"استثمار" سنوي يتجاوز 2 مليار ليرة .. وثيقة تكشف بنود "تسوية" وضع مول الميدان بدمشق
نشر مصدر مقرب من نظام الأسد، وثيقة صادرة عن "المكتب التنفيذي"، في مجلس محافظة دمشق التابع لنظام الأسد، تكشف بنود تسوية مول تجاري بدمشق، بعد التراجع عن قرار الهدم الذي صدر بحق المول.
وقال مراسل قناة الكوثر الإيرانية، "صهيب المصري"، إن المول مبني على "أملاك عامة" وليس قطاع خاص، وذكر أن المحافظة ارتأت لتحصيل أموال لصالح الخزينة بعقد استثماري وبعد الانتهاء تعود ملكية المول للمحافظة.
ونشر وثيقة مسربة "لم ينشرها المكتب الإعلامي لمحافظة دمشق"، تشير إلى الموافقة على إبرام عقد بالتراضي مع السيد "أنس محمد النعال"، لاستثمار مجمع الخمسة الكبار "مول Big5"، الواقع على رقم العقار 732، سوق الميدان العائد بملكيته لمحافظة دمشق، لمدة 5 سنوات، أو لحين عقد التنظيم.
وحددت الوثيقة بدل استثمار سنوي قدره 2 مليار و200 مليون ليرة سورية، على أن يخضع هذا البدل للتوازن العقدي في نهاية كل سنة ميلادية، وذلك وفق نص بيان حمل توقيع محافظ نظام الأسد بدمشق "محمد طارق كريشاتي".
وقالت محافظة دمشق في بيان لها مؤخرا إنه تم إحالة كل من شارك أو ساعد في مخالفة المول في حي الميدان بدمشق أو تستر عليها وسهل عمليات التسوية دون أن تسميهم طبعاً إلى الجهات الرقابية للتحقيق معهم.
وذكرت أنه تم خلال الأشهر الماضية وبناءً على العديد من المراجعات وشكاوي الأهالي، التحقيق في ملف التسوية التي قام عليها المول ليتبين بشكل قاطع بأن المول أقيم بشكل مخالف دون أي رخصة بناء كما أقيم جزء منه على أملاك الدولة حديقة عامة وشارع عام.
وأشارت المحافظة في بيانها، إلى أنه تم المساس بحقوق الأهالي مالكي العقارات المجاورة للمول وتم تسخير موارد الدولة لتجميل وإنارة وتزفيت الأملاك العامة الواقعة أمام العقار.
وزعمت إنه إنفاذاً لسلطة القانون ولكون قرارات التسوية غير القانونية، فإنه يحق للإدارة طي تلك القرارات بأي وقت عند اكتشاف مخالفتها للقانون، ولذلك قرر المكتب التنفيذي لمحافظة دمشق طي كافة قرارات التسوية المخالفة للقانون مع هدم المخالفة.
ولفتت إلى أنه وحرصاً من المحافظة على حقوق المستثمرين الذين استثمروا بالمول دون علمهم بماهية المخالفة التي قام بها أصحاب العقار والتي سينتج عنها خسائر لهم ولعمالهم، تمت دراسة هذا الموضوع وتم التوصل إلى حل وإجراء قانوني لتفادي الهدم خلال الوقت الراهن حيث يصبح بموجبه مول الـ BIG5 خاضعاً لملكية المحافظة.
وأضاف البيان، سيتمكن جميع المستثمرين وعمالهم من الاستمرار بعملهم إلى حين تنفيذ المخطط التنظيمي وستتم أعمال الهدم حينذاك حفاظاً على حقوق أصحاب العقارات المجاورة وعلى الأملاك العامة والحدائق والشوارع العامة.
و علق صحفي من الساحل السوري، على تراجع نظام الأسد عن قرار هدم مول الميدان بدمشق، لافتاً إلى أن المول بات يخضع للاستملاك ممن وصفها "الياسمينة"، في إشارة إلى زوجة رأس النظام الإرهابي "بشار الأسد"، "أسماء الأسد"، التي تطلق على نفسها لقب "سيدة الياسمين".
وكانت كشفت مصادر إعلامية محلية عن حملات ممنهجة تشنها دوريات تابعة لمخابرات النظام حيث تقوم بمداهمة محال التجار ومطالبتهم بإتاوات ضخمة بعد تلفيق تهم عشوائية مثل المتاجرة بالقطع الأجنبي أو حيازة البضائع المهربة أو الاحتكار، ويندرج ذلك ضمن تصفية حسابات بين الشخصيات الاقتصادية النافذة وتحت إشراف "المكتب السري".