إلى أن هجوم الجولان يمثل انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وأكد الخبراء، أن جميع البلدان ملزمة بمنع استخدام أراضيها من قبل جهات غير حكومية لشن أعمال عنف، ويجب محاسبة مرتكبي مثل هذه الأعمال، كما عبروا عن عن فزعهم إزاء الاستخفاف المتهور بالحق الإنساني في الحياة، والتصعيد الخطير للصراع الحدودي بين إسرائيل و"حزب الله".
وكانت أعلنت "الهيئة الدينية والزمنية في الجولان السوري المحتل"، رفض الجولان لأي مواقف رسمية تحريضية، أو محاولات لاستغلال اسم "مجدل شمس" كمنبر سياسي على حساب دماء أطفالها، كما رفضت إراقة الدماء تحت مسمى الانتقام للأطفال، مشيرين إلى أن عقيدتهم تحرم عليهم القتل والانتقام بأي صفة أو هدف كان.
وأضافت الهيئة أن أهالي الجولان كانوا وما زالوا دعاة سلام ووئام بين الشعوب والأمم، مؤكدين ثبات موقفهم وعدم التخلي عنه مستقبلاً، وجاء البيان بهدف وضع حد للتلاعب بمشاعر أهالي مجدل شمس، وتجريدهم من هويتهم العربية السورية، إضافة إلى التعامل معهم كما لو أنهم إسرائيليون يطلبون من حكومة نتنياهو النجدة.
وقالت المصادر، إن أهالي الجولان لديهم انتماءات سياسية مختلفة وعديدة، لكن يجمعهم الانتماء الوطني الحقيقي والنضال ضد الاحتلال، مؤكدين أنهم قاموا بطرد كل من جاء لزيارتهم من الوزراء والنواب العنصريين والمتطرفين.
وكانت أصدرت وزارة الخارجية في حكومة نظام الأسد، يوم الأحد 28 تموز/ يوليو، بياناً حول حادثة قصف مجدل شمس في الجولان السوري الواقع تحت الاحتلال الإسرائيلي، واعتبرت أن القصف شنته "إسرائيل".
واتهمت خارجية الأسد الاحتلال الإسرائيلي، بشن القصف الذي طال مجدل شمس ما أدى لمقتل 12 شخصاً وإصابة أكثر من 30 آخرين، وذكرت أن ذلك بهدف "محاولات التصعيد الأوضاع وتوسيع دائرة العدوان".
وتضمن البيان "إدانة" تكرار المجازر، وقالت إنها تستنكر محاولاته المفضوحة لاختلاق الذرائع لتوسيع دائرة عدوانه، كما تحمله المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد الخطير للوضع في المنطقة، وقالت إن الاحتلال يسوق اتهامات باطلة للمقاومة اللبنانية.
وحسب وزارة الخارجية الإسرائيلية، فإن حزب الله اللبناني "تجاوز كل الخطوط الحمر"، من خلال ضربة صاروخية على الجولان السوري المحتل، واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية "ناصر كنعاني"، بأن إسرائيل، تسعى الى تحميل حزب الله مسؤولية القصف "لصرف أنظار الرأي العام والعالم عن جرائمها".
وكان صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأن القائد الميداني بميليشيات حزب الله علي محمد يحيى بأنه المسؤول عن تنفيذ عملية إطلاق الصاروخ على مجدل شمس، فيما نفى الحزب ضلوعه في الهجوم على قرية مجدل شمس شمال إسرائيل في الجولان المحتل.
وسبق أن قال "فيصل المقداد" وزير خارجية النظام، إن سوريا خاضت حروباً ضد "إسرائيل" ومستعدون لخوض حروب أخرى ولكن دمشق هي من تقرر متى وكيف، في الوقت الذي تتعرض مواقع النظام حتى في دمشق لقصف إسرائيلي متواصل والأسد يواصل الاحتفاظ بحق الرد لعقود طويلة، ويوجه آلته الحربية لتدمير الشعب السوري.
وأدانت الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية في سوريا، بقيادة الشيخ حكمت الهجري، الجريمة النكراء التي استهدفت المدنيين في قرية مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، داعية المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات صارمة لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة.
وأعربت الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية في بيان صدر يوم أمس السبت 27 يوليو 2024، عن استنكارها الشديد للجريمة. وذكر البيان: "نستنكر بشدة الجريمة النكراء التي طالت الأبرياء والأطفال في قرية مجدل شمس الآمنة المسالمة". وأكد البيان على أن هذه الجريمة لا يمكن تبريرها بأي شكل من الأشكال، مشددًا على أن الأبرياء ليسوا مواقع تدريب أو تجريب.
وأشارت الرئاسة الروحية إلى ضرورة ملاحقة الجهة المسؤولة عن الجريمة عبر القنوات الأممية والدولية، موضحة أن الفاعلين معروفون لدى الجميع. وجاء في البيان: "نهيب بكل الأوساط الأممية والدولية تأكيد ملاحقة الجهة المجرمة، مع وضوح الرؤية للجهة الفاعلة لدى الجميع. ونؤكد على طلب معاقبتها عبر القانون الدولي على ما فعلته أيديهم الآثمة".
وشدد البيان على أن معاقبة الجناة يجب أن تكون عبر القانون الدولي، حيث قالت الرئاسة الروحية: "نطالب بمعاقبة الفاعلين والقصاص العادل منهم". وأعربت الرئاسة عن تعازيها لأهالي الضحايا، مؤكدة أنها تتقبل التعازي بهم وتطالب بالعدالة.
أعلنت السلطات الإسرائيلية مقتل 12 شخصاً إثر سقوط صاروخ أطلق من لبنان على مجدل شمس في الجولان المحتل. وأفاد الإسعاف الإسرائيلي بأن عدد المصابين بلغ 30 مصاباً، بينهم 7 في حالة حرجة.
وطول الفترة الماضية استهدف حزب الله الإرهابي، الجولان المحتل أكثر من مرة بالعديد من الصواريخ والطائرات المسيرة، وسقط معظمها في مناطق فارغة، أو اسقطتها الدفاعات الاسرائيلية، كما أدى بعضها لمقتل وإصابة عدد من الجنود الإسرائيليين.
اتهمت إسرائيل حزب الله بالوقوف وراء الحادث، وقال الجيش الإسرائيلي إن الصاروخ من صنع إيراني، مشيراً إلى أن القائد الميداني في حزب الله علي محمد يحيى أشرف على إطلاقه. في المقابل، نقل موقع أكسيوس عن مسؤول أميركي قوله إن حزب الله أبلغ الأمم المتحدة بأن حادث مجدل شمس سببه سقوط صاروخ اعتراضي إسرائيلي.
في ظل هذا التضارب، دعا مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، لإجراء تحقيق دولي في حادث مجدل شمس، مؤكداً أن الاتحاد الأوروبي يحث جميع الأطراف على ضبط النفس. ونقل موقع أكسيوس عن مسؤول أميركي أن الهجوم على مجدل شمس قد يكون الشرارة التي كانوا يخشونها ويحاولون تجنبها منذ 10 أشهر.
وأعربت إدارة الرئيس جو بايدن عن قلقها الشديد من أن يؤدي هجوم مجدل شمس إلى حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله. ونقلت وكالة رويترز عن المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض أن واشنطن تندد بالهجوم الصاروخي على القرية الدرزية بالجولان.